الرئيسية ثقافة وفن أنزي : زحف الرحل والحلوف يقض مضجع الساكنة، أنزي : واجهة للصناعة التقليدية وعمق تاريخي يسكن بين الجبال

أنزي : زحف الرحل والحلوف يقض مضجع الساكنة، أنزي : واجهة للصناعة التقليدية وعمق تاريخي يسكن بين الجبال

كتبه كتب في 26 أغسطس 2013 - 13:52

يتشكل سكان دائرة أنزي من الأمازيغ الذين ينحدرون من مجموعة من القبائل منها : سملالة، بعقيلة، وارسموكة بالإضافة إلى أيت أحمد، ويتميز النسيج الاجتماعي للمنطقة بتنوع عناصره وتعدد فئاته ومكوناته التي تترواح بين التجار والمقيمين بالخارج إضافة إلى الفلاحين والحرفين والأطر العاملة في مختلف أسلاك الإدارة. وتختزن المنطقة إمكانات بشرية مهمة وأطرا فاعلة وكفاءات في كل الميادين الاقتصادية ،الرياضية، الثقافية والفنية والمؤهلة للعب دور الريادة في تنشيط العمل الجمعوي والمساهمة في التنمية المحلية.  منطقة أنــزي غنية  بتعدد مؤهلاتها الاقتصادية، الطبيعية، الثقافية، السياحية والبشرية تؤهلها لتشكيل قطب اقتصادي وسياحي مهم. وفيما يلي عرض لمؤهلات المنطقو ومختلف المعيقات التي تواجه تنميتهان وتعيث تقدمها.

 القطب الصناعي

 و يشكل سوق أنــزي مركزا اقتصاديا مهما بالمنطقة وممرا إلى المراكز الحضرية القريبة (تيزنيت، تافراوت، أكادير) مما يجعله قبلة لساكنة المنطقة خاصة أيام السوق الأسبوعي (الأحد) والمواسم إضافة إلى بعض المناسبات وكذا فصل الصيف حيث يشهد حركة ذؤوبة على مدار الأسبوع. ويعتبر السوق الأسبوعي معرضا للمنتوجات التقليدية المحلية المتنوعة والتي أبدعها الصانع المحلي مند القدم متاثرا في ذلك بثقافات متعددة (الثقافة اليهودية، الصناعة العصرية…). وتتميز هذه المنتوجات بتنوعها .

أما حرفة الصياغة  فتشتهربها مجموعة من الدواويرـ إمي أكني، إنعيمن ـ أيت إسافن ـ إدا أوسملال…و تتميز بتعدد منتوجاتها وأشكالها (تازرزيت، تيفيلت، الدبليج، الخواتم…) وموادها الأولية (الفضة، الذهب، معادن أخرى). وتشكل هذه الصناعة تراثا حضاريا وثقافيا متميزا يتيح فرصا كبرى لاستثماره في مجالات عدة كالسياحة والتشغيل…

وتمارس الدباغـة  على نطاق واسع في دواوير متعددة (دار الأربعاء، تلين ،ايت مبارك امسعود، إلماتن وتيغمي) يتخصص بعضها في تنظيف الجلد وتلوينه وإعداده لمرحلة لاحقة. بينما تتخصص مناطق أخرى في تحويل هذه المادة الأولية إلى منتوجات تقليدية محلية توظف في مختلف مناحي الحياة (المطبخ، الملابس، الموسيقى) ويوجه الفائض منها إلى الأسواق المحلية.

ومن الاشكال الجلدية لصناعة البلغة التي تبدعها أنامل المنطقة وتوجه إلى تافراوت نجد تاكنضيفت يتم تزويقها بأنزي وتافراوت، ونوع تانشيالت تصنع بجلد الماعز أو الأغنام ، وتوشى بالورود، إلى جانب نوع يسمى خالة تاكنضيفت، وبلغة وركلة.

وتتمركز صناعة الخزف في مناطق ودواوير عدة منها أفا أزور، أكني أوموحال ويعتمد على الطين المحلي كمادة أولية. وتتنوع المنتوجات شكلا ولونا وجودة وتوجه بدورها إلى الأسوق الأسبوعية المحلية والجهوية وظهرت مؤخرا محلات – بازارات – ذات طابع سياحي تستغل المنتوج لاستقطاب السياح العابرين باتجاه المناطق الجبلية المجاورة. ويعتبر هذه الصناعة منتوجا سياحيا هاما يلقى إقبالا مهما سواء لدى الأجانب أو الساكنة المحلية كما أن عددا من المقيمين بالخارج يساهمون في ترويجه خارج الوطن. ولا شك أن استثماره في التعريف بالمنطقة سيشكل قيمة مضافة ودافعا قويا لعجلة تجارته وتسويقه إلى أبعد الحدود مما سينعكس إيجابا على الساكنة المحلية

 العمق الثقافي

تزخر منطقة أنــزي بتراث ثقافي يستمد جدوره من أعماق التاريخ، وتتعدد أوجهه ومظاهره لتنعكس على مختلف جوانب حياة الإنسان بالمنطقة، بدءا بالمظاهر العمرانية ـ منازل عتيقة، دور الشيوخ، أبراج، ملاح يهودي، مساجد وزوايا…مرورا بمختلف الطقوس الاحتفالية كالمناسبات العائلية : أعراس، ميلاد، ختان..و كذا المناسبات الدينية : أعياد دينية، مواسم مرتبطة بالزوايا والأولياء – طائقة ادا ولتيت – وصولا إلى الموروث الأدبي الشفوي الغزير من حكايات وأمثال لكل الأعمار وأمداح وأذكار دينية أبدعها فقهاء وأئمة المساجد والمدارس العتيقة المنتشرة بالمنطقة والتي شكلت مند القدم مِؤسسات ثقافية تربوية لعبت دورا كبيرا في تأطير المجتمع وصياغة قيمه وتوجهاته على نحو كبيرـ لا يسع المجال للخوض فيه.

التاريخ والمجال

 تعتبر المنطقة جزاء من سلسلة جبال الأطلس ذات المناظر الخلابة والعيون المتدفقة والطبيعة الساحرة التي تتوارى خلف شموخها كنوز تشكل بوابة لتنمية المنطقة في كل المجالات. فعلى امتداد حدود المنطقة المترامية الأطراف تنتشر أنهارو مغارات – أكوسام ـ ووديان تختزن نقوشا صخرية ضاربة في أعماق التاريخ ومناظر خلابة يمتزج فيها السكون الساحر بأشعة ذهبية تنعكس في المياه المتدفقة لترسم لوحة طبيعية بديعة ـ منتجع بو تبوقالت – لا تبعد عن مركز أنـزي سوى ب 25 كلم وتحديدا على تراب جماعة أربعاء أيت أحمد. وعلى بعد بضع كلومترات من ذات المركز، ينتصب الملاح اليهودي حاملا في طياته ماضي التعايش بين مختلف فئات المجتمع، مختصرا في بقاياه مظاهر من العمران المغربي الأصيل مما يؤهله لأن يشكل نقطة سياحية ثقافية وحضارية بامتياز. ويشكل مركز أنـزي في حد ذاته موقعا سياحيا غنيا بمرافقه القديمة ـ السوق القديم، البنايات الاستعمارية ،سور، أبراج…إلخ إضافة إلى ما تختزنه المنتوجات التقليدية المعروضة ـ أحدية تقليدية، زيوت الأركان، أواني خزفية، جلود، حلي فضية..إلخ من مقومات تؤهلها لاستقطاب الزوار. إلى جانب مركز أنزي، تقع واحة تازروالت على بعد بضع كيلومترات(30 كلم) بمناظرها الطبيعية الساحرة وماثرها العمرانية العتيقة ـ زاوية سيدي أحمد أوموسى، دار إليغ ـ وموسمها السنوي الذي يحج إليه الزوار من كل حدب وصوب.

الرحل والرعي الجائر

الرحل  توجد منطقة أنوي في قلب المواجهة اليومية مع الرحل الذين حلوا بآلاف  بجبال قبيلة إداوسملال، منطقة أنزي ظلت تعاني من المشكل لمدة لكن خلال هذه السنة تفاقم المشكل وتحول إلى مواجهات دموية، فالسكان وجدوا انفسهم في قلب المواجهة بعدما غزت قطعان الإبل والماعز والأغنام شجر الأركان والمزروعات، اجتماع موسع بمقر قيادة إداكوكمار بمركز جمعة إداوسملال وحل بقبيلة إداوسملال كل من رئيس دائرة أنزي د، أفراد من الدرك الملكي، أفراد من المياه والغابات، وقائد إداكوكمار من أجل معاينة اضرار الساكة ،  اللجنة أجرت بعين المكان تحقيقا مع من التقتهم  من الرعاة الرحل ووقفت على الاضرار التي لحقت الآبار ومصادر المياه الخاصة بالسكان.

 السلطات المعنية وجهت أمرا للرحل بضرورة إخلاء المكانن لكن يطرح السؤوال غلى أين؟ فوزارة الفلاحة والمصالح المياه والغابات بصدد إعداد خطة لتحديد الأراضي الصالحة للرعي الجماعي، وع تحديد دقيق لكل الأمكنة والأزمنة التي يفتح فيها موسم الرعي، وتلك التي يحظر فيها. فمشكل الرعي الجائر كما يرى عبد الله الغازي رئيس المجلس الإقليمي استفحل بسبب تجاوز العصر لمعطيات العرف الذي ظل ينظم عملية الرعي، والآن تعيش المؤسسة فراغا قانونيا يحل محل الأعراف.

هجومات الحلوف

في قبيلة إداوسملال مثل جل مناطق دائرة انزي واقليم تيزنيت، وخاصة المناطق الجبلية النائية يعاني السكان من  هجمات الحلوف سواء على الحقول والمزروعات والبساتين والأشجار، أو على الدواوير والتجمعات السكنية والمواطنين، في بعض المداشر والقرى يقوم عدد من المتطوعين من الرجال و الشباب بمرافقة الأطفال الى المدارس خوفا من تعرضهم في الطريق لهجمات الحلوف، كما يتم مرافقة النساء و الفلاحين أثناء ذهابهم لأعمالهم الفلاحية أو جمع ثمار اللوز وثمار شجر الأركان. حتى المحلات التجارية القروية التي تنتشر ببعض المناطق الجبلية لم تسلم من اقتحام الحلوف وتخريب محتوياتها

المهتمون بتاريخ المنطقة يتحدثون عن ظهور الحلوف بمنطقة إداوسملال في ربع القرن الحالي فقط ولم يكن موجودا قبلها وكان السكان يمارسون الفلاحة بأمان دون أن يضطروا الى تسييج وتحصين مزارعهم كما هو الحال اليوم، ويؤكدون أنه فصيلة دخيلة على الطبيعة الغابوية والحيوانية بالمنطقة، وتم إستقطابه لها، كما تم التعديل في تلك الفصيلة وذلك باستقدام أنواع مختلفة إليها ما أدى التزاوج فيما بينها الى تعديل جيناتها وطبيعتها التي باتت تمتاز بعنصر العدوانية وعنصر عدم الخوف من الانسان كما كان عليه الحال من قبل.

chacoan-peccary-with-piglets-jamie-pham1

المجال الجمعوي

ساهم العمل الجموعوي بالمنطقة في فك العزلة عن منطقة أنزي بفك مشكل التحديد الغابوي بعدما ظل عالقا لسنوات بين الساكنة وإدارة المياه والغابات، وكان المشكل موضوع وقفات احتجاجية بالمنطقة.إلى جانب إسهام الجمعيات  في مختلف مجالات التنمية بدءا بشق الطرقات وبناء المساجد، والإشراف على تأمين الماء الشروب للساكنةـ واتسع نطلق الجمعيات التنموية ليشمل الرياضة والثقافة ومختلف انشغلالت الشباب.

 سوس بلوس 

مشاركة