الرئيسية أخبار الجمعيات اختتام فيستيفال تيفاوين ب”ميكازرك” وتكريم علي شوهاد

اختتام فيستيفال تيفاوين ب”ميكازرك” وتكريم علي شوهاد

كتبه كتب في 21 أغسطس 2013 - 01:36

لم تكن آخر ليلة من ليالي فعاليات فيستيفال تيفاوين عادية بكل المقاييس، فليلة الأحد الأخير كان ختامها مسك: الكشف عن أكبر رحى تقليدية “أزرك” التي لا يكاد يخلو منها بيت بجهة سوس، وتكريم مولاي علي شوهاد في حفل اختتام فيستيفال تيفاوين بأملن إحدى الجماعات القروية بتافراوت. فضاء واسع أمام مقر جماعة أملن، فرش بزرابي تقليدية صنعت بأنامل نسائية محلية، ووضعت بمختلف جوانب الفضاء موائد خشبية صغيرة عليها أواني تحتوي على زيت الأركان وأملو والعسل الحر…كلها ” بيو”.  جلسة بدوية تحت أشجار مورقة أثارت إعجاب الحضور، ليتخد الضيوف مجلسهم ويتذوقوا زيت الأركان ومشتقاته على صوت أهازيج الفرق الفلكلورية الفرجوية “فنون القرية”، فيما خصصت مساحة لنساء المنطقة بلباسهن التقليدي المميز لمنطقة تافراوت وضواحيها، يقدمن عمليا مرحلة إنتاج زيت الأركان ابتداء من الجمع مرورا بالتكسير واستخراج النواة ثم استخراج الزيت.

ليلة ساهرة ميزها حفل تكريم أحد رواد الثقافة والفن الأمازيغيين الشاعر والفنان” مولاي علي شوهاد” مؤسس مجموعة أرشاش، الذي صدحت حنجرته بقصيدة شعرية تتحدث عن شجرة الأركان باعتبارها رمز الأصالة والصمود رغم قساوة الطبيعة ويشبه فيها الإنسان الأمازيغي بهذه الشجرة. وقف شاخصا بعينيه أمام أكبر رحى ” أزرك”، قبل أن يعود أدراجه نحو الفرق الفلكلورية وسط الفضاء المخصص للسهرة، ويخترق الصفوف ليصل الساحة المخصصة لفرق أحواش، وينهي القصيدة تحت التصفيقات، ليتم تكريمه بعد ذلك من طرف الحسين الحسايني وعبد الله الغازي بحضور عبد العزيز أوالسايح،  عبد اللطيف عاطف، الحسين برداوز…

“ميكازرك” …أكبر رحى تزن حوالي 7 أطنان، استغرقت مدة صناعتها من طرف المودن الحسن شهرين دون توقف، بمساعدة ابنيه وعامل آخر. يتحدر الحسن من دوار تاكاديرت، قبيلة أوزن بقيادة أولوز بإقليم تارودانت. هو عامل تقليدي ونجار، أب لخمسة أبناء، يحاول الحفاظ على الأصالة والحرفة التي أتقنها منذ صغره، لم يتمدرس قط حتى يتمكن من إتقان ” حرفة بوه” منذ سنة 1987، حيث كان يعمل إلى جانب والده الذي يمتنه النجارة، ثم عمه مما مكنه من ” شرب الحرفة” بل أنه يقوم بصنع رحى الماء، ” البندير”…

 الرحى أنجزت بطلب من جمعية فيستيفال تيفاوين، عرضها2.30 ، وطولها 3.05 ، أما الارتفاع فيبلغ 1.60 ، فيما صنع اليد الخشبي أو ما يسمى ” أسل” أو” القرقب” أو” الفران” من خشب قوي…أتقنت أيدي الحسن ومعاونيه صنعتهم، وأثمرت الستين يوما من العمل بالدوار عن “تحفة”صنعت من حجر، تم حفره وتحويله إلى رحى ” أزرك”، قبل أن يتم حملها على متن شاحنة ليتم وضعها فوق نافورة للمياه بالساحة العمومية بجماعة أملن. المودن الحسن الوحيد الذي يقوم بصناعة الرحى ويبرع فيها. ” كنحس بالراحة النفسية من بعد ما ساليت الرحى وجيبتها هنا” بصوت هادئ عبر الحسن عما يخالج صدره وهو يرى ” صنعة يده” التي تسابق بعض الزوار والضيوف لأخذ صور تذكارية أمامها.

أمينة المستاري

SOUSSPLUS tifawine tafrawt

مشاركة