الرئيسية مجتمع أقراص ” دردك ” وأدوية أمراض عضوية في وصفات تقليدية لمحاربة النحافة

أقراص ” دردك ” وأدوية أمراض عضوية في وصفات تقليدية لمحاربة النحافة

كتبه كتب في 10 أغسطس 2013 - 14:16

تجد العديد من النساء المغربيات أنفسهن مستعدات للجوء إلى كل الوسائل حتى غير الآمنة منها لزيادة الوزن، ومحاربة النحافة، دون اعتبار للعواقب الوخيمة التي تعود على صحتهن. رحلة البحث عن السمنة التي غالبا ما تبدأ بالنسبة إليهن من عتبات أبواب العشابين لتنتهي باستعمال بعض الأدوية  الخاصة بأمراض الحساسية ومزجها مع بعض الأعشاب الأخرى، بشكل عشوائي، تؤدي إلى أمراض عضوية خطيرة قد لا ينفع معها علاج.

حبوب “دردك” موضة طغت، بشكل كبير، على أحلام النحيفات، فصارت بضع جرعات منها كافية ل” تغليظ ” الجسم، ومنحه القوام الممتلئ، والشكل المثير، الذي يجذب الأنظار، حيث أصبح الوصفة ذات المفعول السحري المضمون، الذي يحقق رغبة النساء في الحصول على الجسم الممتلئ، لدرجة أنه أصبح وسيلة لا غنى عنها للحصول على صدر وأرداف ممتلئة، وقوام ممشوق.

“دردك” الوصفة السحرية لزيادة الوزن

بعكس الفتيات اللواتي يتبعن الموضة، ويبحثن عن الرشاقة بكل الوسائل، تحاول سارة جهدها أن تحارب النحافة ولا تذخر جهدا من أجل تحقيق حلمها في جسد ممتلئ، لتتمكن من الحصول زوج كمثيلاتها من بنات جيلها.

عدم اهتمام الرجال بسارة لنحافتها، دفعها إلى البحث بكل الطرق عن وسيلة للزيادة في الوزن خاصة في بعض الأماكن كالوجه والأرداف، والصدر.

بدأت سارة رحلة بحثها عن الزيادة في الوزن، من محلات العشابين، وذلك بتجريب الوصفات التقليدية التي تحتوي على أعشاب تفتح الشهية للأكل كالحلبة وبعض المكسرات والقطاني التي يعتقد أنها تفتح الشهية.

استمرت سارة على هذا النحو إلى أن توصلت عن طريق إحدى صديقاتها إلى الوصفة السحرية التي ستحقق مرادها، وذلك بتناول حبوب «دردك»، التي كانت كفيلة بمنحها القوام الذي كانت تحلم به.

أصبحت سارة خبيرة في الحصول على حبوب «دردك»، بعد أن بدأت تحصل على الجسد الممتلئ والأرداف «البرازيلية»، التي تجذب الرجال وتثير انتباههم إليها، إلا أنها بعد التوقف عن  استعمال هذه الحبوب، بدأت تظهر عليها بعض الأعراض الجانبية، كظهور بعض الترهلات، وتراكم الدهون لديها في أماكن معينة، لتصاب فيما بعد بالسكري.

استطاعت سارة الحصول على الجسد الذي طالما حلمت به، إلا أنها أيضا ندمت لظهور الكثير من الأعراض غير الصحية عليه، والتي جعلتها تتوقف عن استعمال هذه الوصفات التقليدية، وحبوب «دردك».

وصفات عشوائية سبب إصابتها بالتهاب المعدة

مريم لا تختلف عن سارة كثيرا، إلا أن بحثها عن الجسم المتلئ، لم يكن في اتجاه حبوب «دردك» لأنها كانت تحاول إيجاد طرق طبيعية وأكثر فائدة دون أن تكون لها أضرار صحية جانبية.

كانت مريم تعاني من نحافة جعلتها تفقد أنوثتها، وجاذبيتها بين صديقاتها، خاصة أنها كانت دائمة التعرض للسخرية من طرف الشباب في الشارع وحتى من طرف معارفها من الفتيات.

بدأت مريم رحلة البحث عن الزيادة في الوزن، من الوصفات الطبيعية التي تنصحها بها صديقاتها، إلا أنها سرعان ما طورت الوصفات الطبيعية لتمزجها ببعض الأدوية الخاصة بالحساسية.

مخاطر استعمال تناول عقاقير خاصة بأمراض عضوية أو حبوب هرمونية تباع في الأرصفة أحيانا أو لدى محلات الأعشاب، لم تثن مريم عن استعمالها، لأنها كانت تبحث  بكل السبل عن الطريقة  التي تخلصها من نحافتها بغية الوصول إلى جسم ممتلئ.

بدأت مريم تستعمل بعض الأدوية الخاصة بالحساسية، التي تمزجها بمواد غذائية أخرى كالتمر والشكولاتة، هذه الأدوية التي كانت تأخذها بدون وصفة طبية، ودون معرفة بمخاطرها الصحية، التي ستعود عليها بالندم.

حققت مريم مرادها بالزيادة في الوزن خاصة في بعض المناطق بعينها، لكنها بالرغم من ذلك استمرت في استعمالها، مما أدى إلى إصابتها، ببعض الالتهابات المزمنة في المعدة، التي احتاجت معها علاجا طويل الأمد.

مزيج الأعشاب والأدوية الطبية لزيادة الوزن

تتوافد عليها يوميا عشرات الفتيات والنساء من مختلف الأعمار، وأحيانا رجال ممن يعانون مشكل النحافة، يطلبون خلاصة تجربتها الطويلة في مجال الأعشاب وإعداد الوصفات التقليدية للزيادة في الوزن، وعلاج الحساسية و«البرد»، إنها الحاجة «مينة» العشابة التي يزورها يوميا العشرات من الشابات والنساء الباحثات عن الزيادة في الوزن.

تستعمل الحاجة مجموعة من الأعشاب والمكونات في تحضير وصفاتها على شكل معجون يتم تناوله عن طريق الفم، أو «ليكة» من بينها التمر والعسل الحر والسمن البلدي، والخزامة وغيرها من الأعشاب الأخرى، بالإضافة  إلى بعض المواد والأدوية الخاصة بعلاج الحساسية، والتي تباع في الصيدليات بدون وصفة من الطبيب، حيث يتم طحن هذه الحبوب وخلطها مع الأعشاب وتقديمها للزبونات الراغبات في زيادة الوزن.

زينب واحدة من الزبونات الباحثات عن الزيادة في وزنهن،  قدفها قدرها في طريق الحاجة، التي قصدتها في البداية العلاج من «البرد» الذي أخر عملية الآنجاب لديها، لكنها بعد تكرار الزيارات وجدت ضالتها عند الحاجة التي ستخلصها من عقدة النحافة التي يشتكي منها زوجها، ويعايرها بها.

بدأت زينب تتردد على الحاجة بين الفينة والأخرى وطلبت منها أن تعد لها بعض الكبسولات لتساعدها على الزيادة في الوزن، دون أن تعرف الأضرار الصحية لتلك المواد الممزوجة التي تتناولها والتي تدعي الحاجة أنها من الأعشاب.

زاد وزن زينب في وقت قياسي وحققت مرادها في الحصول على «الفورمة» التي طالما حلمت بالحصول عليها، خاصة أن أماكن معينة من جسدها اكتنزت كالأرداف، والوجه والصدر.

كانت زينب فرحة بالنتيجة التي وصلت إليها، إلا أنها لم تدرك إلا متأخرة العواقب الصحية لما كانت تتناوله، خاصة أنها أصبحت تعاني من قرحة المعدة، وتلف في الكلي ناتج عن الأعشاب التي كانت تتناولها، والتي اكتشفت فيما بعد أنها تحتوي على أدوية وحبوب تخص مرض الحساسية.

ندمت زينب على ما اقترفت عليه يداها إرضاءا لزوجها، وبحثا عن الجسد المكتنز الذي طالما حلمت به، وكان شعورها بالتعب المستمر والإرهاق، والإصابة باضطرابات هرمونية، وفقدان نشاطها السابق ثمنا لبحثها عن الجسد المكتنز.

مجيدة أبوالخيرات

مشاركة