الرئيسية تمازيغت في رمضان : تلفزتنا وحصص التعذيب

في رمضان : تلفزتنا وحصص التعذيب

كتبه كتب في 31 يوليو 2013 - 05:25

من نافلة القول إعادة التأكيد على الدور الهام الذي تلعبُه وسائل الاعلام وفي مقدمتها التلفزة في تثقيف الجماهير والرفع من مستوى أذواقهم.
إلا أن تلفزتنا تأبى أن تشذ عن هذه القاعدة وتمارس ساديتها على المشاهدين، خاصة خلال شهر رمضان.
فقد تمخض الجبل فولد فأرا، ذلك هو ما يمكن إطلاقه على برامج أريد لها أن تسمى ب «البرامج الرمضانية»، فمنذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل، أطلت علينا التلفزة ببرامج ومسلسلات وسيتكومات أقل ما يمكن أن يقال عنها، كونها تجمع كل معاني الإسفاف وقلة الذوق، وربما هدفها في ذلك «تكليخ» المواطنين، والامعان في إفساد أذواقهم عوض الرفع منها والرقي بها، كما هو دور وسائل الاعلام في العالم.
كل من التقينا بهم، أجمعوا على هذا الرأي، وكأن تلفزتينا (الأولى والثانية والأمازيغية و 3 إلى 7) تنتقم منا، بعد أن وجهت لها انتقادات في موضوع المسلسلات المكسيكية والتركية التي غزت بيوتنا.
المبالغ المرصودة التي كشفت عنها بعض الصحف هي مبالغ مهمة، غير أن الانتاجات لا تعكس هذه المبالغ وكيف أنفقت، خاصة عندما نرى أن بعض هذه المسلسلات تستضيف ممثلين كبار لهم مكانتهم في الحقل الفني في الساحة الوطنية، غير أنهم يجدون أنفسهم في بحر هذا الإسفاف، وربما يعود ذلك، إضافة إلى ضعف مستوى النص إلى الأجور الهزيلة التي تعتبر فتاتا مقابل استحواذ الرؤوس الغليظة على باقي الميزانية التي يتم توزيعها في دهاليز مظلمة.
ماذا نستفيد من مسلسل (دور بيها يا الشيباني) ومسلسل (راس المحاين) و(يالله نشركو الطعام) وغيرها، وماذا عن الكاميرا الخفية التي تبهدلت بعد أن «عاق» المشاهدون بأنها مخدومة ومستهلكة؟.
المقارنة بين برامج رمضان هذه السنة وبرامج السنة الماضية تبرز الفرق الواضح بينهما، فعوض أن تطل علينا التلفزة هذه السنة بمنتوج أجود من قبله،بالنظر إلى طول المفاوضات والمشاورات التي جرت في موضوع دفاتر التحملات وتدخل وزارة الإتصال في هذا الشأن، يحدث العكس.
ولولا أن هناك قنوات أجنبية يجد فيها المواطنون متنفسا لهم يتابعون من خلالها انتاجات جادة، لهجر المواطنون مشاهدة التلفزة بالمرة.
كما أن التلفزة المغربية لا تخجل من تقديم برامج وانتاجات على أساس أنها مخصصة لشهر رمضان، رغم أن تاريخ انتاجها يعود إلى سنوات 2007 و 2008 و 2010 مثلا.

مشاركة