الرئيسية مجتمع شاب كلميم يلقى حتفه في عملية انتحارية بانفجارات العراق

شاب كلميم يلقى حتفه في عملية انتحارية بانفجارات العراق

كتبه كتب في 23 يوليو 2013 - 17:41

كانت عقارب الساعة تشير إلى 11.05 من يوم الأحد 13 يوليوز، عندما فوجئت أسرة أغراس بمدينة كلميم بمكالمة هاتفية من الهاتف النقال لابنهم الذي كان الأب يظن أنه هو الذي كان على الخط، لكن حدسه أخطأ وبذل ذلك تفاجأ من مجهول ذي لكنة خليجية يخبره بكونه يتحدث من العراق، وأن ابنهم أغراس محمد والبالغ من العمر حوالي 23 سنة  قد لقي حتفه أثناء عملية انتحارية في إشارة إلى التفجيرات التي شاهدتها العراق يوم الجمعة  13 يوليوز والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى في صفوف مدنيين وعسكريين.

نزل  الخبر كالصاعقة على الأسرة بأكملها والتي لم تكن تعتقد وخصوصا الأم التي كانت على الدوام على اتصالات هاتفية مع ابنها الضحية بأن آخر اتصال سيكون بينهما مساء يوم الخميس 12 يوليوز حيث تكتم على مكان وجوده ولم يشر إليه لا من قريب ولا من بعيد، وهي المرة الأولى التي يقوم فيها بذلك بعدما كان يخبر بمكان وجوده وأدق التفاصيل عنه، حيث كان قبل ذلك باليونان آخر محطة قبل وصوله إلى العراق ويلقى حتفه في هذه التفجيرات الدموية.

و عن مسار الضحية، ومن خلال اتصالنا بأسرة الهالك أكدت الأم بأن ابنها كان تصرفه عاديا وكان هادئا طوال حياته ولم يكن شديد التدين، فبعد فشله في الدراسة قرر مغادرة صفوفها وهو في المستوى الرابع إعدادي، حاولت معه الأم بكافة الطرق بأن تدمجه في مدارس خصوصية أو في مؤسسة التكوين المهني لكن غياب بعض التخصصات بها جعله ينأى عن الالتحاق بهذه المؤسسة، ولأن العديد من أقرانه ومن هم أكبر منه سنا ركبوا موجة الهجرة إلى تركيا جعله هو الآخر يلح في ذلك لتعمل الأسرة التي يعيلها أب يعمل جنديا وزوج لزوجتين رزق منهما بعشرة أبناء يعد هو الابن البكر فيهم على تحقيق أمنيته ويسافر إلى تركيا سنة 2008 التي مكث فيها بضعة أشهر قبل أن يشد الرحال إلى اليونان التي مكث بها وظل يهاتف والدته من حين لآخر وهو يشكو لها غياب فرص العمل في البلدين معا، لكن دون أن يخفي بأنه يتدبر أموره الشخصية بصعوبة بالغة.

ستظل الأسرة تنتظر أن يعود إليها من بلاد الغربة للعيش بين أحضانها في مستوى أحسن لكن تشاء الأقدار أن يتم استغلاله من طرف أشخاص أو جهات ستتسبب في إزهاق روحه مستغلة صغر سنه وسذاجته والظروف الصعبة لتحوله كما غيره إلى قنابل موقوتة وأجساد متفجرة وضحايا، وهو الشيء الذي تواترته العديد من الصحف ووسائل الإعلام المغربية من قبل ومازالت ،حول عمليات تجنيد لمغاربة بغية استقطابهم للانتقال إلى سوريا والعراق تحت ذريعة الجهاد. في حين أنه يتم استغلالهم في التفجيرات والهجومات الانتحارية التي تذهب بأرواح الأبرياء لتصفية حسابات عقائدية وطائفية وسياسية محض.

وتناشد أسرة الضحية السلطات المغربية بإحضار جثمان ابنها التي تؤكد على أنه موجود بالعراق.

صباح الفيلالي

مشاركة