الرئيسية مجتمع حكاية حمار قاده حظه من زرهون إلى ضيعة “ملكيّة”

حكاية حمار قاده حظه من زرهون إلى ضيعة “ملكيّة”

كتبه كتب في 7 يوليو 2013 - 11:33

خلال السنة الماضية، تُوّج الحمار “مربوح” بلقب “أجمل حمار” في مهرجان زرهون بني عمار الذي يحتفي كل عام بالحمار. عندما انتهت المسابقة، عاد الحمار “مربوح” إلى بيت صاحبه، كما هو شأن جميع الحمير التي سبق أن تُوّجت خلال الدورات العشر السابقة من المهرجان؛ بعد مدّة سيطرق أشخاص من السلطة المحلية، برفقة “مخازنية” باب صاحب الحمار “مربوح”، وسيطلبون منه بيع الحمار لشخص لم يكشف عن هويته.

حضور مسؤولين من السلطة المحلية لحثّ صاحب الحمار على بيعه جاء بعد أن شاهده وليّ العهد، الذي أعجب به، فطلب إحضاره. صاحب الحمار لم يعلم بكل هذه التفاصيل، ولم يعلم أنّ وليّ العهد أعجب بحماره إلا لاحقا. كما ستصله أخبار، حسب ما استقته “هسبريس”، تفيد بأنّ الحمار الذي باعه بـ3500 درهم، أعيد بيْعه بـ30 ألف درهم (3 ملايين سنتيم)، غير أنّ أحد منظمي المهرجان يقول إنّ الشخص الذي اقتنى الحمار “مربوح”، أكّد في اتصال مع الجمعية المنظمة للمهرجان، أنّه دفع لصاحبه 5500 درهم.

http://t1.hespress.com/files/merbouh1_731413135.jpg

وإذا كان الاختلاف في ثمن البيع، وما إذا كان “مربوح” قد أعيد بيْعه مرة أخرى بعد شرائه من صاحبه أم لا، فإنّ الشيء الذي اتفق عليه الجميع هو أنّ صاحب لقب “أجمل حمار” في الدورة الماضية قد نُقل بعد اقتنائه من صاحبه إلى ضيعة في عين عودة، يُقال إنها ضيعة ملكية، بعدما أعجب به وليّ العهد.

هذه السنة، قررت “الجهة” التي اشترت “مربوح” أن تقدمه هديّة للجمعية المنظمة لـ”كرنفال الحمير”، ومساء يوم أول أمس (الجمعة)، حملت سيارة فاركونيت الحمار مربوح، وتسّلمه أعضاء الجمعية، الذين قرروا بدورهم أن يعيدوه إلى صاحبه الأصلي، “بعدما أحسّ بالغبن عندما باع الحمار تحت ضغط السلطة المحلية، ورفْعا لمعنوياته، لكون ابنته الصغيرة تعاني من مرض السرطان، ولا يملك الأب الإمكانيات المادية لعلاجها، وهو ما يُفاقم من وضعيته النفسية”، يقول أحد منظمي المهرجان.

أمّ صاحب “لقب أجمال حمار” التي حضرت رفقة ابنها لتسلّمه، قالت في حديث لهسبريس إنّ ابنها باع حماره بسبب “الخوف” من رجال السلطة، فيما كان أحد منظمي المهرجان يؤكّد لها أنّ ابنها ما كان عليه أن يبيع حماره مهما كان، لأنّه مِلْك له، ولا يحقّ لأحد أن ينتزعه منه، وأنه كان عليه أن يتّصل بالجمعية الساهرة على تنظيم المهرجان قبل بيْعه.

http://t1.hespress.com/files/merbouh2_697229165.jpg

وتضيف الأمّ التي تحدّثت بمرارة عن حفيدتها المريضة، والتي لا تسعف الإمكانيات المادية للعائلة الفقيرة على علاجها، أنّ ابنها عندما باع الحمار بـ”سبعين ألف ريال”، اقتنى حمارا آخر بثلاثة آلاف ومائتيْ درهم، لكنه، تضيف، ليس كالأول، “كان مْعكاز، وما مربّيش بحال الاول الذي كان يذهب إلى البيت لوحده، دون أن يضلّ الطريق”.

“مربوح”، الذي قضّى في “الضيعة الملكية” ما يقارب السنة، ظهرت عليه “آثار النعمة”، إذْ بدَا سمينا، وهو ما جعل صاحبه الذي استقبله بشوق، يقول إنّه سيحافظ على لقبه، وأن أيّ حمار آخر لن ينتزع منه اللقب في العشرين سنة القادمة.

سبب اختيار اسم “مربوح”، حسبَ ما حكتْه أمّ صاحب الحمار في حديث لهسبريس، هو أنّ ابنها التقى صدفة بإحدى العاملات في دار الثقافة، فاقترحت عليه أن يشارك في مسابقة “أجمل حمار”، وعندما ذهب لتسجيل حماره في المسابقة، وطُلب منه أن يختار له اسما، التقى بنفس السيّدة، التي اقترحت عليه اسم “مربوح”، “وكان ذلك فأل خير ، إذ حاز الحمار لقب “أجمل حمار” في الدورة العاشرة من مهرجان زرهون بني عمار”، تقول الأم بنوع من الاعتزاز.

هسبريس – محمد الراجي (صورة منير امحيمدات)

 

مشاركة