الرئيسية أخبار الجمعيات هوارة : مالكة مدرسة تنصب على ممولي حفلات وقائد وفلاحين

هوارة : مالكة مدرسة تنصب على ممولي حفلات وقائد وفلاحين

كتبه كتب في 27 يونيو 2013 - 10:57

فرت مديرة المدرسة الخصوصية بعد النصب على 5 من ممولي الحفلات باحترفية نادرة، وعلى مسؤول سلطة برتبة قائد، ومجموعة من الفلاحين في مبالغ مالية وصلت لدى البعض 12 مليون سنتيم، تاركة خلفها مجموعة من الشيكات بدون رصيد. فرت من تسمي نفسها «نادية» دون أن تترك ملفات التلاميذ، ونتائجهم المدرسية، أو أن تسوي أربعة شهور من رواتب الأساتذة. مالكة المدرسة حلت سنة 2010 بالكردان قادمة من مدينة سلا، حيث تركت زوجها المعتقل في قضية أخرى وطفليها دون أن يعلم محيطها الجديد شيئا عن ماضيها. دخلت المجتمع الهواري وفي جيبها 10 دراهم، كانت وحيدة، لكنها متسلحة بقدها وهندامها العصري، وشعرها الذي تحرص على تصفيفه بعناية، ولسانها الفرنسي الممزوج بعربية متعثرة، ما يعطيها تقديرا بين ساكنة تتحدث باللكنة الهوارية، كما منحها شكلها الأنيق جاذبية لدى الفلاحين، حيث أخذت هذه السلاوية الثلاثينية بألبابهم. حلت أول الأمر لدى مدير مدرسة خصوصية بوصفها باحثة عن عمل، ومكنها من ذلك، لتقضي هناك سنة كاملة، كانت بمتابة اختبار بالنسبة إليها، وتعرفت خلال هذه المدة عن طرق إدارة المدرسة وتفاصيل العميلة التربوية. وبعدما استوعبت هذا المجال بادرت لاستخراج التراخيص الضرورية الخاصة بإنشاء مدرسة خصوصية، وتمكنت بالفعل من أن تصبح مالكة مدرسة ومديرتها في نفس الوقت، وأن تجمع حولها مئات التلاميذ المتمدرسين وأطر تربوية. وفي غمرة ذلك بدأت تخطط لمسلسل من النصب والاحتيال لم يفطن له أحد. تخصصت أول الأمر في النصب على ممولي الحفلات، تذهب أولا لمؤسسات تربوية أو إحسانية وتقدم نفسها بصفتها فاعلة خير، ترغب في تنظيم حفل للأطفال، بعدها تنادي على «التريتور» ليلتقي المدير، ويشرعا في تهيئ فضاء الحفل. وقبيل وصول موعد الحفل تعود «نادية» فتشحن تجهيزات الممول بسيارتها تحت مبررات مختلفة، وتختفي عن الأنظار دون أن يتمكن مدير المؤسسة أو ممول الحفلات من تحديد هويتها عندما يكتشفان أنهما خدعا. بهذه الطريقة تمكنت من النصب على 5 «تريتورات»، استولت على الكراسي ومستلزمات تقديم الأكل وتجهيزات الصوت. كما تمكنت من النصب على فلاحين أقرضوها من باب الثقة مبالغ مالية متفرقة، وعلى مسؤول سلطة بإقليم تارودانت برتبة قائد أقرضها حوالي 7 آلاف درهما. وكان آخر ممول حفلات نصبت عليه يوجد بأيت ملول، استحوذت بطريقتها المعهودة على ما قيمته 30 ألف درهما من تجهيزات الصوت والإنارة بعدما نصبها في مدرسة ادعت السلاوية أنها ستنظم بها حفلا. استولت المختفية عن التجهيزات ثم نادت على أحد المشتغلين في الميدان، من أجل أن يبحث لها عن مشتر لتجهيزات ادعت أنها استقدمتها من خارج الوطن. وفي غمرة البحث عن المشتري، دخل على خط الصفقة ممول بأيت ملول، حيث كانت المفاجأة أنه هو مالك التجهيزات التي اختفت، فتم التنسيق بين مصالح الأمن والدرك للايقاع بها، غير أن المحتالة فطنت للخطر، لتفر بسيارة في ملكية أحد الفلاحين سلمها إليها لتقضي أغراضها كما ادعت. مديرة المدرسة في ظرف قياسي باعت سيارة نقل التلاميذ، والتجهيزات المكتبية، وفرت دون أن تمكن تلاميذها من نقطهم الدراسية، وملفاتهم الإدارية، ودون تسوية أجرة 4 شهور للعاملين معها، وتسوية واجب الكراء لفائدة مالك المحل. وقد عثر على السيارة بمدينة العيون مهجورة، ويرجح ان تكون السلاوية غادرت التراب الوطني نحو موريطانيا، حيث ستبدأ لا محالة قصة نصب جديدة في مكان آخر بعيد عن موطن فضائحها وضحاياها.

سوس بلوس

مشاركة