قضت غرفة الجنايات الابتدائية في محكمة الاستئناف بورزازات يوم الخميس المنصرم بالحكم ثلاث سنوات سجنا نافذة في حق المتهم بارتكاب جناية محاولة الإغتصاب والسرقة الموصوفة المقرونة بالعنف ،وكانت الضحية التي تشتغل استاذة مؤطرة لبرنامج محو الأمية في دوار تغزرت بجماعة ترناتة بإقليم زاكورة،تعرضت للإعتداء يوم الأربعاء 14ماي المنصرم من طرف الجاني الذي يبلغ الثلاثينات من عمره وهو متزوج وله أبناء.
وكان الجاني قد تعقب خطوات الاستاذة أثناء عودتها من عملها في الطريق وسط الحقول ،وفاجأها من الخلف وانقض عليها بالقوة قصد اسقاطها في أحد جداول المياه الفارغة فكانت له بالمرصاد وقاومته بشدة ووجهت له صفعة قوية كما تمكنت من تمزيق قميصه و انتزاعه منه ، وبعد تبادل للضرب واللكمات ،سمع الجاني صوت رجل مسن قادم من الخلف ثم فر هاربا وتمكن من نشل محفظتها التي تحتوي على بعض أغراضها الشخصية من جوهرات وحلي من الذهب والفضة وهاتفها النقال بالإضافة الى بعض الدفاتر والكراسات،تعقبته بالجري في مختلف طرقات الحقول ،لم تستطع اللحاق به ، غير أنها تمكنت من الاحتفاظ بقميصه الذي انتزعته منه بعد تمزيقه على صدره بالقوة.وستستعمل هذا القميص بمثابة دليل في مسيرة بحثها عن الجاني.
تقدمت الأستاذة ح.ي بشكاية للدرك الملكي ، تتذكر ملامحه وأوصافه جيدا ، تجهل هويته وعنوانه،وباشرت بنفسها التحريات والبحث ، تذكرت أنها رأته يوما يعمل في ورش للبناء مرتديا حينها نفس القميص الذي نزعته منه أثناء اعتدائه عليها،تذكرت أيضا نظراته تتابع سيرها وحركاتها ، مما يدل أن الجاني كان فعلا يراقب تحركاتها في ذهابها وإيابها من العمل.
استعانت بأعوان السلطة المحلية وبعض سكان دوار تغزرت ،قاموا بجرد لأسماء كل شبان الدوار و واستدعائهم للتحقق من ملامحهم،لبى كل الشبان الدعوة وتجاوبوا مع عملية البحث إلا الجاني الذي بقي في بيته ورفض الخروج بدعوى مرضه،أرغمه بعض السكان على الخروج من المنزل والالتقاء بالاستاذة الضحية رفقة عموم سكان الدوار،بمجرد رأيتها له صاحت مؤكدة أنه المعتدي الحقيقي بكامل أوصافه ، أنكر أن يكون معتديا عليها واتهمها بالكذب فأوهمته برغبتها في التنازل عن الشكاية إذا اعترف واعتذر عما ارتكبه من اعتداء في حقها وأن يعيد لها أغراضها الشخصية الموجودة في المحفظة التي انتزعها منها،أصر على الإنكار ومنحته مهلة يوم واحد .
في صباح اليوم الموالي طرق منزلها والداي الجاني يطلبان منها الصفح والتنازل عن الدعوى القضائية ويعترفان بأن ابنهما هو المعتدي ،اتفقت معهما على إحضاره إلى بيتها بمعية أغراضها الشخصية التي استولى عليها، مقابل تنازل مكتوب للأستاذة عن الدعوى القضائية ،وبمجرد قدومه وجد رجال الدرك الملكي في انتظاره وصفدوا يديه وسقط في فخ نصبته له الأستاذة الضحية .
اعترف بالتهم المنسوبة اليه خلال فترة البحث التميهدي وأمام وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات،غير أنه تراجع خلال جلسة محاكمته عن اعترافه بارتكاب جريمة محاولة الاغتصاب وأقر فقط بارتكابه للسرقة،وأدلى بشهادة طبية يدعي من خلالها أنه يخضع لعلاج مرض نفسي مدعيا أنه أثناء واقعة الإدعاء تصرف دون وعي تحت تأثير حالة مرضية نفسية،فيما أكدت الاستاذة الضحية %
