الرئيسية مجتمع نساء يطلبن الطلاق بسبب الاغتصاب وسادية الأزواج أو العجز الجنسي

نساء يطلبن الطلاق بسبب الاغتصاب وسادية الأزواج أو العجز الجنسي

كتبه كتب في 22 يونيو 2013 - 10:53

زوجات اغتالت الانحرافات الجنسية حياتهن الزوجية، وحولت لحظات المتعة التي يفترض أن يتقاسمنها مع الشريك إلى كابوس يجثم على أنفاسهن، ليصير شعور الاشمئزاز والتقزز سيد الموقف خلال اللقاءات الجنسية، نتيجة الممارسات غير السوية التي يتعرضن لها على يد الطرف الآخر. أمام الوضع الذي لم تعد أي منهن تقوى على تحمله قررت هؤلاء الزوجات اللجوء إلى الطلاق، بعدما وجدن فيه الحل الوحيد الذي من شأنه تخليصهن من المعاناة التي يعشنها على فراش الزوجية.

زوج سادي

«حتى قط ما كيهرب من دار العرس» مقولة شعبية، وجدت فيها نجاة العزاء على وضعها كمطلقة، وفرغت من خلالها شحنات اليأس والعذاب التي تولدت لديها بسبب المعاناة التي عاشتها داخل بيت الزوجية على يد شريك حياتها الذي كان يلجأ إلى أساليب عنيفة من أجل إخضاعها لرغباته الجنسية التي تصفها نجاة ب«المذلة والمثيرة للاشمئزاز».

بكلمات متلعثمة خرجت بصعوبة من فمها، شرعت نجاة ذات الخامسة والثلاثين عاما في تعداد الأساليب التي كان يتبعها طليقها خلال الممارسة الجنسية. أساليب كانت تتراوح في البداية بين الـشد من الشعر والضغط على المناطق الحساسة ومداعبتها بقوة والتلفظ بالعبارات البذيئة، قبل أن يقرر الزوج تطوير تلك الأساليب وجعلها أكثر سادية.

«كان زوجي يجبرني على مشاهدة الأفلام البونوغرافية»، تقول نجاة، مضيفة أن الزوج كان يطلب منها تطبيق كل تلك المشاهد على فراش الزوجية، بدء بالجلوس على ركبتيها من أجل مداعبة عضوها التناسلي مرورا بالقبلات الساخنة، وانتهاء باتخاذ الوضعيات الجنسية المفضلة لديه، رغم افتقار جسمها إلى المرونة الكافية لذلك.

تجاوز الزوج كل الخطوط الحمراء خلال ممارسته الجنسية على نجاة، بحيث أصر في أحد الأيام على مضاجعتها من الدبر، وعندما عبرت عن رفضها استخدم القوة كي يخضعها لرغباته، دون أن يرق قلبه لصراخها من شدة الألم، لتصير الممارسة الجنسية من الدبر الأسلوب الذي يلجأ إليه الزوج باستمرار بهدف إذلالها.

عجزت نجاة عن مجاراة زوجها ومسايرته في أساليبه الجنسية الشاذة، كما سئمت تحمل العنف الذي يمارسه عليها خلال كل ممارسة جنسية، خاصة أنه كان يعمد إلى حرق أجزاء من جسدها باستعمال السجائر، لتقرر الزوجة في نهاية المطاف اللجوء إلى مسطرة التطليق للشقاق، بعد أن وجدت فيها الحل الوحيد الذي سيخلصها من قسوة الزوج وساديته.

زوجها عاجز!

عكس لمياء لم تحظ ليلى بأي حظة دفء مع زوجها. فالشابة التي جمعت بين جمال الروح وجمال الجسد، ولم تكن تدري أن الزواج الذي تتمناه، سيغير حياتها، خاصة أنها ستتزوج من رجل عاجز جنسيا، سيجعلها تكره الزواج.

تزوجت ليلى قبل  ثلاث سنوات تقريبا  بأحد زملائها في العمل، معتقدة أن هذا الزواج سيجعلها أسعد امرأة في الوجود. إلا أنها ما إن انتقلت للعيش مع هذا الزوج حتى بدأت تدرك بأن زوجها يعاني من ضعف جنسي، لكنها لم تعر الأمر أهمية كبيرة في البداية،  معتقدة بأن الأمر لن يطول كثيرا وستعود المياه إلى مجاريها، خاصة أن زوجها كان يدعي أن طليقته السابقة « ثقفاتو» حتى يعود إليها بعد الطلاق، عندما يجد نفسه عاجزا عن ممارسة الجنس مع غيرها.

«كان كيتهرب من  معاشرتي من الأول وفي كل مرة كان كينوض صداع باش نبعد منو» تقول ليلى التي لم تعد قادرة على تحمل الأمر، وبدأت تبحث في الأسباب الحقيقية التي يمكن أن تكون وراء إصابة زوجها بالعجز الجنسي، الذي أحال حياتها جحيما.

اعتقاد دفع ليلى إلى البحث من الشهر الأول لزواجها، عن علاج فعال لزوجها، فبدأت تطرق جميع الأبواب دون تمييز بين المشعوذين والأطباء من أجل فك لغز العجز الجنسي الذي يعاني منه زوجها الأربعيني، والذي جعلها تحافظ على عذريتها رغم مرور سنوات على زواجها.

لم تفد وصفات المشعوذين في فك «الثقاف» الذي حاول الزوج إقناع زوجته به، كما أن خجل الزوج منعه من تداول الأمر مع الأطباء، واستكمال العلاج معهم، مما اضطر ليلى إلى اللجوء إلى أقراص «الفياغرا» علها تحرك فيه غريزته الجنسية، وتمكنها من الاستمتاع بحياتها مع زوجها كما هو الشأن بالنسبة لمثيلاتها من النساء.

فشل ليلى في إقناع زوجها باستكمال العلاج الطبي، وفشلها في إيجاد الحل له بشتى الطرق، وعدم قدرتها على البوح بما يعتصر قلبها ويكدر عليها حياتها، جعلها تدخل في نوبة من المشاكل النفسية والعصبية، التي انعكست على حياتهما الزوجية، وبدأت الشكوك تتسرب إلى علاقتهما.

حرمان ليلى من المتعة الجنسية جعلها تفكر غير ما مرة في خيانة زوجها، غير أنها كانت تتراجع في آخر لحظة، لذلك لم تتمكن من الصبر أكثر على الوضع الذي تعيشه، ولم تجد الحل الذي يمكن أن ينقذ حياتها الزوجية بفشل كل محاولاتها في إقناع زوجها في البحث عن علاج، فقررت رفع دعوى قضائية ضد زوجها من أجل نيل الطلاق بعد أن رفض تطليقها بالتراضي.

رفضت ليلى الإفصاح عن السبب الحقيقي وراء رفعها دعوى الطلاق ضد زوجها، حفاظا على كرامته ورجولته، التي لن يتحمل الطعن فيها، وأيضا لأن زوجها وافق على تطليقها حينما هددته بفضحه، ليجد نفسه مرغما على تطليقها ومنحها كل مستحقاتها.

لا تستطيع مجاراته جنسيا

قد تكون القدرة الجنسية المفرطة للزوج وعدم التوافق الجنسي بينه وبين زوجته دافعا لمطالبة المرأة بالحصول على الطلاق، كما حدث مع لمياء، التي وجدت لمياء نفسها غير قادرة على تحمل القدرة الجنسية الكبيرة التي يملكها زوجها، وعلى مجاراته من الناحية الجنسية، ففضلت الانفصال عنه.

لمياء بالرغم من كونها مازالت امرأة شابة في قمة نضجها، لم تستطع أن تجاري زوجها الذي يمتلك رغبة جنسية قوية ومفرطة تفوق رغبتها، رغم محاولاتها الكثيرة التجاوب معه، إلا أنها غالبا ما كانت تفشل في إرضائه، وإشباع غريزته الجامحة.

تعود لمياء منهوكة القوى من العمل، لتجد نفسها أمام الكثير من الأعباء والمسؤوليات الأسرية المتمثلة في تحضير الطعام وأشغال البيت، وأداء واجبها كزوجة، إلا أنها ما أن تنتهي من أعمالها حتى تجد نفسها خائرة القوى، ولا تستطيع منح زوجها ما يحتاجه من رعاية واهتمام، ولا تجد الطاقة لتلبية رغباته الجنسية التي لا تنتهي.

يحب زوج لمياء ممارسة الجنس أكثر من مرة في اللليلة الواحدة، وهو الأمر الذي لا تستطيع لمياء مجاراته فتقوم بإرضائه في بعض الأحيان لكن في مرات كثيرة، تثور في وجهه، وتختلق المشاكل حتى تتجنب اقترابه منها، وطلباته الجنسية التي لا تنتهي.

شخصية لمياء الحساسة والرومانسية لم يكن من المهم بالنسبة إليها الممارسات الجنسية الكثيرة، بقدر ما كانت تحب أن يدللها زوجها وييغدق عليها من مشاعره وأحاسيسه، وهو الأمر الذي كان يخنق الزوج، الذي يعتبر أنها تريد أن تعيش حياة المراهقات.

بدأت المشاكل تطفو على السطح بين لمياء وزوجها، فأي موضوع قد يختلق المشاكل، حتى صارت حياتهما جحيما لا يطاق، وبدأ زوجها يدخل في علاقات مع أخريات بسبب عدم توافق زوجته الجنسي معه، مما دفعها إلى طلب الطلاق.

هجرت لمياء بيت الزوجية وانتقلت إلى بيت والديها، في انتظار الحصول على على طلاقها، الذي لم يعلم أي شخص من أفراد أسرتها بالسبب الحقيقي الذي دفعها للقيام بهذه الخطوة، حيث ستضطر فيما بعد إلى رفع قضية من أجل الحصول على الطلاق بعد رفض زوجها للطلاق الاتفاقي كحل للمشكل.

خجلت لمياء من الكشف عن أسباب طلبها الطلاق من زوجها، لكنها لخصتها في كلمة « ممرتاحاش معاه» مع عدم الخوض في التفاصيل، دون الإشارة إلى عدم التوافق الجنسي بينها وبين زوجها والذي دفعه إلى خيانتها في الكثير من الأحيان.

ميولات مثلية

بعيدا عن الاتصال الجنسي الذي يتم بين الرجل والمرأة، يجد بعض الأزواج المتعة الجنسية خارج إطار الزواج مع ذوي الميولات المثلية، فينجرفون خلف ميولاتهم ورغباتهم الدفينة، لإشباع نهمهم الجنسي، حتى وإن كان ذلك على حساب متطلبات الطرف الآخر في العلاقة الزوجية. وضع ينطبق على فاطمة الزهراء التي لازمتها الحيرة لوقت طويل وهي تحاول إيجاد مبرر مقنع لتجاهل زوجها لها، قبل أن تكتشف السر الذي حرص شريك حياتها على إخفائه عنها منذ زواجهما.

«كنت أشك في احتمال وجود امرأة أخرى بحياته، ولم أتصور للحظة بأنه يخونني مع رجل» بنبرة امتزجت فيها السخرية بالتحسر، تحدثت فاطمة الزهراء عن الصدمة القوية التي تلقتها ذلك اليوم، عندما ضبطت زوجها يمارس الجنس مع أحد أصدقائه الذي كان يزوره باستمرار في المنزل، ويتصرف بشكل طبيعي في وجودها.

ظهرت علامات الارتباك والحرج على وجه الزوج، بمجرد أن اكتٌشف أمره، لكنه في الوقت ذاته لم يبد أي شعور بالذنب أو الندم على فعلته حسب كريمة، التي لم تتمالك نفسها في تلك اللحظة، وأمطرته بوابل من الشتائم، ثم غادرت بيت الزوجية في اتجاه منزل والديها.

صار اللجوء إلى مسطرة التطليق للشقاق الخيار الوحيد بالنسبة إلى فاطمة الزهراء، التي تؤكد أن مشاعر الاحترام والتقدير التي كانت تكنها لزوجها تلاشت أمام هذا المعطى الجديد، الذي جعلها تفضل الانضمام إلى صفوف المطلقات لأنها تشعر بالاشمئزاز والتقزز كلما تذكرت الوضع الذي ضبطت فيه زوجها بذلك اليوم، بالرغم من معارضة أسرتها لفكرة لجوئها إلى الطلاق، بحيث تحاول الأسرة بشتى الطرق إقناعها بالتخلي عن ذلك القرار والتعايش مع الوضع والتستر على زوجها مادام الطرف الثاني في الخيانة ليس امرأة!.

احتضنتها جمعية

تصطدم العديد من النساء اللواتي يفكرن في الطلاق نتيجة غياب التوافق الجنسي عن حياتهن الزوجية بمجموعة من الصعوبات، في مقدمتها ردود أفعال العائلة، التي تكون في غالب الأحيان مخيبة لآمال هؤلاء النسوة، بحيث يفاجأن برفض أقرب الناس إليهن هذا الخيار، كما حدث في حالة سناء.

«كنت أنتظر الدعم من والدي لكنهما تخليا عني»، تقول سناء بنبرة لا تخلو من حزن. فقد قررت الاستنجاد بوالديها بعدما وجدت نفسها عن تحمل أشكال الإهانة والإذلال التي تتعرض لها على سرير الزوجية، من طرف زوجها الذي كان يتعاطى المخدرات والخمور، ويتحول حسب الزوجة إلى «وحش» يعبث بجسدها، ويمارس عليها الجنس دون رغبتها وبأساليب عنيفة.

غير أن رد فعل الوالدين سيكون مخيبا لآمال الزوجة الثلاثينية، فبمجرد أن علمت الأم بأن سناء غادرت بيت الزوجية وتنوي اللجوء إلى الطلاق كحل لوضع حد لمعاناتها، ثارت في وجهها وطلبت منها العودة إلى بيت الزوجية، كما أكدت لها عدم استعدادها لتقديم الدعم لها في إجراءات الطلاق، في حال أصرت على سلك هاته المسطرة.

كان السبب في نظر الأم حسب سناء غير كاف للجوء الأخيرة إلى طلب الطلاق، فبالرغم من أن الإبنة تخطت حاجز الحياء، وسردت لوالدتها تفاصيل المعاناة التي تعيشها بسبب سادية زوجها، لم تلمس أي تفهم لوضعها من طرف الأم، كما لم تستفد من الدعم المعنوي الذي كانت في حاجة إليه، حيث ستجد نفسها مطالبة بالعودة إلى بيت الزوجية، وتحمل الإهانة والعنف اللذين تتعرض لهما على يد زوجها.

قام الأب بإرجاع ابنته إلى بيتها في الحال، ما جعل الزوج يستغل الفرصة ويزيد من إساءته لها، لكن سناء ستفضل التحلي بالصبر على اللجوء لأسرتها التي رفضت استقبالها في المرة الأولى، غير أن هذا الصبر لن يستمر طويلا أمام ما كانت تتعرض له.

بعدما لفظها حضن أسرتها قررت سناء الاستنجاد بإحدى الجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة، لتكون تلك بداية الطريق نحو انتزاع حريتها، فبعدما وجدت الأذان الصاغية والصدر الرحب الذي يحتويها داخل مركز الاستماع التابع للجمعية، استفادت من دعم المحامية التي لم تكتف بتقديم الاستشارة القانونية لها، بل قررت أن ترافقها في معركتها داخل ردهات المحاكم إلى أن تنجح في الحصول على الطلاق.

مجيدة أبوالخيرات/ شادية وغزو

مشاركة