ليلة دافئة عاشها سكان مدينة تاونات أمس الجمعة، زاد من دفئها حماسة الفرق الفلكلورية الجبلية التي أثث المنصة التي أقيمت على باب مقر عمالة إقليم تاونات، بمناسبة تنظيم الدورة الثانية لمهرجان تاونات الوطني للعيطة الجبلية.
بلباسهم التقليدي المكون من جلابيب صوفية بني وعمامات صفراء، جلس أعضاء فرق العيطة الجبلية يصدحون بأشهر الأغاني والمقاطع الجبلية التي ظلت خالدة على مر الزمان، وحافظت على هوية المنطقة الممتدة من تاونات إلى تطوان وطنجة مرورا بشفشاون ووزان والعرائش…
تراث موسيقي جبلي حاول المسؤولون بالإقليم إحياءه من خلال المهرجان بمنطقة تكاد تنعدم فيها المهرجانات إلا من سهرات من حين لآخر، ومحاولة للإنفتاح على الثقافات الأخرى من خلال مشاركة فرقتين دوليتين: فلسطين وإسبانيا.
وزير الثقافة الذي حضر حفل الافتتاح اعتبر في كلمة له أن الهدف من المهرجان رد الاعتبار للمروث الثقافي البدوي وبالتالي رد الاعتبار للبادية المغربية، والعيطة الجبلية التي تقوم على الانفتاح الإيجابي الفاعل والمتفاعل مع الثقافات الأخرى، كما أن الرغبة في الحفاظ على هذا الجنس الغنائي والتعريف به دفع بالمنظمين إلى التفكير في جعل المهرجان سنويا.
ليلة الأمس استطاعت السمفونية الجبلية أن تحرك أشجان الكثيرين بترانيمها، هي فرقة تتألف من مجموعة كبيرة من الموسيقيين يميزهم لباسهم التقليدي ولكنتهم الجبلية، لتؤدي بعد ذلك فرقة الركبة القادمة من درعة ” جمعية النخيل للركبة والفنون الشعبية المحلية بزاكورة”، لون موسيقي آخر تعرف عليه التاوناتيون عن قرب وترك انطباعا جيدا لديهم، لكن مسك الختام كان مع صعود لطيفة العروسية ، القادمة من شفشاون والعضوة سابقا في فرقة عند الصادق شقارة، إلى المنصة زاد من حرارة دفء الليلة لترتفع عاليا تصفيقات الجمهور وترديدهم لمقاطع جبلية يحفظها الصغير قبل الكبير.
أمينة المستاري
