كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا من يوم الأحد، حين توجهت سواعد فتية من منازلها في ساعة مبكرة حاملة معاول وأدوات أخرى، في اتجاه مقبرتي الحي ومحيطها فالغاية جليلة: تنظيف المكان من الأعشاب والأزبال. على بركة الله انطلقت عملية التنظيف التي تنظمها جمعية احجردريان للتنمية من حين لآخر، وبدأت المعاول ترتفع عاليا بتشجيع من الساكنة التي لم تبخل على الشباب بالدعم النفسي. صبيحة مميزة ويوم غير عادي في يوميات الشباب من موظفين ورجال تعليم وتجار فضلوا الاستيقاظ مبكرا للقيام بنشاطهم عوضا عن البقاء في الفراش والتكاسل لساعات. لم تمر ساعات حتى تحولت المقبرتين من غابة من الأعشاب إلى مكان نظيف، وجلس الشباب لأخذ فترة من الراحة والعرق يتصبب من جبينهم إلا أن الضحكة لم تكن تفارق وجههم. مبادرة أثارت إعجاب الساكنة وبعض أبناء المنطقة الذين يزورون المكان من حين لآخر.
أمينة المستاري
