الرئيسية اراء ومواقف التيه الأمازيغي

التيه الأمازيغي

كتبه كتب في 10 يونيو 2013 - 15:05

مما لا شك فيه أن الحركة الثقافية الأمازيغية مند الثمانينات الى الان إستطاعت أن تؤسس لصعود وتوهج فكري، زعزع مسلمات الفكر العروبي بالمغرب والتبعية للشرق و خلخل مفاهيم كثيرة سواء على المستوى السياسي أو التاريخي أو الثقافي مفاهيم طبعت تاريخ المغرب الحديث حتى كادت تسكن عقول وقلوب المغاربة  الى الأبد، انطلقت الحركة بشكل محتشم بجمعيات لا تستطيع انداك أن تحمل إسما أمازيغيا بالنظر الى الظرفية المتسمة بالقمع واشتغل الفنانون من جانبهم على حفظ الثراث و الباحثين على قدر المستطاع حتى توسعت القاعدة الجماهيرية للحركة الأمازيغية من جمعيات و تنسيقيات الى حين اقتحام الجامعة في 94 و تأسيس المئات من الجمعيات حيث تخرج من هاتة المدارس الألاف من المناظلين لكن بدون مشروع و افاق مستقبلية، وظلت معه الحركة الأمازيغية حركة لا تتحرك، بمعنى أنها كلها تتفق على كل ما تحمله من مطالب غير أنها لم تستطيع أن تكون تنظيما أو تنظيمات دات افاق أسست لها كباقي التنظيمات التي تسعى الى مكامن تنفيد برامجها و قراراتها كما الحركات الإسلامية، الى أن وصلت الان مرحلة التيه، لم يعد معه سؤال مالعمل مطروحا، لأنه طرح ألف مرة دون جدوى حتى أصبح السؤال الذي يطرح في نظري اليوم هو كيف يمكن الخروج من هذا التيه الأمازيغي؟ ذالك أننا أصبحنا نعيش لحظة  لا نعرف معها إلى أين نسير في وقت بدأت تظهر فيه كثير من مؤشرات التراجع عن العديد من المكتسبات وإن لم نؤسس لقوة أمازيغية فسنرجع إلى نقطة الصفر.

أستغرب لمفارقة لم يسبق لأية حركة في العالم أن شهدتها، ألا وهي أين العشرات الألأف التي خرجت من الجامعة ولم يعد لها اليوم أثر في ساحة النضال الأمازيغي، فأين الخلل؟ هل هو غياب التنظيم خارج الجامعة؟ هل هو مسألة الوعي أو القناعة الهشة؟ هل هو نضال بنكهة طلابية؟، هل هو مشكل غياب زعامات و ظهور أشباه قيادات أفشلت العديد من المسارات؟ هل هو قوة المخزن في فرض ما يريده في مسار الحركة الأمازيغية؟ أسئلة تطرح نفسها بإلحاح في اللحظة الراهنة قبل أن يفوتنا قطار المرحلة، الكل اليوم ممن تبقى من مناضلي الحركة الأمازيغية شمالا و جنوبا شرقا و غربا يعيشون على أطلال ما مضى وتائهون في ما سيأتي مستقبلا، كل واحد ينتظر الاخر، لكن ما إن يبادر فرد أو مجموعة حتى ترى  سهام المنتظرين توجه الى صدور المبادرين، فعندما خرجنا بمبادرة الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي قالوا إنها مبادرة مخزنية ولم تمر إلا سنوات قليلة حتى منعه المخزن و تبين لهم الحق من الباطل، وقالوا جميعا لا لمنعه، منع لأنه سيصبح رقم لا يمكن تجاوزه أمام فشل اليسار واليمين في طرح مشاريع سياسية بديلة تتماشى وتطورات و مطالب المجتمع المغربي و إستنفاد المخزن لأوراقه في هذا الشأن منع الحزب الأمازيغي و جأ بعده البام،  بعده جاءت مبادرات و مبادرات كنا نتمنى أن تصبح واقعا يفتح نقاش ما بعد حل الحزب الأمازيغي، لكن تبين بعد ذلك أنها مجرد فقعات صابون سرعان ما انقشعت، لأنها تطرح ألف سؤال حول مساعي وأجندة من يبادر ولا ينفد، اليوم وقبل الغد نقول و بكل مسؤولية لا مستقبل للحركة الأمازيغية إلا بالعمل والتنظيم السياسيين، و لا أقول هنا تنظيم واحد بل تنظيمات،  وأظن أن الكل اليوم متقنع بهذا الطرح، لكن كيف؟ و متى؟ أدخلنا في التيه مرة أخرى، ولكم في تجربة الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي خير دواء للخروج من التيه.

عبد النبي إدسالم

مشاركة