الرئيسية أخبار الجمعيات قافلة حقوق الإنسان تحط رحالها بدوارتكاظ باشتوكة أيت باها

قافلة حقوق الإنسان تحط رحالها بدوارتكاظ باشتوكة أيت باها

كتبه كتب في 10 يونيو 2013 - 09:08

في إطاربرنامج جهوي موسع للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكَاديروالذي سيشمل ستة أقاليم:أكَاديروتزنيت وتارودانت واشتوكة أيت باها وطاطا وإنزكَان،حطت قافلة حقوق الإنسان رحالها هذه المرة بدوارتكاظ بجماعة سيدي بيبي باشتوكة أيت باها،يوم فاتح يونيو2013،من أجل إنعاش ذاكرة نضال أبنائه الذين تعرضوا لإعتقالات تعسفية جماعية في سنوات الرصاص في أواخرالسبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي حيث لازال العديد منهم يتذكر بمرارة ما قاسوه في تلك الفترة.

وكذلك من أجل جبرالضررالجماعي ورفع التهميش والإقصاء عن هذه القرية الهادئة المتاخمة لشاطئ سيدي الطوال المشهور،خاصة أن مسلسل الإعتقالات الذي شمل أبناء القرية،تضررمنه أهل المعتقلين وسكان الدوارمن خلال حرمانهم من كل المرافق ووسائل التنمية،لذلك دعت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان التي نظمتها بتنسيق مع النسيج الجمعوي لتكاظ والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف فرع سوس ماسة،إلى جبرالضرر الجماعي وتمكين الدوارمن حقه في التنمية.

وفي كلمة له بالمناسبة اعتبررئيس المجلس الجهوي لحقوق الإنسان محمد شارف اختيار دوارتكاظ كمحطة لهذه القافلة لم يكن اعتباطيا بل ارتبط ذلك بذاكرة هذه المنطقة التي عانت كثيرا من الإعتقالات والتعسفات كما وثقها بالصورالحية شريط وثائقي أعاد مأساة دوار تكاظ واستعرض شهادات مختلفة لضحايا الإعتقالات التعسفية في سنة 1981الذين لفقت إليهم تهم واهية وشهادات لأمهات وزوجات المعتقلين اللواتي عانين ظروفا مؤلمة لازالت آثارها النفسية باقية إلى اليوم.

وقال رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف مصطفى المانوزي في عرضه الذي ألقاه في موضوع”جبر الضرروالحق في التنمية،أية علاقة أي تفاعل”:إن ما يربطني بهذا الدوارهوتلك العلاقة الوجدانية والتنظيمية والإنسانية التي نسجتها مع أبنائه منذ 24أبريل 1980،عندما زرته ليلا متخفيا في الذكرى الأولى للشهيد محمد كَرينة،لهذا جئت اليوم لأستعيد مع أبنائه المعتقلين شظايا تلك الذكريات الأليمة نتيجة تعرضهم ظلما لإعتقالات ومحاكمات كانت غيرعادلة.

فأبناء الدوارلم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم شاركوا في الإضراب الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم 20يونيو1981،وكانت هذه القرية الوحيدة من قرى الإقليم التي شاركت بكثافة في هذا الإضراب،لكن يمكن القول أن ما قام به سكان المنطقة  آنذاك هوأنهم مارسوا حقهم في الإضراب ونضالهم بطريقة سلمية ومع ذلك طبق عليهم نفس الملف الذي أدين به معتقلون آخرون عبرالتراب الوطني.

وتساءل المانوزي بمرارة ما ذنب المنطقة حتى تُعاقب برمتها ويتم حرمانها من التنمية كما حرمت العديد من مناطق المغرب بذريعة أن أبناءها عارضوا النظام أوشاركوا في أحداث وإضرابات وغيرها؟.لذلك لايعقل أن تؤدي هذه المنطقة وغيرها ثمنا غاليا مكان الآخرين،ولايعقل أن تبقى مهمشة ومقصية ومهملة من كل الإمكانيات والوسائل التي منحت لمناطق مجاورة لها،مع أنها تستحق المرتبة الأولى في جبرالضررالجماعي بمعناه التنموي الشامل.

وألح رئيس المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف على ضرورة صيانة ذاكرة قرية تكاظ ،وتمكينها من حقها في التنمية المستدامة بدءا بتصفية الماضي وجبرالضررالفردي والجماعي معا،وتحويل النضال السلمي لهذه القرية إلى تنمية مستدامة وملزمة،وفي هذا الإطارفالمنتدى،يقول المانوزي،بصدد تأسيس لنسيج جمعوي تنموي بالأطلس الكبير والصغيربسوس ودرعة،ويعمل جاهدا لتأسيس دينامية فضاء الصحراء للرصد والحوار.

وبخصوص الشأن الوطني،دعا المانوزي إلى تكوين جبهة وطنية ديمقراطية للدفاع عن المكتسبات من أجل إرساء أسس الديمقراطية الحقة وتحقيق الملكية البرلمانية واستكمال ورش إصلاح القضاء وإحداث المجلس الأعلى للأمن..

وختم قوله نحن لم نطوبعد صفحة الماضي بل لازالت هناك ملفات شائكة لمناضلين شرفاء أدوا ثمنا غاليا في سبيل هذا الوطن وهم مناضلوسنوات الجمروالرصاص الذين صنعوا أنفسهم بأيديهم أما السلفيون فالدولة هي التي صنعتهم وعليها اليوم أن تفك ملفاتهم لكن ليس على حساب المجتمع،وعلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن يتحمل مسؤولياته كاملة لكي يصفي ملفات الماضي التي لازال البعض منها معلقا إلى اليوم.

هذا وتميزت القافلة الحقوقية المنظمة بدوارتكاظ ،بتنظيم صبيحة تنشيطية خاصة بالأطفال بخيمة حقوق الإنسان وذلك بتنسيق مع حركة الطفولة الشعبية فرع اشتوكة أيت باها تحت شعار”الحق في بيئة سليمة”ورسم جداريات بمدخل الدواربتعاون مع جمعية بييزاج بأكَادير،وإقامة معرض يشمل صورمعتقلي هذا الدوارفي سنوات الرصاص.

ونسخ من صكوك الإتهام ومجريات المحاكمات والأحكام الحبسية الصادرة في حقهم، وصورتؤرخ للإستقبال الذي خصه سكان الدوارللمعتقلين أثناء الإفراج عنهم بعد قضاء مدد حبسية،ومعرض خاص بالكتب والمجلات،وآخر بأهم ما أبدعته نساء الدوارمن صنائع يدوية مختلفة وغيرمن المعروضات التي قدمها النسيج الجمعوي بدوارتكاظ في هذه القافلة التي عرفت إقبالا شديدا من قبل ساكنة الدوار.

 

.عبداللطيف الكامل

 

مشاركة