مع الساعات الأولى من صباح يوم السبت أول أيام يونيو، ووسط حراسة أمنية مشددة، وتحت عويل سخط الحشود الغفيرة التي ركنت على طول الطريق المؤدية إلى مسرح الجريمة بحي جنان عزيزو، أعادت الشرطة عملية تشخيص جريمة قتل زوجين مسنين.
وعلى مشارف المدخل الرئيسي للشقة حيث مسرح الجريمة، كانت عائلات ضحيتي الفعل الجرمي واقفة والدموع تنهمر من أعينهم لفراق أعز ما يملكون بطريقة بشعة، وبدم بارد وبكل تلقائية ودون سابق ضغط نفسي كما بدا للعيان، وهو مصفد اليدين، شرع المتهم في إعادة تمثيل جريمته الشنعاء، والتي انطلقت من الباب الرئيسي للغرفة التي يكتريها فوق سطح البيت، حيث كان يقبع داخلها، وذلك قبل أن تفاجئه الزوجة المقتولة، طالبة منه تسديد ما بذمته من الديون كواجبات استخلاص ثمن كراء الغرفة.
وهما على حالهما، تشبث الظنين بعدم الدفع لكونه لا يتوفر على المبلغ المطلوب، دخل الطرفان في صراع ومشادات كلامية، وهما على حالهما، ونظرا لحالة الصراخ التي وصلت صداها للزوج، صعد هذا الأخير إلى السطح حيث النزاع الدائر بين المتهم والزوجة ، حاملا عصا في يده، في هذا الوقت بالذات غادرت الزوجة المكان حيث عادت إلى شقتها أسفل الغرفة، تاركة الزوج في صراع مع المتهم. ونظرا لحالة السكر التي كان عليها الظنين، إضافة إلى محاولة الضحية في إصابة المتهم بواسطة عصاه، تمكن هذا الأخير من السيطرة على الموقف بسحب السلاح من يد العجوز، بحيث لم يتمالك نفسه فسدد ضربات للعجوز على مستوى رأسه، قوة الضربات التي تلقاها المصاب، وفي محاولة منه لإنقاذ حياته من بين مخالب المتهم، فر هاربا نحو شقته عبر درج السطح إلى الأسفل.
وحسب التشخيص، فالمتهم لم يبق مكتوف الأيدي، بل تابع العجوز من الخلف وهو يسدد له الضربات واحدة تلو الأخرى، إلى أن وصل بهو الشقة فخر أرضا، والحالة هذه وفي محاولة منها لإنقاذ زوجها بإجبار المتهم على ارتكاب حماقته في حق الزوج، تدخلت بطريقتها الخاصة، حيث قامت برشق المتهم بآنية، وذلك قبل أن تضع يدها بدورها على عصا دفاعا عن نفسها، لكن قوة المتهم كانت الأقوى، حيث تغلب عليها وقام بتوجيه عدة ضربات مسترسلة للضحية على مستوى رأسها، فقدت على إثرها كل قواها فخرت جثة هامدة حيث لبت نداء برها فسقطت على بعد سنتيمترات فقط عن زوجها الذي بدوره فارق الحياة في حينه، وأمام الوضع المأساوي.
ومن أجل إخفاء معالم الجريمة، وبعيدا عن الانتظار، قام المتهم ودائما حسب التشخيص، بجر الضحيتين ووضعهما وسط غرفة وإغلاق الباب بالمفتاح، وقبل مغادرته لمسرح الجريمة، قام بمحاولة حجب آثار الدم من بهو الشقة، ثم قام بسرقة تلفاز وجهاز ” DVD ” ثم سرقة مجموعة من الوثائق الخاصة بالضحيتين من إحدى الغرف الأخرى، بعد ذلك سارع إلى التخلص من البضاعة المسروقة عن طريق بيعها لأحد تجار وبائعي الأدوات المستعملة، بعد كل هذه المصائب، وبعد التخلص من ملابسه الملطخة بالدم وكذا الوثائق المسروقة والمفاتيح، عن طريق وضعها بإحدى ” البركصات ” غير بعيد عن الحي الذي وقعت فيه الجريمة، قرر الظنين مغادرة المدينة في اتجاه الدار البيضاء بعد إشعار شقيقته بذلك، ليسدل الستار على جريمة جنان عزيزو بإحالة الظنين في حالة سراح صباح يوم الأحد ثاني يونيو الجاري على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بأكادير بتهمة جريمة مزدوجة والقتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد وإخفاء معالم الجريمة والتنكيل بجثة، في حين أحيل المتهم الثاني في حالة سراح بتهمة شراء المسروق، وذلك نظرا لكون هذا الأخير قام بتسجيل السلع المقتناة بالطرق القانونية.
الأحداث المغربية
