الرئيسية عدالة تنغير : إغلاق وحدة سياحية واعتقال مستخدميها لمساعدتهم المتهم بقتل دركي

تنغير : إغلاق وحدة سياحية واعتقال مستخدميها لمساعدتهم المتهم بقتل دركي

كتبه كتب في 30 مايو 2013 - 10:13

ما زال إناء مصرع  الرقيب الدركي أشرف مروان،على يد  شبكة سرقة الفضة من منجم إمضير، يرشح بالعديد من الحقائق،التي تؤشر في بعض تفاصيلها ، عن طبيعة التواطؤات التي تمنح المتورطين، إمكانية الفرار من يد العدالة، والابتعاد عن متناول”أصحاب الحال”.

اعتقال المتهم الرئيسي في جريمة القتل بعد رحلة فرار امتدت في الزمن لأزيد من أربع سنوات،وإحالته  في حالة اعتقال على المحكمة العسكرية الدائمة بالرباط، لم يوقف عجلة التحقيق، وتتبع مسارات هروبه،منذ تورطه رفقة بعض شركائه،في الإجهاز على الدركي الراحل.

تحقيقات مصالح الدرك بتنغير، انتهت إلى وجود شركاء سهلوا للمتهم الرئيسي دروب فراره، وعبدوا أمامه طريق الاختفاء والابتعاد عن متناول العدالة،فجاءت تعليمات الوكيل العام باستئنافية ورزازات صارمة، تقضي باعتقال كل من ثبت تورطه في القضية.

أول قطرة في سماء الإجراءات الزجرية، كانت في شكل قرار قضائي يقضي بإغلاق فندق سياحي بقاعة مكونة، واعتقال ثلاثة مستخدمين، بعد ثبوت تورطهم في إخفاء المتهم الرئيسي،وتسهيل  رحلة هروبه، والنأي به عن شرنقة التوقيف والاعتقال.

تم تفعيل مبدأ “اللي دركك بخيط، دركو بحيط”في حق المعنيين، بناءا على ما توفر من معلومات،وما انتهت إليه عملية الاستنطاق والتحقيق مع المتهم الرئيسي، واعترافه بضلوع المستخدمين المذكورين في التستر عليه، ومساعدته في تجاوز حواجز مذكرة البحث الوطنية الصادرة في حقه.

حبال التوقيف شملت مدير الوحدة الفندقية المعنية، بناءا على ما رشح  من معلومات ،تؤكد ضلوعه في تسهيل هروب زعيم الشبكة المتهم الرئيسي في جريمة القتل، حيث كان يشرف شخصيا على تنظيم ليال حمراء، بفضاءات الفندق،  تؤثثها العديد من الوجوه النسائية لفائدة المتهم المذكور، حيث امتدت  العملية طيلة سنوات  الهروب.

التواري خلف جدران الوحدة الفندقية، وتوفير كل سبل الأمن والأمان، ساعد المتهم الرئيسي في الخضوع لحمية خاصة، مكنته من تخسيس جسده، والحد من مظاهر السمنة التي كانت تميزه، في إطار محاولة لتغيير مظهره، ودرءا لكل ما من شأنه، تحديد هويته من طرف المتربصين من رجال الأمن والدرك.

زيادة في التنكر وتغيير معالم الوجه و المظهر،تم كذلك  اعتماد تقنية حلق شعر الرأس والشارب، ما جعل من الصعوبة بمكان، ربط أي صلة له بالصورة المعروفة عنه لدى عناصر الدرك والأمن،ليعمد بعدها إلى اقتناء منزل بدوار أيت يحيا، يتوفر على مميزات خاصة، باعتبار وجوده بأعلى نقطة جبلية، تطل على جميع المنافذ، وتسهل الرؤية عبر الاتجاهات الأربعة، وبالتالي ضمان التنبه لأية حركة أو طارئ،قبل “وقوع الطوبة،فالمعطوبة”.

المستخدم المكلف بمهمة الاستقبال بالفندق،كان بدوره في مرمى سهام التوقيف والاعتقال، بعد ثبوت تورطه في مساعدة الفار من العدالة،على البقاء بعيدا عن متناول السلطة، من خلال  تجاهل تسجيل اسمه بالسجل الخاص بالزبناء والنزلاء،خلال كل مراحل  وجود المتهم بفضاءات الفندق.

النادل المكلف بخدمة الحانة، لم يشذ بدوره عن قاعدة التوقيف والاعتقال، حين أدخلته العناصر الدركية مدارك الوضع تحت الحراسة النظرية، لثبوت تورطه في مساعدة المتهم إياه، بالفرار من يد العدالة منذ ارتكابه لجريمة القتل في حق الدركي.

من المعلومات المتوفرة كذلك، أن لحظة اعتقاله قد مكنت كذلك من توقيف ثلاثة شركائه في مجال سرقة معدن الفضة، وبحوزتهم 680 غراما من الفضة المسروقة، مع حجز ثلاث سيارات،كان يتم تسخيرها في  عمليات السرقة والتهريب  انطلاقا من منجم إمضير،الذي يصنف ضمن 10 مناجم كبرى في العالم،  وبالتالي مواجهة أعضاء الشبكة  والعناصر التي ساعدت في التستر على زعيمهم، بشعار” صياد النعامة، يلقها يلقاها”.

إسماعيل احريملة

مشاركة