الرئيسية الصحة تيزنيت : قسم الولادة والجراحة بالمستشفى الإقليمي بدون أطباء الجراحة

تيزنيت : قسم الولادة والجراحة بالمستشفى الإقليمي بدون أطباء الجراحة

كتبه كتب في 30 مايو 2013 - 10:01

قسما الولادة والجراحة بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت بدون أطباء متخصصين، بعد أن قدم من لم يكن منهم في عطلة سنوية شواهد طبية يعتذر بها عن عدم عمله. هذا ما خلق بالمستشفى وضعا غير عاد أثار احتجاجات المواطنين الذين عاينت «الأحداث المغربية» حالات منهم أثناء توافدها على المستشفى، حيث انفجر الوافدون غضبا في وجه الطاقم الإداري محتجين على غياب الأطباء خاصة حالات الولادة، التي أصبح المستشفى لا يقدم لهن أي خدمات سوى الترحيل إلى المستشفى الجهوي بأكادير، لا سيما بعد أن دخلت المولدات (القابلات) على خط الاحتجاج على أوضاعهن، وما اعتبرنه هروب الجميع من الساحة وتركهن يواجهن مضاعفات بعض الحالات الخطيرة، التي تستدعي الإشراف الطبي المختص، فقررن هن الأخريات تنظيم وقفات احتجاجية، بل واستقبلهن عامل الإقليم للاستماع إلى شكواهن من ظروف عملهن مطالبة إياه بالتدخل لضمان حضور الأطباء وعدم تركهن يواجهن المسؤولية وحدهن. وأمام الضغط المستمر على المندوبية الإقليمية للصحة وإدارة المستشفى الإقليمي باعتبارهما المسؤولين على تأمين الخدمات الصحية وتدبيرها بالمركز الاستشفائي، تم الالتجاء إلى بعض الأقاليم بالجهة التي تعرف فائضا في الأطر الطبية المتخصصة في الولادة والجراحة للاستعارة المؤقتة لأطرها. وعلمت الجريدة أن هذه الجهود أثمرت وضع إقليم كلميم طبيبا متخصصا في التوليد رهن إشارة تيزنيت، وقد التحق وباشر عمله، لكن مصادر من داخل المستشفى كشفت للجريدة أن الطبيب الوافد وحده لن يحل المشكلة على اعتبار أن عدد الأطباء المتخلفين عن العمل بشواهد طبية ناهزوا الخمسة أطباء، ولا يمكن لطبيب واحد أن يقوم مقام الخمسة. ومن جهة أخرى باشرت المندوبية الإقليمية للصحة بتيزنيت مسطرة البحث الإداري في مدى صحة الشواهد الطبية المدلى بها وذلك بتشكيل لجنة زارت الأطباء في عناوينهم، التي أدلوا بها للإدارة، وعلمت «الأحداث المغربية» أن بعض هؤلاء يواجهون مساءلة محرجة، حيث لوحظوا في وقفات احتجاجية أمام المستشفى خلال فترات شواهدهم الطبية، كما أن بعضهم علم أنهم يزاولون لدى مصحات خاصة ويتنقلون بين تيزنيت وأكادير، مما يضع شواهدهم الطبية عرضة لضرب مصداقيتها. ومع هذا الغياب الشامل للأطباء عن قسمي الولادة والجراحة بالمستشفى تتزايد حالات الوفايات وبالتالي تفجر الاحتجاجات على المؤسسة الصحية بتيزنيت. فهيآت من ا لمجتمع المدني والسياسي والنقابي تعقد لقاءاتها مستعدة لتنظيم وقفة احتجاجية أمام المستشفى، وحالات من لضحايا هذا الوضع يواصلون الاحتجاجات والتصريحات لوسائل الإعلام لعل صوتهم يصل للمسؤولين لإيقاف الوضع ومحاسبة المتورطين في تهديد أرواحهم، وكنموذج لهؤلاء التقت الجريدة بفاطمة عزي سالم عمة إحدى ضحايا غياب الطبيبة بقسم الولادة بعد عملية أجرتها للضحية لإزالة كرة دم برحمها، إلا أنها وبعد العملية بقيت الضحية على سرير المستشفى دون رعاية ولا متابعة طبية من طرف طبيبتها ـ حسب تصريحات عمة الضحية للجريدة ـ حتى فارقت الحياة بعد ثلاثة أيام من العملية، وزادت عمة الضحية في قولها للجريدة أنها ستلتجئ إلى القضاء لمتابعة من أهمل ضحيتهم وتسبب في وفاتها.

محمد بوطعام

مشاركة