الرئيسية اراء ومواقف الإغـتـصاب وذهـنيـة قــالب السّــكــر

الإغـتـصاب وذهـنيـة قــالب السّــكــر

كتبه كتب في 27 مايو 2013 - 21:12

 لا الـدّراري الصـّـغار لا النــاشئة مـحــتاجين لــينا، الــيوما كـثر من غـدّا. إيــلا كــانــوا أولادنا أو بــنــاتـنا فى كـنـف مؤسسات الدولة، لا من  بتدائيات، ثــانويات، نوادي، مصلحات حكومية إلخ ضروري نــكــونوا متــيــقـــّـنين أنهم محميـيّـين من العنف، الإغتصاب أو الإستغلال الجنسي، أو إيــلا طـْـرات شي حاجة ما نــســكــتوش، لذلك كــيــتــوجـّـب علينا نــحــيّـيوْا جمعــيات المجتمع المدني أو الجرائد المغربية، لا الإلكتـرونية ولا الورقية، اللي كــتــقـوم بـدور تـنويري مهم قصد ســتــنــبـات ثــقـافة جديدة اللي يمكن لينا نــلــخــّــصوها فى جوج كـلمــات: “مــا مــتــســامحــيــنــش!” لأن الإغـتصاب، يعني العنف الجنسي، عـنــدو تـأثير سلبي عميق على الفرد اللي عاشو، لأنه يمكن ليه يــتــحـوّل من ضحية ألــْــمرتكـب نفس الجريمة غـير إكـبـر، لذلك خاصّ النيابة العامة تكون صارمة، ولو العائلة المتـضررة تـبــغــي أتـــّــنــازل على الدعوة، ضروري تعمل النـيابة العامة خـدمــتــهـا، بكل نزاهة، تـجـرّد، بلا مجاملة ولا محابة، أو حتى “محاولة الإغتصاب” خــصـــّها أتـــّـعــتابر جـرم.

كــنــحــيـــّـي كذلك جميع المغاربة أو المغربيات اللي مـزقــوا الصمت أو تــفادوْا عـقــلية: “شــنو غــادي إقـولوا الجـّيران؟” إهانة، غـتــصـاب القاصر، فاين أمــّـا كان، مــا يــلـقى راحــتـو غــير فى الفضاء العـام، باش نــعـرفوا الجاني من الضحية، لأن هاد المسألة كــتــهمــّــنا كــولــّنا كمجتمع، واش بــغيــنا نعيشوا فى أوسط العنف، المعصية، توحّـش الأخلاق، ولا ّ بــغــيــنا نعيشوا فى وسط عامّـة فيه الطمأنينة، الأمن، سلامة الذات أو البال؟ الدولة مطـّـالبة اليوما، بالأخص وزارة الحـقــّـاوي، وزارة التربية الوطنية أو وزارة الصحة، معا تــنــسـيق مـكـثـف معـا جمعيات المجتمع المدني المتخصصة فى هاد الميدان باش يلقاوْا الحلول الكفيلة أو الإستباقية قـصـد كـشف العنف أو الإستغلال الجنسي. فى أول الأمـر ضروري إقــومــوا الوزارات الثلاثة بــتــنــظــيم مناظرة وطنية اللي غـادي تـشرف عليها  شخصية بارزة، مشهود ليها بالشفافية، عدم التحيز أو خبرة فى هاد الميدان باش تنسق بين الوزارات السالفة الذكر، جمعيات المجتمع المدني أو العائلات المتضررة من الإغتصاب أو الإستغلال الجنسي، شعار هـاد المناظرة غادي إكون: “جــْـمـع يــدّيـك، ولا ّ المـيــنــوط!”

         ضروري تـلقى جميع نتائج هاد  المناظرة طريقها ألــْـمنشورات، دراسات، قوانين اللي غادي إساهموا فى تحسين حماية الضحية فى إطار التحقيق أو الإجراءات الجنائية، من الواجب كذلك تـكون عـندنا مصلحة خاصة برصد أو البحث فى قضايا الإغتصاب أو الإستغلال الجنسي، أو جميع البحوث اللي غادي تشرف عليها  هاد المؤسسة بتنسيق معا الوزارات الثلاثة، يعني وزارة الأسرة، التربية الوطنية والصحة، من الواجب تخضع ألــعملية طلب العروض اللي مـجــرّدة من الإنتماء الحزبي، لأن الإنتماء الحزبي، يعني التوجـه، التصور الإيديولوجي، المنفعي، الطائفي، غادي ديما إلوّث الصورة، الرسالة النبيلة ديال هاد المصلحة المستقـلـة فى قرارها أو ميزانيتها.

         حنا مـطـــّـالبين اليوما نخـلقـوا، نــبــتــاكـروا ثــقــافـة جديدة، “ثـقــافة رهافة الإحساس” اللي غادي تمــكـــّن الساهرين على تربية الأطفال، لا من أباء، أمــّهات، معلمين، أساتذة، مـأطـرين، مـسؤولين إلخ، يكـتاشفوا بسهولة حالات من الإستغلال الجنسي أوْ الإغتصاب، هــاكـدا كــولّ واحد تجـاوز الحدود إلا ّ أو ضربو القانون “بيد من حديد”، باش مــا عــمــّـرو يعمل يـدّيه فى أولاد ولا ّ بنات الناس، ضروري نـخــصـــّــصوا رقـم هاتف  لجميع الحالات المتعــلــّـقة بالإستغلال الجنسي أو الإغتصاب، لأن الـدّيب اللي كـيــتــسارى فى أوسطنا، خــصــّـنا نــلــقــيـوْا عليه القبض أو نــقــدّمــوه ألــّــعـدالة، قـبل ما ياكـول “النــّـي أو الــطــّايب”.

         الســّـخـط ديال الفلوس عـطانا الإتحاد الأروبي، كـثـر من 500 مليار سانتيم، ولاكن فاين كــيــمــشـيــوْا هاد الفلوس، الله العــالم! ضروري تـنــشر الحكومة جميع المعطيات، التكاليف على الإنترنيت باش نـعرفوا شنو كـيـطرا بهاد الميزانية الضخمة، هادي هي الشفافية، الحكامة الجيدة ديال بالصـّح! هاد الحـكــومة باقية متشبتة بوهم الإصلاح، مــا صـلحاتش راسها، عاد تصلح أمــورنـا، 30 أوزير من فلوسنا، مرسيديسات أو “بي، إيم” من فلوسنا، فيلات، ضيعات إلخ، ولا ّ ياك ما أتـــّـخــذات هـاد الحكومة من قولة المفكر الألـماني “نيتش” عـبرة: “اللي مـا كــيــعــرفـش يـكــذب، مـا عمــّـرو إقــدّر الـحقيقة”.

         الدولة مـطــّالبة اليوما تـقـدّم حلقات دراسية، دورات تحسيسية خاصة بالإستغلال الجنسي أو الإغتصاب فى جميع رياض الأطفال، الإبتدائيات، الثانويات، النوادي أو الفضاءات العمومية المتشاركة معا الناشئة باش ما تـكــرّرش الأعمال البشيعة بحال ستغلال رضيع طيلة شهور متعددة من طرف شاوش، الصبع فى دبر التلميذ، غتصاب درّي صغير عندو خمس سنين تنـاوْبــوا عليه تلامذ خرين كبر منــّـو، معلم كيقول للتــلامـذ ديالو، القسم اللول فى الإبتدائي، إشـدّوا عينـيهم، إحــطــّوا يـدّيهم على الطــّـبـلـة أو فــوق منــّـهم ريوسهم، أو كــولا ّ مرّة كــْـلاوه فـخــاضو إلا ّ أو خـدا معاه ضحية جديدة ألــّـمــرحاض باش يشـفي غـليـلو المـرضي، كـيف جـا فى بعض اليوميات المغربية. الترسانة القانونية ما عــمــّـرها تكـفي، لأنها كــتــعالج ديما الـمــعــلول ماشي العـلة، يعني “المــسبـّـب”، ماشي السبب، لا الشرطة القضائية، لا النيابة العامة خــصــّـهم إكونوا كـيــتــوفـــّروا على عناصر مكوّنـة، متـخصّـصة فى هاد المجال باش يمكن لـيهم إتــّـعاملوا معا الضحايا أو الشهود اللي حصلوا مسبقا على معلومات مستوفية، منشورات، إرشادات  كــتــحمـيهم أو تحمي حقوق الضحية.

         إيـلا شــعـروا المُـعلمين، الأساتذة ولا ّ مــأطـرين الناشئة بـثبوت ولا ّ حتمالات غتصاب ولا ّ ستغلال جنسي ضروري إبــلـــّـغـوا هاد الشي ألــّـمسؤول على المؤسسة اللي غادي إقوم بـالإجراءات الازمة، يعني تبليغ النيابة العامة، الشرطة القضائية، ولات التلميذ ولا ّ التلـميذة، فى حالة إيـلا تماطل ولا ّ بغى يطمس الحقيقة ضروري إطــبـــّق القانون على هاد المسؤول بصرامة، إيـلا تــعــرّض ولدو ولا ّ بنتو ألــْـهاد الـجريمة النكراء، يمكن ليه إقـول ألــّـجاني: “الله إسامح”؟ أبـدا، الإغـتصاب أو الإستغلال الجنسي ضروري نـقاوموه ب: “الله أو من هــادا مـنــكـر!” لأنه إيـلا ســمــحنــا ألــْـهادا أو ألا ّخــور، مــا كاين لاش نــطــبـــّــقـوا القانون، ولا ّ يـاك ما الـضعيف نـشـنــقـوه، أو القوي نــطــلـقـوه، مــا بــغــينــا حــدّ يتــبــرّع علـينا، بغينا “العـدالة”، لأن “عـدم العـدل” هو اللي كـيـدفــعــنا نــهضــروا على “العـدالة”.

         الضحية هي اللي كــتـــّـحـمـّـل دوما ثـقـل العبء بوحدها، لذلك خـصّ المسؤولين على الدّراري أو الناشئة يتنابهوا ألــْـتصرفاتهم، واش حصل شي تغيير فى معاملتهم معا دراري خرين، كاينة علامات الخوف، نتائج غير مرضية فى المدرسة، العزوف أو الإنسحاب، عدم التركيز إلخ، الدّراري الصغار ولا ّ الناشئة اللي كانوا ضحية الإغتصاب أو الإستغلال الجنسي ديما كـيـحســّوا على حسب ملاحظات علماء النفس بالذنب، كـيـحشـموا يــتــكــلــّـموا على اللي طرا ليهم، لذلك كيـبقاوْا مـتــعــلـــّـقين عاطفيا باللي غتاصبهم، ســتــغــلــّهم جنسيا بـلا ما إقــدّوا إتـــّـفـوّهوا بالسرّ المرير، ضروري ما عمــّر تـعرف عملية الإغتصاب أو الإستغلال الجنسي التقادم، لأن هاد الشي كـيشــكــّـل جرم ضد الإنسانية، مجلس الأمن التابع للامم المتحدة عتابر الإغتصاب فى عام 2008 كـ “سـلاح الحرب”، لأن بصفة عامة يمكن لينا نقولوا أن الإغتصاب “بغض النظر عن إشباع الغريزة النرجيسية، البدائية والسادية أحيانا”، نوع من التسلط، التحكم، إهانة الآخر أو المس بكرامتو أو سلامتو الصحية أو النفسية، أو الهدف الأساسي من الإغتصاب هو سلب الضحية من شخصيتها، لـمـّـا كـيتــقــزّم دورها أو كـتـرجع غير سلعة، لذلك كــيــتـــّـعـتــابر الإغتصاب أو الإستغلال الجنسي من أخـطر أنواع العذاب أو التعذيب على وجه الأرض، أو غالبا المجتمع برمـّـته هو المسؤول على هاد الظاهرة، لأن عدم الرأف، عدم الإنسانية، القسوة هوما الوقود ألــْــهاد العمليات المشينة اللي كيــبــغي الـجاني، المجنون، المهووس بالجنس إصــقـــّـل صورتو أو يـســتــرجع كرامتو عن طريق إهانة أو ستغلال الآخر، يـمكن لينا نضيفوا كذلك الــتـــّوحش أو الـوحشية اللي كــتـعـيش شرائح واسعة من المواطنين، بلا مستقبل، لا تغطية صحية، لا أمل، لا شـغـل ولا شغل قـار،  كـيـشــكــّـل هــاكـدا الإغتصاب نوع من الإنتقام أو محاربة المجتمع عن طريق الجنس، أو كــنــعـرفـوا كولــّـنا كيفاش كـيــتــمّ السبــّان، المعيور أو التهجم فى ما بـيــنــاتـنا بعض المرّات: “والله حتى نـحــ ……أمــّـك”، يعني “ذهنية قالب السكر”، ماشي بعيدة، لازم إكون قالب السكر من اليوم فصاعد مربــّع أو ما يبقاش على هاد الشكل المغـري.

         الشي اللي يمكن إطـمــّــنا شوية هي الحقيقة أننا ماشي بوحدنا، جميع دول العالم كتعاني من هاد الظاهرة، غير حنا بدينا كـنــتــكــلـــّـموا على أوسخنا، باش نـقــادّوا حالتنا، أو هادا “جـدّ إجابي”، لأنه اللي بغـى إصــّـحح الخطأ ضروري يـتــقــبــّـلو فى أول الأمـر باش يعـرف يـتـــكــلــّـم علـيه من بـعـد. أمريكا أو كـتـعرف هاد الظاهرة، حيث 15 حتى 25 فى الميا من العيالات أتـــّـغــتاصبوا عل الأقل مرة فى حياتهم، ولاكن خصـّـنا نــعـرفوا أن الإغتصاب فى إطار الزوجية كـيــتـــّـعـتـابـر كذلك جرم على حسب القانون المريكاني. حتى  حنا، ضروري نــطــرّقـوا ألــْـهاد المعضلة أو ألــْحالات الشذوذ الجنسي كذلك.

         إحصائيات أو دراسات عالمية كبـيرة، مستوفية، كثر من 110، قامت بيها الأمم المتحدة ثـبــتات أن 3 فى الميا من الـدّراري ولا ّ الرجال أو 13 فى الميا من العيالات كـانوا ضحية الإغتصاب فى العالم العام اللي داز، يعني هادي ظاهرة كونية، ما كــتــقــتــاصرش على المملكة المغربية فـقـط، غير فى المملكة السعودية أطــّـبقات عـقوبة الإعدام من 1980 حتى 2008  163 مرة، يلا ّه اليابان اللي كــتــعــرف أقل نسبة الإغتصاب فى العالم، 1،85   على 100000 نسمة، بالمقارنة معـا الولايات المتحدة 32،99، السويد 46،5.

         خلاصة: من الواجب إكونوا الأباء أو الأمهات على صلة متينة معا

 أولادهم، بناتهم أو تكون عندهم الجرأة الازمة باش إقوموا بدورهم، ضروري إساعـدوا، لا هوما، لا المدرسة ولا ّ الثانوية، الناشئة على توسيع رقعة المعرفة أو تــرسيخ ثقافة التربية الجنسية، “لا مـفـرّ” من مادة التربية الجنسية فى جميع مدارس أو ثـانويات المملكة، لأنه شحال من شابــّـة ولا ّ شاب كــيــضـنّ لـيـومنا هادا أن المراة يمكن ليها ما تحـمــلش غـيـر إيلا شربات “آتــايْ” ولا ّ كــْـلات “عـْـسـل الخــرّوب”، لأن كل أمــّا كانوا الـدّراري ولا ّ البنات كــيــتــوفــّروا على المعلومات الازمة، إلا ّ أو تــجــنـــّـبوا المخاطر، كيملكوا الثقة فى النفس أو كــيــتــعــاملوا معا الجنس ديالهم بلطف، كياسة، لأن المعرفة بوحدها هي اللي تــجــنـــّـبهم الإغتصاب أو الإستغلال الجنسي.

د. مراد علمي أستاذ جامعي، كاتب ومتـرجم

 

مشاركة