الرئيسية تمازيغت بوتفوناست : 600 درهم مستحقات فنان قضى 60 سنة في الغناء

بوتفوناست : 600 درهم مستحقات فنان قضى 60 سنة في الغناء

كتبه كتب في 26 مايو 2013 - 10:36

بحسرة كبيرة، تحدث محمد أنبيكا، المعروف في الوسط الأمازيغي بـ «بوتفوناست»، وهو يحمل شيكا بقيمة 633 درهما، قال إنه مستحقات ثلاث سنوات العائدة إليه من مكتب حقوق التأليف بالرباط، متسائلا عما أسماه «الاحتقار الذي أضحى يعانيه في خريف العمر».

محمد المعروف أيضا بـ «أباعمران»، والمشهور بشريط بوتفوناست، الذي كان ضمن الأفلام الأولى التي كسرت طابو الخوف من الأعمال السمعية البصرية الأمازيغية، بدأ مساره في مجال فن الروايس في أواخر الأربعينات، وسجل أول أسطوانة فونوغرافية في خمسينات القرن الماضي، عاصر فنانين من مثل جانتي وعبد الله بن إدريس وواهروش والدمسيري وغيرهم، واستفاد في سنوات الستينات من حقوق الملكية والتأليف، إذ أصبح يتوفر منذ ذلك الحين على بطاقة خاصة من مكتب حقوق التأليف بفرنسا، وكان يتوصل سنويا بعائدات عن الأغاني التي تذاع عبر الراديو، وأيضا من رواج الأسطوانات، بلغت في سنة 1968 مليون سنتيم سنويا، وكان هذا المبلغ ينقص في بعض السنوات ليصل إلى 6000 درهم أو أزيد عنها بقليل، حسب عدد المرات التي تذاع فيها أعماله الفنية.
محمد أباعمران، المزداد سنة 1932 دخل عالم التمثيل في سنة 1993، بالشريط الأمازيغي واسع الانتشار«بوتفوناست والأربعين حرامي»، ذي الأجزاء الثلاثة، والتي بتت من جديد بعد تفويتها للقناة الأمازيغية، كما سجل قبل ذلك التاريخ ببضع سنوات قليلة أشرطة أخرى غنائية مرئية، إضافة إلى خزانة أغان تمتد من فترة الاستعمار.
يستنكر أباعمران المآل الذي بلغه الفنان، والتراجع الخطير الذي مس حقوق التأليف كما يطالب بفتح تحقيق في ما اعتبره إهانة، بعد تسليمه شيكا بقيمة 633 درهما في الألفية الثالثة، فيما كان في أواسط القرن الماضي، الذي كان فيه انتشار الأعمال الفنية محدودا، يتقاضى أضعاف المبلغ 10 مرات.
راسل أبا عمران المكتب المركزي لحقوق التأليف في فرنسا للبت في شكواه، كما رفض أن يصرف الشيك، رغم مرور أزيد من خمسة أشهر على استلامه، معتبرا أنه سيحتفظ به ليخلفه لأبنائه الذين اختاروا الطريق نفسه، حتى يذكرهم أن مسارهم محفوف بالمخاطر وحقوقهم الفنية في كف عفريت. 81 سنة هو سن محمد أباعمران الحالي، يعاني المرض في صمت، ويعالج بمساعدة بطاقة الفنان، ويشكر الله أن هذه البطاقة التي جاءت بأوامر ملكية، استطاعت أن تغطي جزءا مهما من مصاريف العلاج، فلولاها لوجد نفسه يئن ويستجدي المحسنين.
رحلة بحث أباعمران عن حقوقه المختفية بمكتب حقوق التأليف بالرباط، ليست وليدة اليوم، بل انطلقت منذ كان عبد الله أزماني وزيرا للثقافة، إذ حينها كان يشكو انقطاع توصله بالمستحقات، فاستقبله الوزير في مكتبه، قبل أن يبدأ مساطر أخرى انتهت حينها باكتشاف ملفات كثيرة لفنانين أصحاب حقوق معلقة، وتميزت الفترة بحذف الرسم الخاص بحقوق التأليف التي يدفعها المنتجون، كما طرق أبوابا أخرى وظل يصرخ وينادي بحقه كاملا خلال كل الفترة السابقة، واليوم رغم محنة المرض مازال أباعمران مصرا على إيصال صوته إبلى من يهمهم الأمر، منددا بمصير الفنانين من أمثاله، إذ عوض الاعتناء بهم ومدهم بحقوقهم كاملة مازالوا يستفسرون ويتساءلون، من غير وجود من يرد على استفهاماتهم.

المصطفى صفر

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )

Comments are closed.