الرئيسية الصحة أياد تتربص بالرضع داخل مستشفيات الولادة

أياد تتربص بالرضع داخل مستشفيات الولادة

كتبه كتب في 26 مايو 2013 - 10:05

اختطاف الرضع من المستشفيات كابوس مرعب عاشت تفاصيله بعض الأمهات، لأن أيادي خفية كانت تتربص بأبنائهن وتحاول سرقة الفرحة التي انتظرنها تسعة أشهر.. داخل مستشفيات الولادة كادت هؤلاء الأمهات يحرمن من مواليدهن إلى الأبد لولا لطف الأقدار، التي وضعت المتورطين بهاته الجرائم في قبضة القانون وأعادت إليهن فلذات أكبادهن.

شاء القدر لسهام أن تحرم من نعمة الإنجاب، وتتجرع مرارة العقم، وهي التي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من العمر، لينضاف إلى حزنها نتيجة استحالة معانقتها لحلم الأمومة الخوف من تخلي زوجها عنها، خاصة بعدما أكد لها الطبيب الذي أخضعها لعدة فحوصات طبية أنها لن تستطيع الإنجاب.

أمومة مسروقة

بلغ هوس سهام بالحصول على رضيع ذكر ذروته، بعد أن بدأ زوجها يهددها بالطلاق إذا عجزت عن الإنجاب، لتقرر ادعاء الحمل، حيث قررت أن تضع قطعا من الثوب في بطنها لتوهم الجيران والأقارب بحملها، وتمشي كما الحوامل، في انتظار إيجاد حل لهذه الوضعية.

عادت سهام في غشت من سنة 2007 لإجراء فحوصات إضافية، جعلتها تتأكد أن حالتها ميؤوس منها، لذلك تقوى على المضي في مخططها إلى نهايته.

ومع اقتراب موعد الوضع المفترض، فكرت المتهمة في تبني طفل رضيع، إلا أنه تعذر عليها ذلك، فبدأت تتردد على مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية، لتتحين فرصة سرقة طفل ذكر، إلى أن وجدت المناسبة سانحة في أحد أيام يناير الباردة.

أوهمت سهام الأم هناء التي كانت تحمل مولودها ياسين بأنها ممرضة، جاءت لتقدم لها الرعاية اللازمة التي تحتاج إليها بعد الولادة، وسألتها إن كانت تشعر بألم، وأحضرت لها دواءا ضد الأوجاع، تبين بعدها أنه مخدر، وأخذت الطفل لتعتني به وتعالج حبل «سرته»، ثم لاذت بالفرار، تاركة أسرة الطفل ياسين تكتوي بنار الفراق وتصيغ أبشع السيناريوهات حول مصير ابنها المختطف.

تناسلت الإشاعات التي رددها سكان المحمدية، وذهب بعضهم إلى القول إن الخاطفة أرادت الانتقام من عائلة ياسين لأسباب اختلفوا في ذكرها، في حين أشاع آخرون أن المرأة الخاطفة تنتمي إلى عصابة نشاطها الرئيسي سرقة الأطفال الرضع وبيعهم إلى شبكات دولية تتاجر في الأطفال.

«قابلة» تكشف عملية الاختطاف

لم تدم فرحة سهام بالمولود الجديد أكثر من ثمانية أيام، فحفل العقيقة الذي ستقيمه لتأكيد أمومتها سيكون الخيط الذي سيقود رجال الشرطة إلى اكتشاف جريمتها، فمن ضمن المدعوات كانت إحدى جاراتها التي تعمل مولدة.

كانت تصرفات سهام طيلة الشهور التي ادعت فيها الحمل تثير في نفسها العديد من الشكوك والتساؤلات، خاصة أن علامات الولادة لم تكن بادية عليها، وبعدما علمت أن سهام أخبرت عددا من جاراتها أنها كانت مولدتها، التي أشرفت على عملية الوضع في المنزل.

كانت المولدة تجهل واقعة اختطاف الطفل ياسين، إلى أن سمعت الخبر في جنازة حضرتها ممرضة تعمل بالمستشفى المركزي، فتأكدت أن شكوكها كانت في محلها، ما جعلها تبلغ عنها الشرطة القضائية، التي تدخلت على الفور وشرعت في التحقيق مع سهام.

ظلت المتهمة متمسكة بالإنكار في البداية، فحتى عندما أجرت الشرطة القضائية مواجهة في المستشفى بين المتهمة باختطاف الرضيع ووالدة ياسين، خاطبت سهام هناء  قائلة «سرقو ليك ولدك، وابغيتي تاخذي مني ولدي».

سرعان ما ستضطر سهام للاعتراف بما نسب إليها من تهم، مباشرة بعد مطالبتها بإجراء فحص الحمض النووي، وأن نتائج التحليل العلمي ستمكن من التحقق من مصداقية تصريحها بأن الطفل ابنها. وهو الأمر الذي أثبتته بالفعل نتائج اختبار الحمض النووي، الذي أجراه المختبر الوطني للشرطة العلمية للدارالبيضاء، حيث أكدت نتائجه الصلة الدموية، التي تربط الرضيع المختطف بالمحمدية بوالديه.

باتت التهمة لصيقة بسهام، بعد تفتيش منزلها بتجزئة الصديق بحي العالية بالمحمدية، وحجز الملابس ذات اللون الأخضر، التي كان ياسين يرتديها يوم اختطافه، إضافة إلى العثور على حقيبة السفر الكبيرة، التي استعملتها المتهمة لإخفاء الرضيع وإخراجه من المستشفى، كما جرى العثور على المعطف الأسود، الذي كانت ترتديه خلال تنفيذ عملية الاختطاف، لتتم إحالة سهام على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، ثم على قاضي التحقيق، حيث أصر والدا الطفل ياسين على أن تنال مختطفة مولودهما العقوبة التي تستحقها.

يحاول اختطاف توأم من حضن والدتهما

مدينة الرباط شهدت بدورها في أبريل من سنة 2009 محاولة اختطاف لتوأم حديث الولادة كان المتهم فيها مستخدما بإحدى المصحات الخاصة في الثلاثينيات من عمره، حيث تم إيقافه داخل مستشفى الولادة التابع للمركز الجامعي ابن سينا من طرف الممرضين وأعوان الحراسة، بعد سماع أصوات استغاثة صادرة من إحدى الغرف المخصصة للنساء الحوامل، حيث تبين بعد ذلك بأن المتهم ادعى أنه ممرض وطلب من سيدة وضعت مؤخرا أن تسلمه التوأم لإجراء فحص طبي عليه، إلا أنها شكت في أمره فصرخت طالبة النجدة.

المتهم وبعد حضور الشرطة تبين أنه في حالة سكر واضحة، كما عثر بحوزته بعد تفتيشه على 20 قرصا مهلوسا «قرقوبي»، وأثناء الاستماع إليه نفى أن يكون قد حاول اختطاف الرضيعين، وأكد بأنه حضر للمستشفى لزيارة أحد معارفه قبل أن يقرر البحث عن مادة الكحول داخل الغرف المخصصة للنساء اللواتي وضعن مواليدهن حديثا، وبرر الأمر بكونه مدمنا منذ مدة على استهلاك الكحول.

وقد شكت الأم  في أمر المتهم خاصة أنه لم يكن يرتدي وزرة طبية فأشارت إلى أختها التي كانت موجودة معها بنفس الغرفة، والتي قامت بالصراخ وطلب النجدة ليهرع عدد من الممرضين وأعوان الحراسة إلى الغرفة، حيث تمت محاصرة المشتبه به وإيقافه إلى حين حضور الشرطة.

استمعت الضابطة القضائية للأم، ولبعض العاملين في المستشفى لمعرفة الملابسات المحيطة بالحادث وسبب وجود المتهم داخل الجناح المخصص للولادة، إضافة إلى بعض النزيلات ممن قام المتهم بدخول غرفهن، قبل أن تتم إحالته على أنظار العدالة بتهم السكر البين واستهلاك أقراص مهلوسة ومحاولة اختطاف طفل.

شادية وغزو

مشاركة