الرئيسية اراء ومواقف تجارة الدين…من الفرجة إلى التراجيديا السياسية.

تجارة الدين…من الفرجة إلى التراجيديا السياسية.

كتبه كتب في 20 مايو 2013 - 14:57

تمخض الجبل فولد فارا. تعبير مجازي مر ينطبق إلى حد بعيد على نتائج الانتخابات التي شهدتها دول الربيع العربي والتي وضعت الحركات الإسلامية في قلب السلطة لأول مرة في تاريخها.

ومناط الحكم كما يقول الأصوليون في هذه المقارنة يمكن إرجاعه إلى العلل الآتية ׃

أولا٬ الفئران كائنات مخبرية بامتياز تستجيب لجميع متغيرات التجارب العلمية بوداعة وقابلية كبيرة. والسنة الثالثة من عمر هذا الحراك الشعبي أبانت لنا عن التأقلم الغريب للتيار الإسلامي مع النظام العسكري في مصر٬ والعلمانية في تونس٬ والتقاليد المخزنية في المغرب… بل أكثر من ذلك٬ فرموز هذا التيار لايجدون غضاضة في تبرير هذه المواقف السياسية بكل ثقة وبكل تلقائية.

ثانيا٬ الخطاب الإسلامي لهذه الحركات يلتهم كل شيء في طريقه كالقوارض٬ ويبدو أن شهوة الكلام بدأت تسيطر على قياديي هذه الأحزاب الذين استهوتهم هذه الرياضة الجديدة أمام الميكروفونات وعدسات الكاميرا. تقنيتهم الوحيدة للصمود ولمواجهة النقد هي التأصيل الشرعي لممارساتهم السياسية لان التبرير بالمقدس هو استقالة للعقل وإجباره على القبول بتناقضات الواقع باسم الدين.

ثالثا٬ الاختباء خاصية أساسية في حياة الفئران. وكذلك هذه الحركات الإسلامية تختبئ … وراء الشرعية الثورية في مصر…وراء البوعزيزية في تونس…وراء المؤسسة الملكية في المغرب…وراء…

الواضح إذن أن منهج السرية الذي اتبعته هذه الحركات في بداية تأسيسها والمبني على الاختباء ما زال ساري المفعول بدليل الرهاب من اتخاذ القرارات الحاسمة والاكتفاء بالتسيير الإداري للدولة.

أخيرا٬ القانون الذي يمكن استخلاصه من فئران التجارب هذه هو الإعلان عن موت الفكر الإيديولوجي بصفة عامة والاديولوجية الإسلامية بصفة خاصة. هو أيضا إيذان بأزمة تلوح في الأفق حول العمل السياسي والنخب السياسية في العالم العربي.

في الماضي القريب كانت القنوات الفضائية تثخم المشاهد العربي بالبرامج الدينية والفتاوى المعلبة للاستهلاك السريع٬ مما ولد نوعا من التعاطف مع هذه الحركات الإسلامية والتعاطف أيضا مع هؤلاء الناطقين الرسميين باسم الإسلام. كانت الفرجة سيدة الموقف٬ ولم يكن  هذا الخطاب الديني مستفزا رغم الانتقادات الكثيرة التي استهدفته من طرف خصومه التاريخيين من العلمانيين واليسار. ومما شفع له انه كان في موقع الضحية بينما منتقدوه في موقع الجلاد. باختصار٬ كان هذا الاتجار بالدين مقبولا باستثناء الحركات المتطرفة التي سقطت في منطق العنف.

لكن وبعد تولي أمور السلطة بدأت التناقضات تطفو على السطح٬ ولم يعد بالإمكان ما كان من الاختباء والتملص من المسؤولية وخصوصا في هذه اللحظة التاريخية المصيرية من تطور الشعوب العربية والتي أبانت عن مستوى عال من الوعي السياسي مقارنة بالنخب الحاكمة المترهلة فكريا ومعنويا.

أصاب الكساد إذن هذه التجارة “المقدسة”…

فلم تصمد الشعارات طويلا أمام اكراهات التخلف…

ولم يغن الخطاب الأخلاقي عن تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية…

ولم تستطع سفينة المفاهيم التاريخية الإبحار في محيط العالم المادي…

 ولم تقو التنظيرات أو التجارب التنظيمية على الارتفاع بالواقع…

ولم يجرؤ “الفقهاء الجدد”-حسب تعبير الطوزي- على مواجهة بارونات الفساد والاستبداد…

ولم تخف اللحية سذاجة السياسي المتدين وجهله المركب بالأشياء…

لم…ولم…ولم…

لكن وبالمقابل امتدت “الأيادي الأمينة” للحركات الإسلامية وباسم المصالح العليا للبلاد أو بمسميات أخرى…لا يهم…

امتدت لإسكات صوت الحرية…والعدالة…والديمقراطية…

امتدت للإجهاز على ما تبقى من هذه الثورة العربية…

امتدت لإنهاء آخر فصل من هذه التراجيديا السياسية…

محمد أزرور

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )
  1. المقال لا تجمعه بالموضوعية والتحليل العلمي إلا الخير والإحسان.
    كل ما فهمت منه أن صاحبه يحمل حقدا دفينا ظل يغلي في صدره، ففجره في هذه السطور ،( باش إبرد على كلبو مسكين.)وصرفه على شكل فيران وقوارض.
    المشكل أنو ملتحي، وكايتكلم على واقع آخر غير الواقع لا المغربي ولا المصري ولا التونسي، بنفسية دوك القاعديين القدام اللي لا يعجبهم العجب من هاد الاسلاميين ،واخا كبار الحاقدين عليهم كاينصفوهم على الأمانة والثقة بل والكفاءة والإخلاص للوطن والمواطنين.أما هاد خينا، بحال إلا جاي من شي جزيرة أخرى. أو انو كايصفي شي حسابات خاصة مع الإسلاميين. الله إعفو.

  2. Je trouve que c’est une bonne analyse sauf que je ne suis pas d’accord avec le terme “révolution arabe” , car la tunisie et la lybie sans aussi amazighes

Comments are closed.