الرئيسية مجتمع حكايات عن الاغتصاب والاختطاف والقتل ضحاياها أطفال أبرياء

حكايات عن الاغتصاب والاختطاف والقتل ضحاياها أطفال أبرياء

كتبه كتب في 19 مايو 2013 - 11:27

اعتداءات عنيفة لا تراعي أجسادهم الغضة.. جرائم اغتصاب زجت بهم قبل الأوان في عالم لا يعنيهم من بعيد أو قريب.. عمليات قتل بشعة تروم التخلص من أجساد صغيرة قد تكشف تفاصيل ما تعرضت له.. عمليات سرقة تفاوض على أبوة وأمومة كاذبة… هذا ما تتعرض له فئة لا يستهان بها من أطفال المغرب الذين تحرك قصصهم الأليمة مكونات المجتمع المدني، الذي سرعان ما يعود إلى حالة كمونه، بانتظار قصة مأساوية أخرى…

ولج الحي معتمرا قبعته الزرقاء..توجه إلى عتبة المنزل حيث كانت تجلس الطفلة التي لم تفارق بعد رضاعتها. انتهى المشهد عند هذه النقطة بعد أن كان من المقرر إعادة تمثيل أطوار جريمة تارودانت التي نفذها المعتدي المدعو “مول الطربورتور” البالغ من العمر 30 عاما، بحق فطومة الغندور التي لم تكن تعتقد أن جسمها الطفولي سيكون محط أطماع من معتد يفوق عمرها بتسعة أضعاف.

تارودانت.. اغتصاب وخنق

انهار المجرم بين يدي رجال الأمن، لكن بعد فوات الأوان، وبعد أن تمكن من إزهاق روح بريئة، من خلال خنقها، ودفن جسدها تحت الأحجار والمتلاشيات بمكان مهجور، وذلك بعد أن قام بإغتصابها وهو في حالة سكر.
حادثة فطومة وعلى الرغم من بشاعتها، ليست بالشيء الجديد على مدينة تارودانت، حيث سبق لأطفال المنطقة أن عايشوا رعبا حقيقيا على يد الحاضي، أو سفاح تارودانت كما يصفه البعض، حيث عمل الحاضي على استغلال الظروف القاسية التي يعيشها مجموعة من الأطفال المشردين الذين يتخذون من جوار المحطة الطرقية لمدينة تارودانت مسكنا لهم.
استسلم الصغار لكرم الحاضي الذي لم يتردد في تزويدهم ببعض الطعام، معتقدين أن الأقدار قد جادت عليهم بحضن دافئ بعد أن رمتهم الأقدار إلى الشارع، وقد وجد في دعوتهم إلى المبيت داخل بيته البلاستيكي خير طعم، بعد أن كان كل مدعو يعتقد بأن الأقدار ابتسمت له أخيرا، أو أنه وجد ركنا آمنا ينام فيه، بعيدا عن المحطة.
داخل البيت البلاستيكي، تتغير طقوس اللعبة، ليتحول الحاضي من شخص ودود، إلى مجرم بدون شفقة، يقوم بتخدير ضحاياه من الأطفال، وتكبيلهم، واغتصابهم، ثم خنقهم ودفن جثتهم تحت السرير الذي ينام فوقه “مرتاح البال”. بعد ذلك سيضطر الحاضي إلى استخراج الجثت بعد أن وصل لعلمه أن صاحب البقعة الأرضية التي يقيم فوقها بيته البلاستيكي، قرر إقامة مبنى فوق تلك البقعة، وهو ما دفعه إلى استخراج بقايا الجثت التي بلغ عددها ثمانية، ورميها في الواد الواعر.

الواد الواعر.. يلفظ جماجم الأطفال

بعد أيام سيلفظ الواد الواعر بقايا الجثت، التي كشف الطب الشرعي أنها تعود لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10و17 سنة، وقد مر على اغتصابهم وخنقهم ثلاثة سنوات. وحدها الأقدار ستضع الحاضي في طريق فريق البحث، وذلك بعد أن وجد أحد أعضائهم ورقة مكتوب عليها عبارة ” hadi”، التي شكلت بداية بحث جديدة قادت رجال الشرطة نحو تسليط الضوء على اسم الحاضي، حيث اكتشفوا أنه بائع مأكولات خفيفة بالمحطة الطرقية التي شكلت نقطة التقاء بين كل الأطفال الضحايا.
على الرغم من وجود نقاط تشابه بين الحاضي و”مول الطربرطور”، حيث ينتمي القاتلان لنفس المنطقة، كما أنهما اعتمدا على الخنق كوسيلة لقتل الضحايا، إضافة إلى وجود علاقة قرابة بين أحد ضحايا الحاضي والطفلة فطومة، غير أن قاتل الطفلة فطومة دخل في حالة انهيار بعد اعترافه بجريمته التي اقترفها وهو في حالة سكر، على عكس الحاضي الذي صدم المحققين ببرودة أعصابه وتماسكه.
أصبح ملف سفاح تارودانت جزءا من الأرشيف الأمني، دون أن يتم التسليط على الكثير من المعطيات التي من شأنها منع وقوع حوادث مشابهة، ومن ضمنها أن الجاني عاش طفولة صعبة بعد وفاة والدته، مع تعرضه إلى اغتصاب جماعي حوله إلى شخص منكسر، مما جعله يثأر على طريقته من خلال اغتصاب أطفال آخرين، غير أن الحاضي اختار إعفاء ضحاياه من تذوق معاناة تشبه معانته، لذا قرر قتلهم خنقا.
قصة الحاضي تنتظر إعادة فصولها في أكثر من بؤرة من بؤر المغرب المهمش، حيث يوجد مئات المشردين الذين لا يلتفت الكثيرون لمآلهم، ولما يتعرضون له من اعتداءات قد تجعل من بعضهم معتد ينتظر الفرصة المناسبة ليذيق طفلا آخر مرارة ما تعرض له.

«الطفل كان مستغلا منذ القدم»

توالي الاعتداءات جعل الكثير من منظمات المجتمع المدني تطالب بردود فعل قوية لمواجهة ظاهرة الاعتداء على الأطفال، التي ترى الباحثة في علم النفس الاجتماعي، خلود السباعي أنها ليست بالظاهرة الجديدة، «لأن العنف يرتبط بالإنسان منذ ظهوره، وعلى مر التاريخ يمكن القول إن الطفل كان يعامل كشخص بالغ دون أن تكون له حقوق يتمتع بها، لذلك يمكن القول إن الطفل كان مستغلا منذ القدم، كما أنه كان معرضا للعنف بكل أنواعه، لكن ما اختلف اليوم هو أن الحديث عن المسألة أصبح شيئا متاحا، وبشكل مركز بعد أن ارتفعت وتيرة ظاهرة الاعتداء على الأطفال، التي من المؤكد أنها كانت منتشرة من قبل، لكن بقسط صغير» تقول خلود السباعي.
استغلال الطفل كما أشارت له السباعي، يتم منذ القدم، ويتخذ الكثير من الأشكال، مثل التعنيف، والضرب، والمعاملة اللإنسانية التي تتعرض لها الطفلات الخادمات داخل البيوت على وجه الخصوص، غير أن جرائم الإغتصاب تبقى الأكثر ترويعا، وقد سبق للمرصد المغربي لحقوق الطفل أن أشار إلى أن نسبة الإعتداءات الجنسية على الأطفال شكلت 18 في المائة من مجموع الحالات التي توصلت بها مراكز الاستماع وإعادة التأهيل التي تشرف عليها الهيئة. وصنف المرصد حالات الإعتداءات الجنسية على الأطفال حسب طبيعة المعتدي، حيث وجد أن 43 في المائة من المعتدين غرباء، و21 في المائة من الجيران، بينما شكلت الإعتداءات الممارسة من طرف المعلمين 9 في المائة، و7 في المائة من طرف الأطر الإدارية، و 6في المائة من الحراس، كما أشارت معطيات المرصد إلى كون الإعتداءات الجنسية تهم الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 7 إلى 12سنة، وهو ما يشكل جرحا نفسيا يصعب على الطفل تجاوزه في حال أبقى عليه المغتصب حيا.

مريم من المحمدية.. اغتصبت وقطعت جثتها

بعد أسبوعين من إعلان إختفائها، وجدت مريم البالغة من العمر ثمان سنوات، مقطعة إلى أشلاء داخل مجموعة من الأكياس البلاستيكية التي عثر عليها مرمية بخلاء مجاور للمعهد الصناعي التابع للتكوين المهني بحي الراشدية بالمحمدية.
هول المشهد أنهى حلم الأسرة بعودة الطفلة سالمة إلى أسرتها، لتتبخر بعدها آمال الأسرة التي كانت تستبشر خيرا بمستقبل ابنتها التي سقطت بكل براءة في فخ صاحب الدكان المجاور لمدرسة الفلاح، حيث اعترف الجاني بأنه أقدم على إغراء مريم ببعض الحلوى ليستدرجها داخل الدكان، ومن تم أقدم على اغتصابها، ثم طعنها بالسكين، وتقطيع جثتها إلى أطراف، ثم دفنها داخل الدكان، غير أن ارتفاع درجة الحرارة جعل رائحة كريهة تنبعث من الدكان، مما دفعه إلى استخراج الجثة، والتخلص منها****** تحت أنظار بعض الأطفال الذين اقتربوا من الأكياس ليجدوا أشلاء بشرية، مما دفعهم لإبلاغ الشرطة.
توصلت التحريات إلى الجاني البالغ من العمر 36سنة، لكن اكتشافه لم يعوض خسارة الأسرة التي فقدت ابنتها بطريقة وحشية دفعت بسكان حي الراشدية إلى الخروج في مسيرة تندد بغياب الأمن.

«الأطفال المهمشين .. ضحايا متاحين»

قد يكون غياب الأمن من بين العوامل التي أدت إلى ارتفاع وتيرة الاعتداء على الأطفال، وفقا لرأي الكثير من المواطنين، لكن الباحثة في علم النفس الإجتماعي، خلود السباعي سلطت الضوء على عوامل أخرى بطريقة أكثر موضوعية بعيدا عن الآراء العاطفية للكثير من أولياء الأمور الذين يتملصون من مسؤوليتهم المباشرة في بعض الحوادث، من خلال إهمال رعاية الأطفال، وعدم توفير الرعاية اللازمة، وترى السباعي أن الظاهرة برزت أكثر خلال السنوات الأخيرة بسبب «ارتفاع وتيرة الهجرة من البوادي نحو المدن الكبرى، مما سمح بإفراز وانتشار دور الصفيح، واتساع الهوة بين المواطنين بظهور الفوارق الطبقية، مع ارتفاع في العديد من الممارسات السلبية مثل استهلاك المخدرات بمختلف أشكالها، وتناول الخمر… كما لا يفوتني هنا أن أستحضر معطى إهمال الآباء الذين لا يوفرون الحماية اللازمة للأطفال داخل هذه البيئة غير الآمنة، خاصة داخل دور الصفيح والأحياء الهامشية، وهو ما يجعلنا نلاحظ أن الظاهرة مرتفعة أكثر بين صفوف الفقراء والمهمشين بالمقارنة مع الأطفال داخل الطبقات المتوسطة والميسورة وذلك لوجود بعض شروط الحماية لأبناء الميسورين، على عكس الأطفال داخل البيئة المهمشة الذين أصبحوا ضحايا متاحين في الظروف المعاصرة»، تقول السباعي التي استحضرت دور الإعلام في تسليط الضوء على حوادث الاعتداء على الأطفال بعد أن كانت جزءا من المسكوت عنه، «أعتقد أن الإعلام من العوامل التي يجب استحضارها للحديث عن استفحال الظاهرة، لأن الكثير من الآباء تمكنوا من تجاوز هذا الطابوا ونجحوا في الحديث عن هذا المصاب أمام الملأ».

سمسرة في أجساد الأطفال لصالح الأجانب

حديث الآباء أمام الملأ كشف مع الوقت أنه لم يغير شيء، بإستثناء إسقاط القناع عن الوجه البشع للخطر الذي يتهدد أطفال المغرب، خاصة ما يتعلق بجريمة الإغتصاب التي لم تقتصر على معتدين مغاربة، حيث أصبح العديد من الأطفال عرضة للإستغلال الجنسي من طرف الأجانب.
داخل محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، تبادل الحاضرون عبارات الاستهجان والاستنكار وهم يتابعون الطفلة دعاء**** التي انخرطت في اللعب مع أحد الأطفال، دون أن تكترث للأعين التي تتفحصها، وتتعاطف معها بعد أن تعرضت للاستغلال الجنسي من طرف صحفي فرنسي يبلغ 60 سنة.
قضية الطفلة دعاء كشفت عن أكثر الوجوه بشاعة في استغلال الأطفال، حيث كانت الطفلة ضحية بعض قريباتها التي استغلت ثقة جدة دعاء لتقوم بالسمسرة في جسدها لصالح الصحفي الفرنسي المدعو إيفون ألبير كييو، والذي ثبت تورطه في قضية مشابهة داخل فرنسا، مما جعل زوجته تطالبه بالطلاق بعد أن أصبح مهددا بالحبس 13 سنة.
نجح الصحفي في الفرار إلى المغرب، ليواصل نشاطه في الاعتداء على الأطفال، وذلك من خلال الإستعانة بشابتين كانتا تترددان على شقته بالتناوب بصفتهما خادمتين، غير أن مهمتهما الموازية هي العمل على إحضار طفلات تتراوح أعمارهن ما بين الخمس والسبع سنوات، ليمارس عليهن الكهل ممارساته الشاذة.
وحدها سميرة جدة الطفلة دعاء تمكنت من إمتلاك الجرأة للتبليغ عن الواقعة أمام دائرة السور الجديد بمنطقة البيضاء أنفا، وذلك بعد أن اكتشفت بالصدفة وجود أمر غريب من خلال عبارة شقيقة إحدى المتهمات التي تدعى سلوى، «زارتني كوثر شقيقة سلوى، وأخبرتني أن شقيقتها ستسافر للعمل في الخارج، وأنها هي من ستتولى مهمة أخذ البنات إلى إيفون» تقول الجدة التي صدمت عند سماع هذه العبارة، أنها اعتقدت أن سلوى كانت تأخذ حفيدتها في خرجات نحو مطاعم العاصمة، دون أن يتسرب الشك لنفسها على الرغم من عودة حفيدتها محملة بالهدايا بعد كل “نزهة” تقوم بها رفقة المدعوة سلوى.

ابتدائية البيضاء تنصف دعاء

راود الشك الجدة، وألحت في معرفة هوية الشخص، وما السر في أخذ الطفلات الصغيرات له، لتخبرها كوثر أنه مجرد رجل عاقر يحب الأطفال ويعمل على تعليمهم القراءة، والكتابة، والعمل على الحاسوب، مع توزيع الحلوى عليهم.
لم تستسغ الجدة التبرير، لتحاصر حفيدتها بمجموعة من الأسئلة، فكانت أجوبتها صادمة بعد أن اكتشفت أنها كانت تستغل داخل شقة الفرنسي رفقة بعض الطفلات اللواتي صادفتهن على التوالي خلال تواجدها بشقة الفرنسي، وقد وصفت دعاء أمام المحكمة ما كانت تتعرض له من استغلال، حيث كانت احدى المتهمات تعمل على نزع ملابسها، رفقة طفلة تبلغ من العمر 12 سنة، مع تشغيل أشرطة إباحية حتى تتمكن الطفلتين من محاكاة ما يشاهدنه. وقد كشفت اعترافات المتهمات على معطيات صادمة، عندما اعترفت إحداهما أن عملت على أخذ شقيقتها الصغرى للفرنسي الذي كان يوثق ممارساته من خلال أخذ صور شاذة لضحاياه، وتخزينها داخل مفتاح يوسبي تمكنت إحدى المتهمات من سرقته حتى تتمكن من إبتزاز المتهم للحصول على مبالغ مالية.
مواجهة المتهم ببعض الأدلة لم ينل من هدوء أعصابه، مثل عثور الشرطة على كمية من الحلوى داخل منزله والتي سبق للطفلة أن قالت أن المتهم كان يقوم بتوزيعها على الطفلات، إضافة إلى وجود ندبة أسفل بطنه أشارت لها الضحية خلال التحقيقات.
«الحلوى أستعملها من أجل الاقلاع علي التدخين.. ومكان الندبة قد تكون الطفلة لمحته عند وجودها بالشقة، لأنني عادة ما أرتدي سروالا فقط دون قميص خلال فصل الصيف.. » هكذا قرر المتهم إسقاط سهام التهم الموجهة إليه، وهو يتحدث بنبرة هادئة داخل المحكمة، على عكس شريكتيه في الجريمة اللتين استعانتا بالأيمان المغلظة لإسقاط تهمة تكوين عصابة إجرامية وهتك عرض قاصرات يقل سنهن عن 18سنة باستعمال العنف.
لم تفلح الأيمان الكاذبة، والنفي من إسقاط التهم، حيث صدر الحكم بـ 12سنة حبسا نافذا بحق المغتصب، و 8 سنوات في حق شريكتيه من أجل جناية المشاركة في هتك عرض قاصرات. لكن الملفت في هذه القضية، هو أن دعاء ليس الأسم الوحيد الذي تم ترديده داخل قاعة المحكمة، حيث ورد اسم العديد من الفتيات، مثل سناء، أميمة، رجاء، فاطمة الزهراء، وهن من أسماء الضحايا المفترضات اللواتي أشارت الضحية دعاء أنها التقتهن بصورة متفرقة داخل بيت المتهم، وأن من بينهن قاصرات يكبرنها سنا، وقد كن يوجهنها لاختيار الوضعيات المناسبة التي تحاكي ما رأينه داخل بعض الأشرطة الإباحية.
كما أشارت جدة الضحية أنها قامت بزيارة بيت طفلة لم يتعدى سنها العامين والنصف، سبق لإحدي المتهمتين أن أخذتها لشقة المتهم، إلا أن والدة الطفلة لم ترغب في تقديم شكاية حسب رواية الجدة .. وهو ما قد يجعل من كل طفلة اصطحبتها واحدة من المتهمتين ضحية قد ترغب أسرتها في التكتم عن حالتها.

اختطاف ومتاجرة

نجحت جرائم القتل والإغتصاب التي تستهدف الأطفال، في حجب نوع آخر من الجرائم التي لا تقل بشاعة، وهي جرائم الإختطاف التي يطويها النسيان في الغالب دون التوصل لمآل المختطف، سواء كان رضيعا اختفى في ظروف غامضة داخل المستشفى، أو طفلا في سنواته الأولى لم يبقى منه سوى صورة للذكرى، ولحث المتابعين على تقديم المساعدة من خلال عرضها على برامج توجيه نداء للمختفين، أو ركن المتغيبين.
حل جزء من اللغز جاء من خارج الحدود المغربية، وتحديدا من الجارة الإسبانية التي كشفت من خلال تحقيقات أجراها الحرس المدني الإسباني عن وجود شبكة منظمة للمتاجرة أو سرقة الأطفال الرضع من المغرب لصالح أسر إسبانية.
قبل دخول الحرس المدني الإسباني على الخط، تم تداول الموضوع بين العديد من الجمعيات، والمجموعات الناشطة على صفحات التواصل، غير أن الموضوع لم يؤخذ على محمل الجد بسبب غياب الوثائق التي تؤكد إتهامات جهات أجنبية بسرقة آلاف الأطفال المغاربة.
يعتقد البعض أن الرقم مبالغ فيه، لكن نتائج التحقيقات الأولية الصادرة عن الحرس المدني، تفيد أن بداية هذا العمل المشبوه تم تحديده ما بين 1978و1985، حيث كانت شبكة متاجرة في الرضع تتكون من 31شخصا، تقوم باستدراج مجموعة من الأمهات العازبات، أو المعوزات لبيع أبنائهن إلى أسر إسبانية، أو تعمل على اختطاف المواليد بعد الوضع مع إيهام الأسرة بوفاة الطفل خلال الوضع. وقد أثبتت التحقيقات الأولية عن وجود 28حالة سرقة، في الوقت الذي أصبح من الصعب الإمساك بكل الخيوط بعد وفاة 11 عضوا من الشبكة التي ضمت مجموعة من الراهبات، والأطباء، الإداريين… وهو ما سهل عملية الحصول على شواهد ميلاد مزورة، توهم بأن المختطفين أبناء بيولوجيين للأسر الإسبانية.

سكينة بنزين

مشاركة