الرئيسية الصحة أطباء يفتحون النار على برامج التداوي بالأعشاب

أطباء يفتحون النار على برامج التداوي بالأعشاب

كتبه كتب في 16 مايو 2013 - 10:34

أطباء قلقون ومرضى ساءت حالتهم الصحية. هي حصيلة لواقع غير مريح حملته شكايات مرضى اختاروا التداوي بالأعشاب دون اتخاذ احتياطات، ثم تقارير طبية لأطباء في القطاعين العام والخاص، حذرت من خطورة استمرار الوضع. فمنذ أيام يشير -مصدر طبي- تواترت الحالات والشهادات المؤلمة لمرضى «خذلتهم» وصفات «العشابة». من هذه الحالات بعض االمصابين بمرض السكري اعتقدوا أنه يمكن القضاء على المرض المزمن نهائيا بتناول أعشاب محددة فقط، فاختاروا التخلي عن تناول الأدوية، وأقلعوا عن اتباع الحمية الغذائية. والنتيجة، يقول المصدر «إصابتهم بنزيف داخلي حاد نتيجة مكونات هذه الأعشاب، ثم عودة جميع أعراض الداء المزمن». لكن المثير في الأمر أن الوصفات العشوائية لعينة من المرضى كان مصدرها ««عشابة» يدعون على أمواج الإذاعات الخاصة قدرتهم على وصف العلاجات لكافة الأمراض حتى المرمنة منها.

أمام هذا الوضع كان لابد من التحرك. النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر وعلى لسان كاتبها العام الدكتور محمد بناني الناصري، كانت أكثر وضوحا، عندما قال بلهجة حادة لاتخلو من امتعاض «لدينا تقارير طبية لمرضى كانوا يتابعون العلاج لدى أطباء، تخلوا عن متابعته وتعويضه بالأعشاب، فساءت حالتهم الصحية كثيرا». المسؤول تابع قائلا «نتساءل في استغراب، كيف يمكن لوصفات بالأعشاب أن تعالج أمراض خطيرة كالسرطان والضغط الدموي، بل وحتى السكرى؟!». بناني الناصري الذي وضع الأصبع على الداء، أضاف موضحا «ما نتابعه في عدد من البرامج اليوم هو جريمة في حق المواطنين، وتغليط للرأي العام، بل واستغلال للأمية المتفشية في صفوف المقبلين على هذا النوع من البرامج».
المسؤول دعم تصرحاته بمضامين تقارير طبية لأطباء القطاع. تقارير كانت دافعا لمراسلة الوزير الوصي على القطاع الصحي «لقد طالبنا الوزير بضم هذه النقطة في جدول الأعمال، وعرضها على رئيس الحكومة والجهات المسؤول، فلا يعقل أن نقف مكتوفي الأيدي». مراسلة النقابة الوطنية، انتقدت الجهة الوصية لعدم بذلها لأي مجهود، من جهة، واستغرابها من جهة أخرى «كيف لانجد بالموازاة برامج للتربية الصحية على قنواتنا الوطنية، وأمواج الإذاعة تناسب تلك النسبة المخصصة لهذا النوع من البرامج» يتساءل المسؤول.
الوردي لم يتأخر طويلا في التحرك. الوزير الوصي على القطاع يتدخل ويراسل الجهة المسؤولة. كان ذلك بداية الأسبوع الجاري. الرسالة الموجهة إلى الهيئة العليا للسمعي البصري، وهي المؤسسة المسؤولة عن تتبع ومراقبة البرامج في وسائل الإعلام المرئية والسمعية، حملت مطلبا رئيسيا واحدا. إنه التدخل لوقف بث مجموعة من البرامج المقدمة في الإذاعات الخاصة. برامج وصفتها المراسلة بكون «مقدميها لا يترددون في تقديم وصفات علاجية بالأعشاب تشكل خطورة على صحة المواطنين». وفي انتظار أن تتحرك «الهاكا» لمراقبة ووقف هذه العينة من البرامج، لم يجد بعض المرضى من طريق أمامهم إلا عالم الأعشاب للتخفيف من آلامهم. لجوؤهم إالى العشابة ليس اختيارا أو «موضة» للتداوي، بل بكل بساطة لأن إمكانياتهم المادية وغياب التغطية الصحية، كانت االعائق الرئيسي أمام بحثهم عن علاج مضمون لدى الأطباء وبتكلفة معقولة تغنيهم عن وصفات «العشابة» على أثير الإذاعات.

مشاركة