الرئيسية عدالة حواجز وتعزيزات أمنية من أكادير وهوارة لإعادة تمثيل اختطاف وقتل…

حواجز وتعزيزات أمنية من أكادير وهوارة لإعادة تمثيل اختطاف وقتل…

كتبه كتب في 13 مايو 2013 - 16:41

كل الرودانيين خرجوا ليتابعوا المتهم وهو يعيد تمثيل وقائع قتل الطفلة الصغيرة فطومة. احتشدت الساكنة بثلاث نقط أساسية سلكها ” مول التريبورتور ” قبل الإقدام على خنق هذه الطفلة وردمها وسط المنزل المهجور حيث اغتصبها وقتلها . قدمت التعزيزات الأمنية من أكادير وأولاد تايمة، ووضعت الحواجز في النقط التي كان من المنتظر أن تمثل فيها بعض المشاهد، لكن لم يتمكن رجال الأمن أن تمر كل وقائع عمليات الاختطاف والاغتصاب والقتل بسلام فتم إلغاء ما تبقى منها وقد أحيل المتهم خلال أمس الأحد على الوكيل العام للملك في حالة اعتقال.

في حدود الساعة الحادية عشرة من يوم أول أمس السبت، احتشدت الجماهير الغفيرة وسط الأزقة المؤدية إلى بيت أسرة الطفلة القتيلة بحي جنان أخياط، وفجأة لاح للجموع يونس الملقب ب” افريميجة مول التريبورتور” محاطا بعدد كبير من رجال الأمن من كل جانب قصد حمايته من أي تصرف قد يصدر عن الأمواج البشرية الغاضبة.
والي أمن أكادير أشرف بنفسه على عملية إعادة تمثيل الجريمة، وتبين له ولبقية المسؤولين الأمنيين أنهم أمام أصعب عملية إعادة تمثيل وقائع جريمة، فاكتفوا بعملية خطف الطفلة من أمام بيتها، وأتموا باقي وقائع مسرح الجريمة داخل مقر الأمن الإقليمي بتارودانت.
أمام بيت الأسرة، نزل المتهم منهارا وبدا متأثرا من حجم الجماهير المحتشدة بالمكان.. فخارت قواه واستسلم للبكاء، وضع المتهم على رأسه نفس القبعة التي كانت موضوعة على رأسه يوم جاء لاختطاف فطومة؛ ما أن ظهر حتى تعالت الصرخات المطالبة بعقوبة الإعدام. وكان جانب من الحشود يتدافع محاولا اختراق الحواجز الأمنية المقامة بمحيط بيت الأسرة لينقض عليه. الحواجز الحديدية اصطفت أمامها قوات الأمن والقوات المساعدة، وقد خشي رجال الأمن في لحظة من أن تتدفق الجموع الغاضبة نحو المتهم أو أن ترميه بالحجارة من فوق السطوح فاضطرت لأن تلغي باقي وقائع الجريمة. فالمتهم أعاد تمثيل واقعة خطف فطومة من أمام البيت وحدها من خلال دمية صغيرة قام بضمها إلى صدره ممتطيا دراجة عادية.
وداخل الأمن الإقليمي، قام المتهم بتجسيد مشهد وقوفه أمام البقال. طلب البيسكوي وكأسا من اليوغورت، ووحدة من الحفاظات وليظهر للبقال بأنه أب الفتاة أو قريبها. قام بتقبيل الصغيرة، ومضى بها فوق دراجة هوائية. المحطة الثالثة التي جسد المتهم وقائعها، هي لحظة دخوله البيت المهجور. مباشرة وضع جانبا اليوغورت والبيسكوي، والحفاظة وتفرغ لاغتصاب الطفلة ذات السنتين وسبعة شهور بوحشية كما أشار إلى ذلك التقرير الطبي. أغلق فم الضحية ليمنعها من الصراخ. وعندما قضى وطره، قرر التخلص منها بخنقها حتى فاضت روحها، وطمر جسدها الصغير تحت التراب والمتلاشيات التي يعج بها هذا المكان.
بلغ عدد شهود الإثبات خلال إعادة تركيب مشاهد الاختطاف ثلاثة:
الأولى: طفلة عمرها 13 سنة من جارات أسرة الضحية، قالت له حط فطومة فنهرها بقوله: ” خلي البنت تلعب، واديها فراسك سيري قابلي شغلك”. صعدت الشاهدة في الحين لتخبر جدة الضحية بما وقع، وعند خروجها لم تجد لها أثرا.
الثانية: محل البقال، بعدما أكد التاجر أن المتهم الماثل أمامه، اقتنى اليوغورت والبيسكوي وحفاظة.
الثالثة: الشاهد الذي رأى الجاني بموقع الجريمة، فقد دخل المكان المهجور من أجل البحث داخل المهملات والفضلات عن حاوية صباغة، فخرج إليه المتهم ونهره بقوله: ” سير خليني نقضي حاجتي متظاهرا بأنه يتغوط”، وبالفعل مضى الشاهد الثالث إلى حال سبيله، وفي المساء سمع أن شخصا اختطف طفلة، وارتاب في أمر الشخص الذي نهره ليمضي إلى المكان المهجور وأخضعه لبحث دقيق أسفر عن الكشف عن جسد فطومة الصغير مطمورا، ولم يتردد في التوجه إلى مصالح الأمن ليخبر بعثوره على جثة فطومة.
المتهم من مواليد 1983 يتيم الأب والأم، يقطن مع إحدى أخواته بتارودانت. دخل قفص الزوجية مدة أسبوع، ثم انفض هذا العش لغياب التفاهم بين الشريكين، وبعد انتهاء زوج الأيام السبعة، استمر ” فريميجة ” في الإدمان على ماء الحياة، كما عرف بمعاكسته للأطفال. اشتغل أول الأمر بالمقاهي لمدة، بعدها سائق كوتشي بالمدينة. ومع ظهور الدراجات الثلاثية العجلات، اقتنى واحدة وبواسطتها ظل يتدبر مصروفه اليومي الذي يمضي معظمه في الإدمان، وهو من ذوي السوابق في مجال السكر العلني والعربدة.
فطومة واحدة من ثلاث بنات يعشن في عهدة الأم عزيزة بعد تطليقها من قبل زوجها الموسيقي. تكدح الأم من أجل بناتها بالاشتغال داخل إحدى الحمامات.
ووري جثمان الطفلة الثرى بمقبرة باب الخميس، بعد عصر يوم السبت في جو مهيب، وسار خلفها مئات الرودانيين. تجرعت فطومة كأس الموت قبل أن تتذوق “طعم الصنارة” (كأس اليوغورت والبيسكوي) الذي تحول بعد ذلك إلى دليل إثبات عثر عليه بمسرح الجريمة، كما تحولت حفاظتها إلى كفن..!!!

سوس بلوس

مشاركة