الرئيسية عدالة فواجع تارودانت: اعتراف مول التريبورتور باغتصاب وقتل الطلفة فطومة، الخادمة فاطم ونكبة حريق المسجد الكبير

فواجع تارودانت: اعتراف مول التريبورتور باغتصاب وقتل الطلفة فطومة، الخادمة فاطم ونكبة حريق المسجد الكبير

كتبه كتب في 11 مايو 2013 - 15:41

تارودانت الجريحة تبكي فطومة فلدة كبدها، بعدما علمت ساكنتها عبر ما تسرب من معلومات بأن وحشا آدميا اغتصبها ببناء مهجور بحي جنان أخياط، أصبح بيت أسرة فطومة ملجأ للمعزين الذين ينتحبون، حتى الرجال لم يقاوموا كبرياءهم بالدموع وهم يعزون الاسرة في فقدان الصغيرة فطومة ذات السنتين وسبعة شهور، بيت الفقيدة ملي بامواسين والمعزين من مختلف أطراف المدينة.

قتلت الطفلة بنفس الطريقة التي قتل بها ابن عمها مند 2003 من قبل السفاح الحاضي، استدرجها يونس ” مول التريبورتور ” الملقب لدى من يعرفونه ب” عدو الصبيان” عشية يوم الأربعاء الأخير على الساعة الخامسة من أمام بيت الأسرة حيث كانت تلاعب جروا وتصرخ متفاعلة مع حركاته، نقلها مضمومة بيده اليمنى إلى حوضه ثم توقف لدى بقال حيث اقتنى لها كأسا من اليوغورت وقطعة بيسكوي ليستأمنها، وانطلق بها نحو البناء المهجور حيث ستصبح بين يديه لقمة صائغة، سيتفنن في اغتصابها وكتم أنفاسها وردمها بعين المكان.

في غيبة الأم التي  كانت لحظتها في العمل، كانت الجدة ترعى الصغيرة عبر السمع من خلال صوتها وشغبها الطفولي القادم من الزقاق، فجأة انقطع صوتها الموصول، من خارج البيت لتستطلع الأزقة واجهة المنزل المجاورة، وعندما فشلت في الالعتور على فطومة أخبرت الأم بالطارئ ، وبدورها أشعرت طليقها بحادث اختفاء فطومة.

اتسع البحث بين الأقارب ليشمل المستشفى ومصالح الأمن وكل تارودانت من قبل الجدة والأم والعم،  والأب والأقارب وعندما أرخى الليل أطرافه على هذه المدينة كانت المصالح الأمنية بدورها باشرت عملية بحث وتنقيب وتقصي واسعة، لم تتوج بالعثور على المختفية ولكن بالمقابل حملت مجموعة من الاستنتاجات الأولية من بينها أن تكون الطفلة راحت ضحية تصفية حسابات وانتقام، أو أن تكون اختطفت من قبل عصابات تحترف  البحث عن الكنوز التي يشاع أنها تختطف الأطفال من أجل تقديمهم قرابين للحصول على الكنوز ” المرصودة من قبل الجن” أو أن تكون اغتصبت من قبل فاعل، وعمد إلى كتم أنفاسها لطمس معالم جريمته.

حل رئيس الشرطة الفضائية بأكادير مدعوما بفريق بحث من المحققين والشرطة العليمة لتعزيز الأبحاث الجارية بتارودانت، وقد اتجهت في البداية كل الأبحاث إلى  فرضية أن الانتقام من مقربين بحكم الخلافات الدائمة بين الأم وطليقها المتزوج من امرأة أخرى، وله معها أبناء، وما قوى من الفرضية كون الطلفة لم يظهر عليها عند المعاينة ما يبين أن القتل قد يكون ناتجا عن الاغتصاب.

ومع تواصل الأبحاث بين المقربين تبين أن هذه الفرضية لم تأت بجديد، فجاء أمس التقرير الطبي الذي فصل القول بأن الطفلة تعرضت للاغتصاب، والقتل وتم إخفاء معالم الجريمة بطمر جسم الطفلة بالمكان الذي اغتصبت به. أما هوية القاتل فقد تم تحديد معالمها مند البداية من خلال شهادتين الأولى جاءت من بقال تم الاستماع إليه أكد أن شابا اقتنى من محله اليوغورت والبيسكوي وكانت الطلفة محمولة بين يديه، كما أكد شاهد آخر رؤية المتهم وهو يدخل بالطفلة إلى المكان المهجور حيث عثر عليها مطمورة، تعرف البقال على الشخص الموقوف، غير أن الشاهد الثاني أكد بأنه لم يتمكن من تبين هويته وتقاسيم وجه حامل الطفلة.

البقال تعرف عن الفاعل، غير أن هذه المتهم أنكر وتم الإبقاء عليه رهن الحراسة النظرية، في الوقت الذي اعتقل فيه مجموعة من الاشخاص يحملون نفس المواصفات التي أدلى بها الشاهد الرئيسي، وتم إخلاء سبيلهم بعد الاستماع إليهم. أبحاث الشرطة رجحت في البداية أن يكون المتهم نفذ تحت الطلب عملية انتقام مدبرة طلبت منه، غير أن التشريح الطبي، جعل التحقيق ينصب على الاغتصاب والقتل لإخفاء معالم الجريمة. التقرير غير مجرى التحقيق رأسا على عقب.

حقيقة ضمن حقائق أخرى يحتفظ بها المحققون ضمن استنتاجات الشرطة العلمية وما توصلت إليه من خلال البصمات، وما تم جمعه من حجج من مسرح الجريمة جعلت في الأخير مول التريبورتور أو عدو الصبيان يستسلم ويعترف بما اقترفته، يده.

ووفق ما رشح من تحقيقات أولية، فقد اعترف المتهم أنه  قام بفعلته تلك تحت دافع السكر الذي كان عليه، وأنه لم يدرك عمق الجريمة التي اقترفها إلا بعد فوات الأوان، كما اعترف بأنه يعرف أم الضحية عن قرب، وأن الطفلة  لم تستوجشه عند حملها.

كل الأبحاث منصبة مند أمس حول هذا المعطى الجديد، ومن المنتظر أن تكون التحقيقات انتهت خلال عشية أمس الجمعة لتعيد الشرطة تمثيل مشاهد نقل الطفلة فطومة من أما بيتها مرورا بمتجر البقال، ووصولا إلى المكان المهجور حيث اغتصبت وقتلت بدون شفقة ولا رحمة.

تنديد مطلق بقضية قتل فطومة

تنديد مطلق بقضية اغتصاب وقتل الطفلة، من قبل مئات الأمهات والنسء اللواتي خرجن في مسيرة حاشدة انطلقت من أمام بيت الاسرة لتمر من أمام ملعب الأب جيكو، وتقفت عند عمالة الإقليم، لتستقبل من قبل المسؤول الأول على الغقليم الطذي تعهد بغلقاء القبض على المجرم بتظافر جهود رجال الأمن، وكل الرودانيين.

المسيرة نظمت من قبل  جمعية الرجاء الرياضي الروداني، بتسيق مع جمعية ماتقيش ولدي، التي حلت خلال أمس بتارودانت لتتبع القضية عن قرب.

وأكد رئيس جمعية الرجاء الرياضي أحمد بوهوش للأحداث المغربية، أنه اتخذ هذه المبادرة، ليعبر الرودانيون عن تضامنهم الحضاري مع اسرة الضحية، ومع كل الساكنة التي تتقاسم نفس المصاب، وأضأف بوهوش أن الجمعية ستنظم يوم الأحد بملعب الأب جيكو تظاهرة تحسيسية ستحضرها مئات من نساء تارودانت من أجل إعلان التضامن مع الاسرة وتحسيس الأمهات بخطورة الاستغلال الجنسي، وضرورة توخي الحذر من الذئاب البشرية التي تتقمص دور الحمل لتتحمل إلى ذئب متوحش.

سوس بلوس

مشاركة