الرئيسية ثقافة وفن قلعة مكونة : انطلاق أعرق المهرجانات

قلعة مكونة : انطلاق أعرق المهرجانات

كتبه كتب في 10 مايو 2013 - 19:18

بين أحضان طبيعة خلابة وتشكيلة من التضاريس المتفاوتة الجمال، تقبع قلعة مكونة، وردة مغربية عرفت شهرتها من موسمها ومهرجانها. رقعة وردية تفوح منها عطور تجذب الزائرين كل سنة، بل واختار سكانها في فلاحتهم أن يضعوا حدودا من أغراس الورد بدل الشوك والأسلاك.

قلعة مكونة…حسب وصف الفنان نعمان الحلو “لوحة بالمحبة مفتولة، قلعة مكونة بالورد والمحبة مسكونة، آية، غاية عروسة أمازيغية مرهونة”، أبيات لخص فيها جمال المنطقة، خلال كلمته في حفل افتتاح مهرجان الورود أمس الخميس.

المهرجان الذي استطاع الصمود وتخليد ذكرى نصف قرن السنة الماضية، ينعقد هذه السنة تحت شعار ” تعبئة الجميع من أجل بناء مشروع تنموي محلي”. يراهن هذه السنة على تحريك عجلة التنمية المحلية والدفع بالمنتوج المحلي ” الورد” وإيجاد سبل تعاون وتبادل الخبرات مع فعاليات أخرى، والأهم هذه السنة زيارة وفد سعودي من منطقة الطائف التي تعرف مهرجانا سنويا للورود، إضافة إلى وفد فرنسي من منطقة لا مانش.

حفل الافتاح عرف حضورا واسعا ومتميزا، ما أثار سعادة لحسن أغجدام عامل إقليم تنغير، وجعله يشكر الحضور وكل من ساهم في تنظيم المهرجان. عامل تينغير اعتبر  مهرجان الورود رهان من أجل التنمية المحلية ودعم القطاعات السياحية والإنتاجية المرتبطة بمجموعة من البرامج التنموية خاصة في المجال الفلاحي المغرب الأخضر، كما طالب بالتعبئة بجعل المهرجان موروثا ثقافيا وحضاريا وإنسانيا، وذكر أنه سيكون “فأل خير” على المنطقة، من خلال توقيع بروتوكول للتعاون اللامركزي بين المجلس الإقليمي لتينغير ولامانش.

من جهته، قدم جلال شرف، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للورد العطري الاستراتيجية المتبعة من طرف المهنيين في تطوير وتثمينسلسلة الورود٬ مما مكن من تفعيل بنود “اتفاقية برنامج” المبرمة مع وزارةالفلاحة والصيد البحري٬ممايضمن هيكلة محكمة لسلسلة إنتاج الورود.فالمهرجان ينظم من طرف الفيدراليةالبيمهنية المغربية للورد العطري٬ بتعاون مع المجلس الإقليمي لتنغير٬ ومجلسبلديةقلعة مكونة٬ والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وأركان ويديره الفاعل الجمعوي ناصر بوقسيم.

في كلمته، أشاد الحافيدي رئيس الجهة ببعض المبادرات الهادفة للرفع بالإمكانيات التيتتوفر عليها جهة سوس ماسة درعةخاصة تأسيس الوكالة الوطنية لتنميةالواحات والأركان٬ وجمعية “أكروتيك” للأبحاث العلمية الزراعية…ومواكبة مبادرات هدفها تثمينأفضل للمنتجات المجالية من بينها الورودالعطريةالتي تتمتع ب”تسمية المنشأ”.

على هامش حفل الافتتاح، دشن عامل الإقليم برفقة الوفد الرسمي المعرض الأول للورود الذي يضم العديد منالأروقةالتي تمثل الجمعيات والتعاونيات التي تمارس أنشطة مهنية مرتبطة بسلسلةإنتاج الورود٬ والمنتجات المجالية لجهة سوس ماسة درعة. كما يضم المعرضأروقةلمختلف الهيئات المنتخبة٬ والمؤسسات العمومية ذات الصلة بالقطاعالزراعي، الهدف من المعرض دعم المبادرات المحلية والترويج لمنتوجات صغار المنتجين المحليين وإنشاء شراكة بين مختلف الفاعلين في القطاع، اضافة الى تثمين دور التعاونيات والجمعيات في إطار مؤسسات الاقتصاد الجهوي؛ علما أن الانشطة المدرة للدخل تعد فرصة مواتية لتحسين المعيشة اليومية للساكنة المحلية.

الكتاب المحليون كان لهم فرصة لإثبات الذات من خلال توقيع لكتب لحسن ملواني، محمدعبد الرحمان الطلب، حسنكجوط، عبد الرحيم اويري، كرام سعيد، عمر الحسني،باقي عبد الحكيم وعبدالفتاح ايت عيسى.

لوحات فلكلورية لأحواش وفرقة الفارسات المتشحات بلباسهن التقليدي الخاص بالفروسية أثثت ساحة المعرض التي تقدر بحوالي 3000 مترا مربع، وتعرف مشاركة أزيد من 300 عارض يمثلون حوالي 25 جماعة. فئة أخرى كان لها حظها من الترفيه خلال أول يوم من المهرجان من خلال إذاعة ” فضاء الطفل”، فيما كان لقاء الساكنة مع سهرة فنية غنت فيها رشيدة طلال وتواصلت مع الجمهور مما دفعها للالتحاق بالجمهور للغناء بينهم.

تستمر فعاليات المهرجان إلى غاية يوم الأحد 12 ماي الجاري، حيث تم إفتتاح الملتقى العلمي حول تيمة المهرجان ” الورود” بطرح مواضيع حول تسويق الورود ومنتجاته، توحيد الفاعلين والمتدخلين ، وتأطير المنتجين واعتماد التقنيات الجديدة لتحسين الإنتاج، وتثمين المنتوج خاصة للعنصر النسوي.

وستنظم الليلة سهرة فنية وأمسية شعرية، ومن المرتقب أن يتم يوم غد اختيار ملكة جمال الورد من بين 28 مرشحة، وتنظيم  جائزة “الوردة الذهبية ” الممنوحة للأشخاص المتميزين من خلال عملهم في مجال الورد (قيدوم المجمعات ، المصدر ، المنتج ،الباحث الجامعي ،المرأة النشيطة داخل جمعية …).وتختتم سهرة السبت بالفنانتين فاطمة تابعمرانت وسعيدة شرف وفنانون آخرون منهم فنانون محليون.

أمينة المستاري

تصوير: ابراهيم فاضل

مشاركة