“أخيرا نجح البجيدي في الأطاحة بمدير المستشفى الإقليمي بإنزكان:” يؤكد بنبرة حزينة واحد من الفعاليات الجعوية التي وقفت مؤخرا احتجاجا لمساندته ضد من أسموه لوبي المنتفعين. فقد أعفي من مهامه عشية أول أمس بقرار من وزير الصحة، وسيظل المنصب شاغرا إلى يتم تعيين مسؤول جديد، بعدما ظل هذا المستشفى يتيما بدون مسؤول لما يزيد عن 3 سنوات ونصف.
الإعفاء جاء بعد أسبوع من زيارة الكاتب العام لوزارة الصحة لهذا المرفق العمومي واطلاعه على مختلف مصالحه وتفقده لسير الاشغال به، وكان الدكتور محمد بوتباوشت منشرحا بهذه الزيارة واعتبرها مثمرة، ولم يكن على علم أنها تمهد لوضع حد لمسؤوليته بمستشفى مدينة تضم أكبر كثافة سكانية، وتأوي الفئات والشرائح الأكثر فقرا. الجمعيات المنددة بقرار الوردي اعتبرت أن البيجيدي وبعض برلمانييه ضغطوا لينزل الحسين الوردي الرأس، غير أن الدكتور الإسماعيلي المدير الجهوي للصحة، اعتبر الإعفاء استجابة لاستقالة تقدم مدير المستشفى، وتم توقيفها لمدة، وأضاف أن الوزارة استجابت لرغبته، وأعفته من هذه المهمة.
ومعلوم أن حزب العدالة والتنمية اكتسح انتخابيا إقليم إنزكان ويسيطر الآن على مقاعده البرلمانية الثلاثة، كما دخلت النقابة الموالية له في حرب نقابية وإعلامية شرسة مع مدير المستشفى الإقليمي، ودخل أحد البرمانيين على الخط بعدما رفض المدير في لقاء معه أن يتساهل مع طبيبة أكد أنها لا تحضر إلا ساعتين في الاسبوع.
“الحسين الوردي رفض استقالة المدير سابقا، ففتحت حوله حرب إعلامية تجاوزت المهنة لتتتخصص في الضرب من تحت الحزام ومحاولة النبش في حياته الخاصة وافتعال وقائع” يؤكد واحد من الفاعلين الجمعويين المساندين للطبيب، وأضاف هذا الفاعل بأن النسيج الجمعوي بصدد التعبئة منخلال توقيع عرائض إدانة للقرار، وتنيظم مسيرة من أمام المستشفى نحو العاملة ليبين للذين اتخذوا القرار بأنهم خاطؤون، وأنهم استجابوا لنزوات حفنة ترغب في بسط نفوذها على إنزكان إداريا”.
حرب شرسة دخلها المدير ولم يسلم من لهيبها: “محاربة الغيابات المتكررة، ومحاربة ظواهر الرشوة، والحد من تهريب الأدوية وتجيهزات المستشفى نحو الصييدليات الشبه طبية” ثلاث واجهات فتحها المدير المعفى علنا، ففتحت عليه المواجهة مع النقابة الذراع الأيمن لحزب العدالة والتنمية، التي احتجت على وضعه لافتة تدعو المواطنين إلى عدم شراء الأدوية، وتشير على ضرورة “طلبها من داخل المستشفى” وكان بوتباوشت أكد أن مجموعة من التجهيزات الطبية تهرب خارجا لبيعها بإحدى الصيدليات شبه الطبية المجاورة للمستشفى.
ففي بيان اعتبرت المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة أن “اتهام الأطر الصحية من موظفين و أطباء و ممرضين بالمتاجرة بالمعدات الطبية و الأدوية سابقة خطيرة تمس كرامة مهنيي القطاع و تعتبر استهتارا بالمسؤولية الإدارية” كما اعتبرت النقابة أن “اللوحة المعلقة بالمستعجلات و التي تضم عبارة (ممنوع اقتناء اللوازم الطبية و الأدوية من خارج قسم المستعجلات)، و إصرار المدير على الإبقاء عليها يندرج في إطار حسابات سياسوية ضيقة”.
المدير المثير للجدل احتج على ما اعتبره ” حربا إعلامية من قبل النقابة عبر الأنترنيت فقدم استقالته مطلع هذه السنة مباشرة إلى وزير الصحة، قال فيها بالحرف ” هناك أيادي خارجية وراء المؤامرة تسعى لخدمة اجندة بعض المسؤولين على الصعيد الجهوي و مندوبية اكادير و لوبيات بائعي اللوازم الطبية ….” وأضاف ” اوجه النداء الى الوزارة الوصية بالتدخل العاجل وايقاف هدا الاستهتار بمصالح المواطنين و عرقلة السير العادي للمستشفى و فتح تحقيق في هدا الموضوع .” وكانت الوزارة رفضت الاستقالة وطوي الملف بقرار الرفض، وتحت عدة ضغوط أخرجت نص الاستقالة من مقبرة الرفوف لتعفي المدير تحت مسمى الاستجابة لطلب.
سوس بلوس
لنكن عقلاء من فضلكم السيد المدير كان ضحية أخطاءه في التسيير و التدبير و مقارباته التي لم تكن بالنجاعة الكافية و لم تحمل قط في طياتها معنى الاصلاح و على سبيل المثال يأتي السيد المدير بمقترح لصفقة لشراء 70 كاميرا مراقبة كان ينوي بها “عسكرة المستشفى” في حين أن المرضى بقسم الأمراض النفسية يفترشون الارض و يلتحفون السماء. عن أي اولويات نتحدت؟
قضية الاطباء الروس التي زلزلت وزارة الصحة المغربية و التي كانت بدون ترخيص و تم من خلالها المخاطرة باطفال مغاربة ليكونوا فئران تجارب لتقنية روسية غبر معترف بها عالميا. حتى القلة القليلة التي استفادت لم تخضع لاي تتبع لتطور حالتها.
ان كان المدير يتشدق بالاصلاح كان لزاما عليه أن يوجه كل ملفات الفساد الى العدالة أما أن يصيح هنا وهناك بأنه كان ضحية للوبي فربما هو ضحية جشعهفقط: كلف الترصيص الصحي لبعض واجهات المستشفى 800000 درهم في تفترش النساء الحوامل الارض في غياب الاسرة.
كماان زيارة الكاتب العام لوزارة الصحة كانت الهدف منها الوقوف على صحة البلاغات النقابية التي فجرت الصراع بين المدير و نقابة الاسلاميين و كذا الوقوف على الاختلالات التي رصدتها الاقلام الصحافية و لما تأكد للمسؤولين المركزيين صحة المعلومات قررت التأشير على استقالته التي ربطهاهو اداريا بدواعي صحية بينما صرح في خرجته الاعلامية كونها استسلاما للوبي الفساد محاولة من الظهور بدور الضحية
أما محاولة تحويل الصراع من مشكل اداري محض ولفلفته في غطاء سياسوي باقحام اسماء حزبية و نقابية في الموضوع فهدا ليس الا خيالا من نسج عقول محيط السيد المدير الذي مازال متعشما في منصب اداري يحفظ به بريستيجه و كبريائه.
للاشارة انا اطلعت على كافة البلاغات النقابية الصادرة عن نقابة مستشفى انزكان و الحقيقة تقال لم تتضمن الا مطالب الشغيلة و التي لم تخرج عن سياق ما تطالب به باقي الهيئات النقابية عبر ربوع الوطن.