الرئيسية مجتمع طفل واحد يكفي شعار يرفعه الأزواج

طفل واحد يكفي شعار يرفعه الأزواج

كتبه كتب في 25 أبريل 2013 - 13:42

على عكس عادة النساء المتزوجات حاولت كل من أمل وسناء كسر قاعدة إنجاب كثرة الأطفال من أجل الحفاظ على الزوج وإثقال كاهله بمسؤولية الأبناء، حيث قررت كل واحدة منهما بالاتفاق مع زوجها على إنجاب طفل واحد، فأمل نبع قرارها وزوجها من ضعف إمكانياتهما المادية التي لا تسمح لهما بتوفير ظروف عيش جيدة لأكثر من طفل واحد بالنظر لغلاء المعيشة، أما سناء فمحاولتها الحفاظ على شبابها والتمتع بحياتها هي التي كانت وراء اتخاذها وزوجها لهذا القرار برغم تدخلات المحيطين بهم من أجل التأثير عليهم، لإنجاب طفل آخر.

 كان التفاهم والانسجام سر استقرارهما في علاقتهما العاطفية، التي تطورت بسرعة فائقة لتتحول إلى زواج فيه كل شروط السعادة والراحة النفسية التي كان يتوخاها الزوجان معا قبل أن يبدأ محيطهما الأسري في التدخل في حياتهما الخاصة، وفي كيفية تخطيطهما لها.

«خاوي ولدك»
تعرفت أمل على زوجها، وقضيا فترة تعارف دامت سنتين قبل أن يتخذا القرار بضرورة الارتباط الرسمي، بعد أن اقتنع كل واحد منهما بالطرف الآخر، ووجد فيه كل ما يتمناه، حيث اتفقا على كيفية تسيير حياتهما، حسب إمكانياتهما المادية قبل إتمام مراسيم الزواج.
عاشت أمل مع زوجها أسعد أيام حياتهما، خاصة في العامين الأولى من الزواج، حيث أنجبا طفلهما الوحيد، والذي قررا بعده عدم الإنجاب، محاولين توفير ظروف عيش أحسن لهذا الطفل، في ظل غلاء المعيشة، وكثرة المتطلبات، وقلة الإمكانيات المادية.
بالرغم من كون أمل وزوجها يشتغلان معا كموظفين بإحدى الشركات الخاصة، وكان راتبهما الشهري بالكاد يكفي لتلبية حاجياتهما الضرورية، ليتم تفريقه في الأيام الأولى بين أجرة البيت الذي يكتريانه، وبين مصاريف الأكل واللباس، وراتب السيدة التي تهتم بطفلهما في غيابهما.
« خاوي ولدك» عبارة كانت تتردد طويلا على مسامع أمل كلما حضرت أحد المجالس التي يجتمع فيها أفراد أسرتها أو أسرة زوجها، خاصة أن هذا الأمر أثار الكثير من التساؤلات  حول الأسباب التي جعلت الزوجين لا ينجبان أخا لابنهما، برغم غياب الأسباب العضوية التي يمكن أن تمنعهما من الإنجاب مرة أخرى.
حاولت أمل غير ما مرة أن تفسر للمتسائلات سبب اتفاقها وزوجها على عدم الإنجاب مرة أخرى، والاكتفاء بتربية طفلهما الوحيد في أحسن الظروف، إلا أنها كانت تفشل في كل مرة في إقناعهن بوجها نظرها وزوجها في هذا الأمر، لدرجة أنهن بدأن في اتهامها بالعقم.
ضاقت أمل وزوجها ذرعا من تدخلات المحيطين بهما في حياتهما الخاصة، والتي تسببت لهما في الكثير من الإحراج معهم، لدرجة أنهما قررا تجنب حضور المناسبات الخاصة، حتى يضطرا لسماع هذه التدخلات التيستفسد حساتهما وعلاقتهما ببعضهما البعض، والتي أصبحت لا تحترم خصوصية حياتهما وأحقيتهما في اتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة لساعدتهما الأسرية، وإمكانياتهما المادية.
اكتفيا بطفل واحد رغم كونهما ميسوري الحال
قلة الإمكانيات المادية ليست دائما سببا في قرار اختيار الزوجين للاكتفاء بإنجاب طفل واحد، لأن هناك أسرا لديها إمكانيات مادية تمكنها من توفير حاجيات الكثير من الأطفال، إلا أنها تكتفي بإنجاب طفل واحد كما هو الشأن لسناء التي اتفقت مع زوجها منذ بداية حياتهما الزوجية على هذا الأمر.
تنحدر كل من سناء وزوجها من أسرتين ميسورتي الحال، وهذا الأمر جعلهما مرتاحين ماديا، نظرا لاشتغال كل واحد منهما في مشروع أسرته الخاص، حيث لم تكن المشاكل المادية مطروحة بينهما، لكن بالرغم من ذلك قرر الزوجان الاستمتاع بحياتهما، وعدم الانغماس في رعاية الأبناء ومشاكلهم التي لا تنتهي.
تهتم سناء منذ شبابها بشكلها، وتحب الاهتمام بمظهرها والحفاظ عليه، حيث تبذل كل ما في وسعها من أجل الحصول على إطلالة أكثر شبابا، من أجل الظهور بأبهى حلة نظرا لما يحتاجه عملها من الحفاظ على أناقتها ومظهرها.
اختارت سناء وزوجها إنجاب طفل وحيد حتى يتسنى لها الحفاظ على جمالها، والتمتع بحياتها رفقة زوجها وابنها الوحيد، بالتنقل بين عواصم العالم ومنتجعاته دون قيد، إلا أن سناء واجهتها الكثير من المشاكل بسبب هذا الاختيار وهذه القناعة.
وجدت سناء نفسها في مواجهة الكثير من التساؤلات التي تطرح بسبب اختيارها وزوجها الاكتفاء بطفل واحد، حيث بدأ المحيطون بها خاصة من أسرتها يستفزونها من أجل إنجاب طفل ثان يؤنس وحدة أخيه، مادامت قادرة على توفير الظروف المادية والاجتماعية المريحة له حتى يترعرع  وينشأ في أحسن الظروف.
خلقت تدخلات المحيطين بسناء في حياتها الخاصة، مجموعة من الضغوطات النفسية لها، التي انعكست على علاقتها بزوجها الذي بدأت تراوده فكرة إنجاب طفل ثان، نتيجة التساؤلات التي يطرحها أفراد أسرته عليه، كلما جمعته بهم الصدفة، إلا أن سناء لم توافق، لإيمانها بعدم جدوى إنجاب أكثر من طفل.
بالرغم من كثرة الإلحاح والإصرار عليها من أجل إنجاب طفل آخر، عوض الاحتفاظ بطفل وحيد، إلا أنها لم تعر الأمر كبير اهتمام، وأصرت على الثبات في قرارها وزوجها بالاكتفاء بإنجاب طفل واحد، رغم توفر الإمكانيات الضرورية لتوفير عيش كريم له.

مجيدة أبوالخيرات

مشاركة