الرئيسية أخبار الجمعيات كلميم : أقدم موقع للتواجد اليهودي بالمغرب، مآثر يهودية في جماعة ايفران يلقبها اليهود المغاربة بـ «القدس الصغيرة»

كلميم : أقدم موقع للتواجد اليهودي بالمغرب، مآثر يهودية في جماعة ايفران يلقبها اليهود المغاربة بـ «القدس الصغيرة»

كتبه كتب في 24 أبريل 2013 - 21:54

تضم جماعة إيفران الأطلس الصغير، 60 كلم شمال كلميم، العديد من المآثر اليهودية، التي يعود تاريخها إلى حقبة ما قبل ميلاد المسيح. وتعتبر افران من أهم مناطق استقرار اليهود بالمغرب. وبعد الاستقلال، غادر اليهود منطقة افران، نحو فرنسا وكندا.. بينما فضل معظمهم التوجه نحو إسرائيل، على غرار بقية اليهود المغاربة، الذين يصل عددهم في إسرائيل إلى قرابة 700 ألف يهودي، مما يجعلهم ثاني أكبر جالية في إسرائيل بعد اليهود الروس. وفضل يهود افران الاستقرار في مدينة أشدود جنوب إسرائيل، وهناك يصدرون مجلة ناطقة باسمهم تحمل عنوان «بريت».. ورغم المجهودات، التي تبدلها مؤسسة التراث اليهودي المغربي (ومقرها بحي الوازيس بالبيضاء) في صيانة المآثر اليهودية وترميمها، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التراث المغربي، فإن المآثر اليهودية في جماعة ايفران، التي يلقبها اليهود المغاربة بـ «القدس الصغيرة» أو «اورشليم الصغيرة» تتعرضوالإهمال والطمس من طرف مسؤولين لا يقدرون التاريخ حق قدره..

حسب الروايات التاريخية، فإن إيفران الأطلس الصغير (جهة كلميم) تعتبر أقدم موقع للتواجد اليهودي بالمغرب. وقدم يهود إيفران من فلسطين في زمن نبوخد نصر ملك البابليين بعد التدمير الأول للهيكل حوالي العام 3175 حسب التقويم العبري الموافق لسنة 586 قبل الميلاد، وذلك عبر مصر والضفة الشمالية للصحراء، باحثين عن مكان تتنفس فيه الروح، إلى أن وصلوا إلى الواجهة الأطلسية، فنزلوا بماسة أو برأس كريزيم أو ربما بمركز من المراكز الفنيقية أو القرطاجية القديمة يدعى vadene على واد نون، حوالي 3400 حسب التقويم العبري 361 قبل الميلاد.

أطلق اليهود على إقامتهم بافران اسم «القدس الصغيرة» أو «أورشليم الصغيرة»، وبعد تحالفهم مع السكان الأصليين، أسسوا مملكة بالمنطقة، وكان «أفراتي» أول ملك عليها. وهو من قبيلة «افراييم» وهي واحدة من اثنا عشر قبيلة باسرائيل، استمدت اسمها من الابن الثاني للنبي، وهي قبيلة مشهورة بشجاعتها.

استقر الافراتيون طويلا بافران وعندما دعى «اسدراس» esdras وهو المؤسس الثاني للهيكل ومجدد الأمة اليهودية، يهود العالم إلى العودة إلى القدس، لم يستجب الافراتيون لدعوته، وفضلوا الاستقرار في وطنهم الجديد.. لكن لعنة السماء أصابتهم مثلما أصابت جميع اليهود المرتدين عبر العالم، حيث فقدوا سيادتهم لصالح الامازيغ..

في الوقت الذي فضل اليهود العيش هناك بافران، احتل الجنرال الروماني titus تيتوس في عهد حكم والده الإمبراطور vespasien فلسطين، حيث حارب سبع سنوات لاحتلال القدس. وعندما دخلها أخيرا سنة 70 قبل الميلاد مدمرا كل شيء ورائه، كان 100 ألف يهودي قد لقوا حتفهم قتلا أو حرقا. بينما تم أسر 16 ألف يهودي. أما الذين نجحوا في الفرار فقد هاجرو عبر حوض البحر الأبيض المتوسط إلى مدن لشبونة وغرناطة وتطوان، ولجئت بعض العائلات إلى ايفران الأطلس الصغير..

على ضفاف وادي ايفران

 استقر اليهود في البداية في مغارات على ضفاف وادي ايفران، وبعد أن حصلوا على موافقة السكان الامازيغ شيدوا حيا سكنيا خاصا بهم أي الملاح.. بعد استقرار اليهود في دوار «السوق أوفلا»، شرعوا في بناء مكان للإقامة وللعبادة. وبني الملاح بطرق تقليدية، فالخشب جلب من غابة للعرعار في دوار تسكلا قبل أن تنقرض حاليا. ومن حين لآخر كانت تنشب احتكاكات مع السكان الأصليين .. وبعد صدامات دامية هاجر جزء من يهود افران نحو دوار اكوماض، حيث تشهد مقبرة يهودية قديمة على هذا التواجد المحدود….

في بعض الفترات التاريخية منعت الطائفة اليهودية من دفن موتاها في مقبرة الأجداد، التي تلقب ب «معرة» وهو الاسم الذي يطلقه اليهود المغاربة على المقابر، سواء كإجراءات للنكاية والمضايقة من جانب المحليين، أو بسبب الصراعات المستمرة بين اليهود والسكان الأصليين، مما يجعل خروج أي يهودي من الملاح محفوفا بالخطر.. لم يجد اليهود أي حل سوى إنشاء مقبرة مؤقتة داخل الملاح في مكان يدعى «لمكيرة» حيث يوجد تل يضم سبع طبقات للقبور.. استمر الوضع حوالي قرن ونصف. واندلعت لاحقا صراعات بين اليهود والقبائل الامازيغية مما خلف هجرات جديدة لجزء من اليهود نحو اكركار بايت جرار بتغجيجت حوالي 5663 حسب التقويم العبري ثم إلى تيزنيت حوالي 5670 حسب التقويم العبري.. وفي خضم الحروب الداخلية بين السكان المحليين واليهود تعرض الملاح لأعمال النهب والسلب، حيث تعرضت الممتلكات والكتب إلى التخريب.. وآخر نهب للملاح وقع خلال حرب ايت ميزال وهيلالة، حيث تم تدمير العديد من رقوق جلد الأغنام التي تحوي نصوص مقدسة وتاريخ الطائفة اليهودية..

لعب ملاح ايفران، بحكم تمركزه في نقطة إستراتيجية بالنسبة لتجارة القوافل السودانية، دوار كبيرا بين القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر مستفيدا من نفوذ عاصمة التجارة بالجنوب أي: الصويرة. وقد بسط اليهود نفوذهم التجاري والمالي وسيطروا على الحركة التجارية بمنطقة سوس وكلميم، فكانوا يستوردون السلع من الخارج بواسطة البواخر التجارية عبر ميناء الصويرة واكادير وينقلون السلع نحو العمق الداخلي الصحراوي، وكانوا يتاجرون في المواد المستوردة خاصة السكر والشاي والكتان والشمع والفضة..كما يتاجرون في المواد المحلية كالزيت والحبوب واللوز والخروب.. واشرفوا كذلك على تطوير الحرف والصناعات اليدوية من حلي ودباغة وصنع سروج وصفائح البهائم.. وقد نبغ اليهود في مجال التجارة والصناعة التقليدية نبوغا كبيرا وتركوا إرثا في المناطق التي استوطنوها، وقد ظلت الفلاحة خارج اهتمامات اليهود على اعتبار أنهم لا يتوفرون على الأراضي والأملاك العقارية الكافية لممارسة النشاط الفلاحي على اعتبار أنهم سكان وافدون على المنطقة…

تحكي الرواية الشفوية أن يهود ايفران كانوا يخصصون احتفالات «ضخمة» لحفلة الختان، وهذا الاحتفال له طابع ديني لدى اليهود. وعادة ما يختنون أبناءهم بعد مرور الأسبوع الأول من ميلادهم، وللذكور مكانة كبيرة لدى هؤلاء مقارنة مع الإناث. ومن عادتهم، في تلك الفترة، الزواج المبكر. وفي أغلب الأحيان، تشرف الأسرة على اختيار الزوجة «الصالحة» لابنها الذي لا يجب عليه أن يقوم بأي اعتراض.

اندماج اليهود في المجتمع الامازيغي

لم يجد اليهود أدنى مشكل للاندماج كليا في المجتمع الامازيغي بالجنوب المغربي، حيث عاشت الطائفة اليهودية بإيفران في وئام وسلام مع الامازيغ. .. لدرجة أن بعض الأعياد الدينية اليهودية تحمل أسماء أمازيغية، فعيد الخيام الذي يدوم سبعة أيام يحمل اسم «عيد بوتخيامين»، وعاشوراء يحمل اسم «عيد ابومان». ودفع الاندماج الكامل اليهود في المجتمع الامازيغي، هؤلاء إلى حفظ نصوص الطقوس الدينية باللغة الامازيغية عوض اللغة العبرية..

أقدم ملاح يهودي في المغرب

يقع الملاح في قرية «السوق أوفلا»، وهو عبارة عن بقايا لمنازل وأبنية يحيط بها سور يبلغ ارتفاعه ما بين 9 و10 أمتار. يتخذ الملاح شكل مثلث طول قاعدته 110 أمتار وطول أحد ضلعيه 264 مترا أما طول رأسه فيبلغ نحو 33 متر. وقد بني في موقع استراتيجي جغرافيا و اقتصاديا وهو أقدم و أكبر ملاح في الجنوب المغربي، لذلك شكل نقطة هامة في تجارة القوافل السودانية وهو الدور الذي سينشط أكثر خلال القرنين 18 و 19 بتأثير من الصويرة.

وحسب السكان المحليين، فإن منازل الملاح تتميز بمساحة كبيرة لأنها تضم عدة أسر، فنجد منزل واحد يحوي ستة وسبعة أسر ومن المستحيل أن تجد منزلا يضم أسرة واحدة، هذا الأمر حتم على اليهود بناء منازل ذات مساحة كبيرة لاحتضان فروع العائلة.. ويضيف السكان أن اليهود بعد رحيلهم بعد استقلال المغرب فضلوا بيع جل ممتلكاتهم فيما تركوا الكتب والمخطوطات والأثاث الرخيص في الملاح، قبل أن يستولي السياح على جميع الكتب والمخطوطات، وتتعرض المنازل للتخريب، حيث تحول بعضها حاليا إلى مجرد أبنية مخربة وأطلال مهجورة يسكنها البوم والخفاش..

العائلات التي سكنت ملاح إيفران

بوغميم، سوساني، سوسان، بن سوسان، كادوس، ابراهام، بردخاي، بن هارون، بن سراف، بن دمناتي، مائير بن كليلي، شامون بن هودا، مخلوف أوكواس، باشا بن فريم ، موشي بن مسعود، براهام بن الكوين، الياس بن عسو، اشوك الشرقي، اعيش بن عكو، نسيم بن براهام، بن كانون، عسو بن تباخان… وتعتبر عائلة افرهام افركان، آخر عائلة يهودية تغادر ملاح ايفران، وذلك سنة 1962.

المقبرة اليهودية

تحوي مقبرة ايفران، التي يرجع تاريخها إلى حقبة ما قبل الميلاد، قبور سبعة أولياء مقدسين لدى اليهود، وتلقب ب «اولاد شميرو سبعة». وأهم ما يثير عين زائر المقبرة، هو كثرة الشمع المذاب على القبور، مما يدل على كثرة الزوار اليهود، الذين يحجون إلى المنطقة كل سنة من داخل المغرب وخارجه، للترحم على قبور أقربائهم وذويهم..

تضم المقبرة اليهودية قبور قديمة جدا، من بينها قبر يوسف بن ميمون وايلي الجليلي elie le galiléen الذي يعتبر أقدمها على الإطلاق .. وبعيدا، تحت تل يسمى «معرة حماك بيلا» يوجد القبر المشترك الذي دفن فيه بقايا جثث خمسون يهوديا، احرقهم المتمرد بوحلاسا وهم أحياء في سوق الخميس ايت بوبكر بايت بعمران حوالي 1775، بينما تم دفن جثة الحبر يهودا ابن الحبر نفتالي افرياط، الذي كان آخر من ارتمى في لهيب النار في مكان أخر في المقبرة..

في وسط المقبرة اليهودية بافران يوجد قبر وايس بن يحيا الذي يحمل كتابة تقول:»الثاني في القداسة» ثم تاريخ 4762 عبرية، 1002 ميلادية. ويجاور قبر بن سيبوني يمينا ويسارا قبر العالم الذي يعتبر تاج اسرائيل وقديسها : انه الحبر سوسان بن امغار المتوفى سنة 4254 عبرية 493 ميلادية. كما تضم مقبرة ايفران قبر يوسف بن سبات المتوفي سنة 4000 عبرية موافق 239 ميلادية، وقبر ابنه الحبر الأكبر صامويل. ودفن الحبر الأكبر شلومو اوحيون وابنه الحبر مكلوف بنفس المقبرة.. أما قبور الأحبار الكبار دافيد بن ايسو وشلومو افلالو ويوحنا بار موش فتوجد قرب قبر سلومون بن عبو وهو عالم دين ورجل معجزات..

الكنائس اليهودية

تضم افران الأطلس الصغير مجموعة من الكنائس اليهودية، ويصل عددها إلى ثلاثة كنائس هي: كنيس البندانيين، كنيس الحزان يعقوب، ثم كنيس بيت هاميدراش..

ينقسم ملاح ايفران إلى قسمين أحدهما جديد وآخر قديم. يمتد القسم القديم في النصف الجنوبي ويتوفر على بقايا كنيس قديم هو كنيس البندانيين وبمحاذاته تقع المقبرة الطبقية التي تحدث عنها فلامان. أما كنيس الحزان يعقوب (وتصل مساحته إلى حوالي 120 متر مربع) فيقع في القسم الجديد من الملاح وبجانبه موقع المدرسة التي استحدثت في عهد الاستعمار الفرنسي. تقوم وسط كنيس الحزان يعقوب أربعة أعمدة ومكان مرتفع، وتسع مصطباته لحوالي 30 مصليا. وتشبه الكنيسيت المسجد وان كان لا يتوفر على صومعة. وتمتح البناية من الطراز المعماري المحلي، وتم بنائها بالطين والقش والخشب، وتتخذ شكل مقصورة مبنية بالحجر من الخارج، ويتجلى دور البناية في إقامة وأداء الشعائر الدينية. وقد استفاد كنيس الحزان يعقوب من عملية إصلاح وترميم خلال شهري يوليوز وغشت 1999 من طرف مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي، في إطار برنامج عام لإصلاح وترميم المواقع والآثار اليهودية المغربية. كما وظفت مؤسسة التراث اليهودي المغربي عونا من أبناء المنطقة يتكفل بحراسة وصيانة الكنيس..

إذا كان المسلمون يقدسون يوم الجمعة، فإن اليهود يقدسون يوم السبت، الذي يخصصونه للعبادة وأداء الصلوات دون القيام بأي شيء آخر كيفما كان، بما في ذلك طهي الطعام… وتؤدى الصلوات في الدين اليهودي فرديا وجماعيا، أما نصاب صلاة الجماعة فهو 12 فردا..

إلى جانب الصلوات التي تؤدى في الكنيس، أو البيعة، أو الكنيسيت باللغة العبرية، يصوم يهود ايفران كغيرهم من يهود العالم، بضعة أيام على امتداد السنة، وهي أيام ترتبط في الغالب بإحياء ذكرى نكبة أو كارثة في التاريخ اليهودي، بغرض الندم والتوبة والتكفير.. ومن أشهر أيام الصوم لدى اليهود وأقدسها صوم «كيبور»، الذي يعني «يوم الغفران». ويبتدئ هذا اليوم من وقت الغروب إلى غروب اليوم الموالي، مع انقطاع عن الطعام والشراب والجنس وكل الأعمال الدنيوية باستثناء التعبد من صلاة وقراءة التوراة صباحا وبعد الظهيرة. أما موعد يوم الغفران، فهو العاشر من الشهر القمري «تشرين» أي نهاية شهر شتنبر وبداية شهر أكتوبر. كما يصوم اليهود بعض الأيام مثل صوم داود أحياءا لذكرى بداية حصار القدس من قبل الملك البابلي نبوخد نصر سنة 588 عبرية، وصوم «تموز» وهو ذكرى بداية هدم أسوار القدس من قبل الرومان، وصوم «آب» وهو ذكرى تدمير الهيكل سنة 586 بالتقويم اليهودي. ويعتبر هذا اليوم أكثر أوقات الصيام إجلالا، حيث يبتدئ فيه الصيام من غروب الشمس، ويبدأه اليهود بقراءة كتاب التعويل، ثم يتبعونها بترديد أشعار النحيب.. بالإضافة إلى جملة من المواعيد التي يصوم فيها اليهود كذكرى اغتيال «جيداليا» حاكم «جيداه»، وصوم «إستير» وهو ذكرى الملكة اليهودية، وهو الذي يتزامن مع يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر مارس..

ليفي يحتج على تخريب تراث اليهود

في مطلع شهر ابريل 2009 تعرض ملاح ايفران الأطلس الصغير لأعمال تخريب وهدم من طرف مستثمر تحت غطاء «بناء مأوى سياحي». وهكذا استقدم صاحب المشروع جرافات وشرع في عملية هدم وتسوية منازل الملاح القديم بالأرض، من أجل استغلالها كحديقة تابعة لمأوى سياحي قيد الإنشاء.

ومن اكبر المفارقات أن مشروع بناء مأوى سياحي على أنقاض ملاح ايفران، تم تمويله من الدولة عبر عدة مؤسسات رسمية منها برنامج إنقاذ وتثمين الواحات والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بولاية كلميم .. ولم تحرك السلطات المحلية والمجلس الجماعي ساكنا لإنقاذ ملاح ايفران من أعمال الهدم والتخريب، وأكثر من ذلك استدعى القائد الإداري بايفران الباحث عبد الله بنحسي، بعد أن وجه هذا الأخير نداءا إلى المنظمات الغير الحكومية قصد التدخل من اجل إنقاذ ملاح ايفران من جرافات الهدم والتخريب.. وقد اتصل شمعون ليفي مدير متحف التراث اليهودي المغربي بالدار البيضاء ورئيس مؤسسة التراث اليهودي بقائد ايفران الأطلس الصغير، وحمله مسؤولية ما يتعرض له الملاح اليهودي من عمليات هدم وتخريب وتدمير وطمس لرموز التراث اليهودي بالجنوب المغربي .

كما أصدرت 12 جمعية بيانات إدانة وعرائض استنكارية لما تعرض له ملاح ايفران. وعلى الصعيد الدولي كانت الأصداء كبيرة لدى المنظمات المغربية في بلجيكا، حيث عقدت مؤسسة « أفرا /سلام» اجتماعا طارئا لبحث المسألة وراسلت السلطات المغربية واليونسكو وسفارة اسرئيل في بلجيكا.

ومن المنتظر وصول لجنة خاصة تضم أساتذة التاريخ وقانونيين وممثلين للطائفة اليهودية بالمغرب إلى ايفران لمعاينة الأضرار، التي لحقت بالموقع الأثري بشكل مباشر وإعداد تقرير مفصل عن الموضوع.

شيء من القانون

أصدر المغرب مند السنوات الأولى للقرن العشرين مجموعة من النصوص القانونية، التي تهدف إلى حماية التراث الثقافي، سواء المادي منه وغير المادي. وهكذا صدر ظهير شريف رقم 1-80-341 بتاريخ 17 صفر 1401 الموافق 25 دجنبر 1980 المتضمن الأمر بتنفيذ القانون رقم 22-80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية.. ثم مرسوم رقم 2-80-25 المؤرخ في 22 أكتوبر 1981 المتعلق بتطبيق القانون رقم 22-80. كما صدر ظهير شريف رقم 0-06-102 بتاريخ 18 جمادى الأولى 1427 الموافق 15 يونيو 2006 المتعلق بتنفيذ القانون رقم 19-05 القاضي بتغيير وتتميم القانون 80-22 . وفي 29 شعبان 1415 الموافق 31 يناير 1995 صدر مرسوم رقم 2-94-619 حول إحداث وتنظيم متاحف وزارة الثقافة. أما فيما يتعلق بالنصوص التكميلية الأخرى، فيمكن الإشارة إلى: القانون الجنائي (الظهير المؤرخ في 26/11/1962)، وخاصة الفصل 595 منه. وظهير شريف رقم 1-02-297 بتاريخ 25 رجب 1423 موافق 3 أكتوبر 2002 يتعلق بتنفيذ القانون رقم 78-00 المتعلق بالميثاق الجماعي. والمدونة المعدنية( ظهير 16 ابريل 1951)، ومدونة الهيدروكربونات (ظهير 1 ابريل 1992/ قانون 90-21 ).. أما في الجانب العسكري، فنذكر أن المشرع المغربي أحدث لجنة تسمى اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، بمقتضى الظهير الشريف رقم 1-99-266 الصادر في 28 من محرم 1421 الموافق 3 مايو 2000 .

 إعداد: إبراهيم وزيد

مشاركة