الرئيسية مجتمع سهام وكريمة يلجأن للعنف لمواجهة المتحرشين

سهام وكريمة يلجأن للعنف لمواجهة المتحرشين

كتبه كتب في 20 أبريل 2013 - 22:40

تعرضت كل من سهام وكريمة للتحرش الجنسي من طرف أشخاص غرباء في أماكن عامة، لكنهما تمكنتا من مواجهته بالرد على المتحرشين بطريقة عنيفة، بفضل الجرأة التي تمتلكانها، وكان الصمت خيارا مستبعدا بالنسبة إليهن، كما يحدث مع كثيرات خوفا من المجتمع أو المتحرش نفسه..

 صعقت من هول الصدمة، ووقاحة الشخص الواقف بجانبها، ولم تتمكن من تمالك أعصابها، قبل أن تستدير نحوه موجهة إليه صفعة قوية، جعلت الجميع ينظرون إليهما وعلامات الاستغراب والتعجب تعلو الوجوه، غير قادرين على فهم ما يجري من حولهم، قبل أن تتعالى الأصوات ويعرف السبب الذي سيبطل العجب.

صفعة مدوية!
كانت سهام تركب الحافلة ككل يوم بشكل عادي، لأنها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تقربها من مكان عملها، بالرغم من الازدحام والاكتظاظ الكبير الذي تعرفه الحافلة كل صباح، والذي تعودت عليه كل صباح.
الازدحام لم يكن يخلق لسهام أي مشكل مع الركاب الذين يحترمون النساء، ويحاولون الوقوف بكل أدب واحترام، دون أن يقوموا بحركات «قذرة» كما تسميها سهام مستغلين الازدحام، لإرضاء رغباتهم الجنسية، التي لا يستطيعون إرضاءها بطريقة طبيعية.
ذلك الصباح وجدت سهام ذات السابعة والعشرين سنة نفسها على موعد مع أحد المتحرشين الذي حاول استغلال الازدحام، للقيام بمحاولة الاستمتاع بالحسيس على جسدها خلسة، ظنا منه أنها لن تكتشف الأمر، أو أنها ستواجه تحرشه بالصمت خوفا من الفضيحة.
ظنت سهام للوهلة الأولى أن الأمر مجرد سوء فهم وأن الازدحام الكبير هو السبب في  ذلك الاحتكاك، وحاولت الابتعاد بجسدها عن الشاب الذي كان يلتصق بها، إلا أنها اكتشفت أن جسده يملأ الفراغات التي تتركها هي، ويده تتبع جسدها، ففهمت أن الشاب يتحرش بها، ويحاول سرقة لحظات من المتعة في غفلة من الجميع.
لم تشعر سهام إلا ويدها تمتد لتصفع الشاب الذي تسمر وراءها، دون أن ينبس ببنت شفة، وسط اندهاش  كبير من باقي الركاب، قبل أن تبدأ في شتمه والصراخ في وجهه استنكارا لفعلته، ليتطور الخصام بينهما ويصل حد التشابك بالأيدي.
سهام معروفة بكونها لا تتساهل مع من يظلمها، أو يقوم معها بتصرفات لا ترضى عنها، لذلك فكل من يعرفها يتحاشى أن يدخل معها في أي صراع من أي نوع، إلا أن حظ الشاب العاثر هو الذي أوقعه بين يديها، حيث لم تكتف بصفعه، بل بدأت تضربه حقيبة يدها، ولم ينجو منها إلا بعد جهد جهيد وبتدخل الركاب.
رغم انتقام سهام من المتحرش بها، إلا أن هذا الأمر لم يهدئ من روعها، ولم يشف غليلها، وبدأت تشتم في الركاب الذين خلصوه من بين يديها متهمة إياهم بتشجيع هذه التصرفات غير الأخلاقية بدل رفضها، ومساعدة الفتاة على متابعة المتحرش بها قضائيا.
امرأة ملاكمة
كانت تهوى رياضة الملاكمة منذ صغرها، لذلك بذلت مجهودا كبيرا من أجل إقناع والديها بالاستمرار في الرياضة التي تجد راحتها في ممارستها، بالرغم من عدم حصولها على أي عائدات مادية، ولم تكن تدري أنها ستضطر للاستعانة بها ضد أي شخص في يوم من الأيام، حتى وأن تعلق الأمر بالدفاع عن نفسها ضد المتحرشين بها.
كانت كريمة تتعرض لمواقف كثيرة في الشارع تحاول التغاضي عنها، مستبعدة أي إمكانية لاستخدام العنف ضد من يعترضون سبيلها بين الفينة والأخرى، إلا أن الأمر لن يستمر طويلا، حيث ستتعرض لعملية تحرش جنسي ومحاولة اختطاف، ستضطر معه لاستخدام القوة للخلاص منه.
كانت كريمة تستعد للمشاركة في إحدى المباريات في الملاكمة، ونسيت أن تشتري شيئا. خرجت في وقت متأخر من الليل، متوجهة إلى أقرب متجر لشراء حاجياتها، إلا أنها في طريق عودتها من أحد الشوارع المظلمة اعترض سبيلها أحد الشبان الذي فاجأها من الخلف مقدما على إغماض عينيها، ظنت كريمة في البداية أن أحد إخوتها يمازحها.
لكنها بدأت تستشعر الخطر عندما شرع الشاب يلمس وجهها بيديه مع استمراره في إغماض عينيها، والتصاق جسده بجسدها بطريقة غريبة أثارت شكوكها، مما جعلها تستجمع قواها بعد أن انتشر الخوف في جميع أوصالها، ووجهت له لكمة على مستوى وجهه جعلت الدماء تتطاير من أنفه بعد أن علمت أن الأمر يتعلق بتحرش جسدي قد يتطور إلى الأسوأ.
اللكمة المباغثة التي استقبلها الشاب على وجهه، غيرت كل خططه، فلم يجد من وسيلة إلا الابتعاد عن الفتاة التي حولت خوفها منه إلى قوة لمواجهته. شاهدت كريمة الذعر في عينيه، ولم يجد أمامه إلا شتمها بكلام ناب، متوعدا إياها بالانتقام منها، في القريب العاجل.
نجحت كريمة في التحرر من بين يدي الشاب الذي كان يتحرش بها، بفضل الرياضة التي تعشقها والتي شعرت أن وقتها لم يضع هباءا في ممارستها، وأعطته درسا لن ينساه حتى لا يتجرأ مرة أخرى على القيام بمثل ما قام به معها.
مجيدة أبوالخيرات . الأحداث المغربية 

سوس بلوس

مشاركة