الرئيسية اراء ومواقف فرنسا مازالت تقتلنا بأسلحة الفترة الاستعمارية

فرنسا مازالت تقتلنا بأسلحة الفترة الاستعمارية

كتبه كتب في 17 أبريل 2013 - 20:27

رغم مغادرة جيوشها بلدنا أزيد من نصف قرن فإن مخلفات ترسانتها العسكرية لازالت تحصد الأرواح بين الفينة والأخرى، من خلال انفجار قنابل وألغام كانت قد تركتها في أماكن عديدة  بالمغرب خلال حروبها ضد المقاومة، مناسبة هذا الكلام هو الحادث الذي وقع يوم السبت 13 ابريل الجاري   بدوار لميرات جماعة المرس التابعة لإقليم بولمان، و كان ضحاياها شابان يبلغان من العمر  ما بين 13 و 15 سنة، فبعدما كانوا ضيوفا عنذ أجدادهم لقضاء العطلة الربيعية تحولوا إلى أشلاء متناثرة بعد انفجار لغم يعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي، الغام منتشرة بشكل كبير في جبال و قرى المغرب و عادة ما نسمع عن انفجارها مخلفة ضحايا. هكذا ادن تكون فرنسا مستمرة في قتلنا و بنفس الأسلحة التي قتلت بها الآلاف المغاربة  خلال القرن الماضي.

        جاء فرانسوا هولاند فقامت القيامة في استقباله كأنه رئيس كائنات في كوكب آخر غير الأرض يخرجنا من كل أزماتنا ويجعلنا اسعد شعوب الأرض، ولم يأتي على لسانه حتى إلى ما يوحي على الصفحة السوداء لفرنسا بالمغرب من خلال جريمة الاستعمار و الاستغلال، و لم يذكر أن المغاربة هم من بنوا فرنسا المنهوكة القوى عقب الحرب العالمية الثانية عبر تهجير ألاف المغاربة ولعل الكل يتذكر  “موغا” الذي اقتاد أجدادنا لحفر مناجم فرنسا، و أغلبهم اليوم يموتون جوعا و فقرا،  دون أن يحرك مسؤولينا  وسياسيينا الشعبويين ساكنا في مطالبتها بالاعتذار.  لنظف اليوم الى سجلها الأسود  جرائم أخرى نتيجة انفجار ألغامها، أودت بالعشرات ربما المئات ّإذا قمنا باحصائهم من 1956 الى الآن، فهؤلاء الضحايا هم ضحايا مخلفات الحرب وهي أسلحة لدولة معروفة بعينيها، تركتها ولم تعلن عن خريطة مواقع تواجدها إذن تدخل ضمن قائمة  جرائم حرب. فرنسا الاستعمارية مسؤولة عن كل هذا، فعليها مساعدة ضحايا الألغام بتقديم الرعاية وإعادة التأهيل بما في ذلك مساعدتهم على إعادة الاندماج الاجتماعي والاقتصادي وتعويض أسر الضحايا، كما على كل المتضررين من هذه الألغام التكتل ومتابعتها على هذه الجريمة لان القانون الدولي يكفل لهم ذالك من خلال مجموعة من  القوانين الدولية الصادرة في هذا الشأن ومنها اتفاقية “أوتاوا” سنة  1997 التي تعتب فرنسا احدى الطراف الوقعة عليها، وكذا معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد التي دخلت حيِّز التنفيذ في مارس 1999 .

         ففرنسا التي يتبجحون بكل فخر و اعتزاز  لا مثيل له على أنها الصديق الوفي للمغرب و الزبون الاقتصادي الأول عبر نهب ثرواتنا  تقدم لنا بين الفينة و الأخرى هدايا قتل مغاربة عبر  انفجار ألغامها الإستعمارية، فهل من مجيب أم أن روح فرنسا الاستعمارية مازالت تسكنها.

عبد النبي إدسالم

مشاركة