الرئيسية اراء ومواقف السيد رئيس الحكومة أين هم الشباب في البرنامج الحكومي….؟؟؟

السيد رئيس الحكومة أين هم الشباب في البرنامج الحكومي….؟؟؟

كتبه كتب في 31 يناير 2012 - 00:26

العديد من الاسئلة ستتناسل للمطلع على البرنامج الحكومي الذي تقدم به رئيس الحكومة و المعروض للمناقشة و التصويت ، و اذا كانت العديد من الملاحظات التي تقفز لذهن المتتبع للعرض الحكومي الذي تقدم به بن كيران، من قبيل تراجعه عن التزاماته العديدة خصوصا فيما يتعلق بنسبة النمو التي وعد بها المغاربة أثناء الحملة الانتخابية ،التي كانت 7 في المئة لتتحول الى مجرد 5.5 في المئة و التي تظل نسبة مشكك فيها من قبل الاقتصاديين باعتبار أن البرنامج لا يتحدث عن كيفية الوصول لهذا الرقم نظرا لطبيعة الازمة الاقتصادية التي يعيشها المغرب و ارتباطها بعاملين رئيسيين هما “الموسم الفلاحي” و كذا الاستثمارات الاجنبية التي تعرف ركودا حقيقيا بسبب الازمة المالية التي تعيشها اروبا و التي لن يغامر رجال اعمالها بالاستثمار في السوق المغربية، و اذا تجاوزنا هذه النقطة و غيرها من النقط التي تحدث عنها رئيس الحكومة و التي أغلبها لا يحمل أي جديد بل يشكل استمرارية للحكوماة السابقة، و لاسلوب عملها، و تعتبر في النهاية تراجعا عن وعود بن كيران و حزبه الانتخابية، و التي أقسم بأغلظ الايمان على ان يفي بها اذا ما وصل رئاسة الحكومة…..
و اذا كان ما يهمنا في هذا المقام هو الشباب، الذي بفضل حركيته القوية المتجسدة في حراك 20 فبراير و تأثير الثورات العربية على الوضع الداخلي، بالإضافة لرغبة الملك في الاستجابة لمطلب الاصلاح و لمطالب الشباب العديدة ، استطاع المغرب ان يعرف ميلاد دستور 1 يوليوز، و انتخابات قبل اوانها التي أوصلت بن كيران لرئاسة الحكومة، لذلك يحق للشباب ان يتساءل عن موقعه ضمن البرنامج الحكومي و عن مستقبله في الخمس السنوات المقبلة ضمن حكومة ين كيران؟
بالعودة للبرنامج الحكومي و في الشق المتعلق بالشباب المعنون: “اعتماد استراتيجية وطنية لادماج الشباب” فإننا سنلاحظ كون رئيس الحكومة قد أفرد للشباب بضعة أسطر لا تفي حقهم ،و لا قدرهم و قدر الحراك الذي صنعوه، بضعة أسطر لا تتجاوز عدد كلماته المئة كلمة مقسمة لثلاث فقرات صغيرة، بالعودة يمكن ان نسجلها بأنها لا تحمل أي جديد، في جزء غير يسير منها تعتبر مجرد شعارات كالتي أطلقها رئيس الحكومة ابان الحملة الانتخابية و التي تندرج ضمن المتمنيات و لا ترتقي لمستوى الاجراءات العملية التي تخرج الشباب المغربي من أزمته العميقة أزمته الاجتماعية و الثقافية.
الفقرة الاولى بالعودة اليها سنجدها تتحدث عن تأكيد الحكومة على ” انها ستجعل من قضايا الشباب أولوية استراتيجية وورشا حكوميا أفقيا يتجاوز النظرة القطاعية و يتجه الى تبني تصور استراتيجي شمولي…..” الى آخر الفقرة
فهذه الفقرة تتحدث عن ان الحكومة ستجعل من الشباب أولوية استراتيجية، اذا ما اتجهنا مع رئيس الحكومة في هذا الاتجاه و عدنا لمجموع فقرات البرنامج الحكومي و التي في كل فقرة منها يتحدث على أن قطاع ما سيعتبر أولوية، فيجب أن نسأله أي النقط في برنامج الحكومة هو أولوية مادمتم تعتبرون كل قطاع تتناولونه هو أولوية؟ هل الشباب هو الاولوية ام الصحة ام الرفع من نسبة النمو ام القضية الوطنية….أم ماذا؟؟؟
هذه الفقرة الاولى المقتطعة من الجزء المخصص للحديث عن الشباب يجعل منها مجرد خطاب انشائي لا يرقى الى الالتزام السياسي و الحكومي، مادامت عامة و لا تتحدث عن اجراءات محددة حول كيفية جعل الشباب أولوية و حول كيفية “بلورة التصور الاستراتيجي” الذي تحدث عنه البرنامج الحكومي.
الفقرة الثانية فهي اعلان عن فتح حوار وطني و كذا عن ارساء “المجلس الاعلى للشباب و العمل الجمعوي” و كذا دعم “المعهد الوطني للشباب و الديموقراطية” يجب ان نتساءل عن الجديد الذي حمله هنا البرنامج الحكومي؟
أليس ارساء “المجلس الاعلى للشباب و العمل الجمعوي” هو اجراء روتيني بالنظر لان هذا المجلس هو في أصله مجلسا دستوريا تم اقراره بموجب التعديل الدستوري الاخير؟
أليس ارساءه هو تحصيل حاصل لمؤسسة كانت ستخرج للوجود سواء تسلم بن كيران رئاسة الحكومة ام لا مادام المجلس يعتبر مؤسسة منظمة بموجب الدستور و لا ينتظر البرنامج الحكومي لإرسائه و ان أي حكومة كانت ستقوم بنفس الشيء؟
كما ان حديثه عن “المعهد الوطني للشباب و الديموقراطي” هو حديث غير ذي معنى على اعتبار أن المعهد تم انشاءه منذ أكثر من عشر سنوات و هو يشتغل منذ تلك اللحظة، و يعود الفضل في انشاءه للاستاذ محمد الحكص كاتب الدولة للشباب في عهد حكومة الاستاذ ادريس جطو، بالتالي فالمعهد منذ تلك اللحظة و من تاريخ انشاءه و هو يحظى بدعم الحكومة و لم يكن ينتظر قدوم السيد بن كيران و برنامجه الحكومي ليحظى بهذا الدعم الذي حدثنا عنه، اذن فما الجديد الذي تقدم به السيد رئيس الحكومة هنا؟
بخصوص الفقرة الثالثة، و التي هي عبارة عن فقرة غير واضحة اختلط فيها الحديث عن حوار وطني، بشباب العالم القروي الذي كان يجب ان يفرد لهم فقرة خاصة بالنظر لطبيعة المشاكل البنيوية التي يعيشون فيها بالاضافة للمشاكل العامة التي يعيشها جل الشباب المغربي، الى حديثه عن قوافل المواطنة، ثم دعم الجمعيات……و هي جلها أشياء في الاصل موجودة فالحكومات المتعاقبة كلها كانت تشرك الشباب في حملات للتوعية “كالسيدا مثلا و حماية البيئة….” و الجمعيات كانت منذ الاستقلال تحظى بدعم الدولة فقط على السيد رئيس الحكومة أن يعود للائحة الجمعيات و المنظمات المستفيدة من “المنفعة العامة” الموضوعة بالأمانة العامة للحكومة ليعرف عدد الجمعيات التي يشتغل فيها الشباب و التي كانت تحظى بدعم الدولة سواء كان تمويلا مباشرا أو تمويلا من خلال دعم مشاريع التنمية البشرية التي استفاد منها الشباب بصفة خاصة.
ان البرنامج الحكومي الذي تقدم به رئيس الحكومة، خصوصا في الجزء المخصص للشباب جاء محبطا، و لا يواكب مطامح الشباب، فما تطرق اليه بن كيران في خطابه لا جديد فيه، جزء منه هو تحصيل حاصل باعتباره متعلقا بالجانب المؤسساتي لكونها محددة سلفا من قبل الدستور، و الاخر هو يسير في منطق الاستمرارية لما سبق، و لا جديد فيه.
كان على السيد رئيس الحكومة أن يعرف ان قضايا الشباب تتجاوز ما تحدث عنه، و تمتد لجانب مهم و هو المتعلق بهوية الشباب خصوصا في جانبها الثقافي، كان عليه ان يحدثنا عن كيفية تعامل حكومته مثلا مع موسيقى الشباب “الراب خصوصا” الواسعة الانتشار و مع مهرجاناتهم هل سيقوم مثلا بتخصيص دعم مالي لمهرجان “البولفار” الذي يحج اليه سنويا الالاف من الشباب المغربي من مختلف مناطق المملكة، كان عليه ان يحدث الشباب عن كيفية تعامله مع مسرح الشباب و هل سيحظى في عهده بنفس الدعم الذي كان يحظى به سابقا….و الى باقي الجوانب المرتبطة بالشباب و قضاياه، التي تتجاوز الجوانب المتعلقة بتأثير الازمة الاقتصادية و لها ارتباط وثيق بمرجعية الحكومة و فهمها للشباب، كان على البرنامج الحكومي ان يحدث الشباب عن كيفية اشراكه في العملية السياسية و كيفية الحد من عزوفه عن ممارسة العمل السياسي، و رفع نسبة الوعي بأهمية المشاركة في الاستحقاقات المقبلة التي تظل مصيرية بالنسبة للمغرب لأنها ستشهد تنزيل الدستور في شقه المتعلق بالجهوية المتقدمة، و عن كيفية ادماجه في مؤسسات الدولة خصوصا المنتخبة منها، و أهم ما كان على رئيس الحكومة ان يجيب عنه هو لماذا غاب أيضا الشباب عن التشكيلة الحكومية لينضاف هذا الغياب للمرأة الوحيدة المتواجدة في هذه التشكيلة ،ألم يكن يستحق الشباب الذي خرج طيلة أربعة أشهر الماضية ان يجدوا من يمثلهم بالحكومة على الاقل ان لم يمثلهم فكريا قد يمثلهم عمريا؟
ان أهم ما غاب عن البرنامج الحكومي هو كيفية استجابة الحكومة لأحد أكثر المطالب ملحاحية للحركة الشبابية التي تدفقت للشارع بقوة و هو مطلب “اسقاط الفساد” كان منتظرا ان يتحدث رئيس الحكومة عن كيفية الاستجابة لهذا المطلب، لكنه أخلف الموعد مع الشباب و مع الحركة الشبابية المغربية من خلال برنامج حكومي لا يرقى لما يريده الشباب و لن يجسد مطامحه في احداث التغيير وتحقيق الاصلاح.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )
  1. كاضرب على راسك ولا ؟ وزعما مهولينك الشباب حتى لهاذ الدرجة اوليدي؟ الشباب للي فيدو راه الدولة ماعمرها حارباتو، وللي بغى يغني هاذ الكاسيط القديمة باش يوصل على ظهر الشعارات ماعندو مسكين غي الصبر.
    وتا خدم عاد قلب على الوزير والوز والوزيرة، راه عاقو الناس

Comments are closed.