الرئيسية اراء ومواقف الـداوْدي، 66 عـام كـيـحـْـكـي •• ميريكاني، 16 عـام، كيـخــتـرع!

الـداوْدي، 66 عـام كـيـحـْـكـي •• ميريكاني، 16 عـام، كيـخــتـرع!

كتبه كتب في 12 مارس 2013 - 01:02

هــادا هو الفرق بيناتنا، حــنــا “كــنــعـمـــّــروا” الشــّــهارج، وحـدين خـْـرين كــيــصــنــعـوهُـم، بحال شابّ مـيـريكاني ما فاتش السن ديالو 16 العام اللي خــترع أخيرا شــريط صغير يمكن ليك تــكتشف بـيـه سرطان “البانـْـكـرياس”، الرّيـية إلخ، أو فـاين نبت أو ترعرع حب الفضول الإجابي ديال هاد الشاب؟ فى قسم الثــانوية، أو بالضبط فى إطار حصص البيولوجيا، كـتب ل 200 أستاذ فى الولايات المتحدة باش إسمحوا ليه إقوم بتجارب فى المختبرات ديال الجامعات فاين كــيـدرّسوا، يلا ّه أستاذ جامعي واحد اللي ردّ عليه، الدكتور “أنيــرْبان مــايــطــْــرا”، مختص فى أمراض السرطان أو البيولوجية الجزئية أو اللي كيشتغل فى جامعة “دْجونــْـس هوبـْـكـينس” فى مدينة “بالــْـتــيــمور”، الولايات المتحدة، تمكــّن “دْجاك آنـْـدراكا” يصنع هاد الشريط الخاص باش يمكن ألــْـكول واحد بغى يكــتشف فى سن مبكر سرطان البانكرياس، الريــيـّة أو الـِمـبــيض (“أوڨــولــير” بالفرانساوية)، العملية كتشبه ختبار عملية السكر فى الدم. هاد الشريط كـيكون مطلي بـجُسيمات نانو اللي كــدّلك فى ظرف وجيز على الكمية اللي فايتة العادة من زلال (“بروتــيــين”) “ميــزوتــيــلــيــن”.  ثمن هاد الشريط ما كـيفـوتش درهم أو 26000 مرة رْخص من عمليات الفحص اللي مدّاولة ليومنا هادا،  شحال كـتكـلــّف هاد العملية؟ 5 ديال الدقايق

ســبع شــهور أو هو منـكـبّ على هاد المشروع حتى تحقق هاد الحلم، شكون اللي كان كيدّيه أو إجــيــبو؟ أمـــّو! فاين راك آ التــّــمــنية مارس؟ بعد المرّات كيــبقى حتى لــجــّـوج ديال الصباح أو هو كيــبحث. شنو عـملات شركة “إيــنـْـتــيــل” العملاقة، جازاتو بكــثـر من 60 مليون ديال السانتيم، أمـّـا المحطات ديال الراديو ولا ّ التلفزيون غير كيتهاتفو عليه، “سي أن أن”، “بي بي سي”، “فوربيس”، “فوكس” إلخ. فى اللــّول ما كان كيعرفو حدّ، دابا عندو كــثر من 000 50 صديق على الفايسبوك اللي بداوْا كـيطالبوا “الأكاديمة الملكية السويدية ديال العلوم” تكرّمو بجائزة نوبل فى البيولويجا، هادا هو الفرق اللي بيناتنا، بنادم المتحضــّر كيفرح ليك أو إلا كــونتي فاشل، يــبــقــى مساندنك حتى تــنــجح، حنا العكس، إلا كونتي ناجح نـبقاوْا عليك حتى تفــشل، أو ما تــســتـغربش غـيـر إيلا كـلــسنا فـوق مــنــّك أو طمسناك حتى ما قـدّيتيش أتـــّــنفس، لأنك درّقــتي علينا الشمش

أو الفرق الشاسع اللي بيناتنا هو أن الدول المتقدمة عرفات كيفاش تستغل راس المال ديالها أو جميع الطاقات البشرية، حنا لحد الآن كــنــتــّـكــلوا على أقلية اللي ما يمكنش ليها تساعدنا، زايدون الميريكاني ما كــيـعـقـــّدش الأمور، كيـكتشف، يــكتب كيف كـيهـضر، أو إلا ما عمــلناش بحال جميع الدول المتحضـّرة، ما سخـّرناش أو فــجــّـرنا جميع مهارات  شرائح المجتمع المغربي، ما نمشيوش بعيد، شحال من واحد كـيدخول ألــّحبس، ولو هو نابغة، دنبو الوحيد؟ خصــّو إدبــّر على لقمة العيش كيف أمــّا كان، لأن اللي فقير، يكـبر فقير، إعيش فقير أو إموت فقير. ضروري نـتـساءلوا علاش كيدخلوا هاد الجيوش من المحرومين أو المحسوقين ألــّحبس، لأنهم كينتقموا من المجتمع، أو ما حدّنا ما كــنــتــوفـــّروش على لغة بسيطة، ساهلة، بلا ما نقصيوْا حتى لغة من لغات المغرب، ما عمـــّرنا نزيدوا ألــّــقـدّام، أو السلم الإجتماعي غادي ديما إكون مهدّد، أو تنامي الجرائم، لا من  إرهاب إسلامي، قتل، غتصاب، عنف، سلب أو نهب، خطف، أحسن دليل على  التوترات اللي كيعيشها المجتمع المغربي.

شحال عندنا من “حميد الماط ّ” فى البلاد اللي فى إمكانو إفك ّ ليك لغز عملـيات حسابية معقدة قبل من تضرب الأرقام على الآلة الحاسبة، أو شنو كيدير هاد الشاب الموهوب؟ كيبيغ الكارّو بالضّيطاي فى مدينة فاس، كون وفــّرنا ليه لغة بسيطة اللي إكون متــحــكــّــم فيها ماشي هي اللي مــتــحــكــّمة فيه، غادي يفتح شركة، إخــدّم الناس أو يثري أكيد المكتبة الوطنية بالإسهامات، الإختراعات اللي يمكن ليها ترجع بالنفع على المملكة المغربية أو على البشرية جمعاء، إسطونيا مـثــلا، دوّيلة قـدّ “الـبـْـتي بــانة”، السكان ديالها ما فاتوش مليون أو ربعميات ألف نسمة، ولكن المعلوماتيين دياولها هوما اللي ختارعوا “ســْــكايـب” أو باعوه من بعد ألـْ “مـيكـروسوفت” ب 80 مليار درهم، ما ستعملوا لغة اخـْـرى من غير لغتهم المحلية الحية، أو حنا شنو صنعـنا: والــو!

الجيوش ديال الميكانيـســيانات اللي عـنـدنا، يمكن لـيهم إفسخوا ليك الموطور فى رمشة العين إلا بغيتي، أو إلا وفــّرنا ليهم أدوات لغوية أو مراجع علمية مترجمة بلغة كــيــتـقنوا بلا ما إبدلوا أي مجهود يذكر، يمكن ليهم إطــوّروا الموطور القديم أو إصنعوا واحد جديد، جميع الدول الكبرى تقدمات لمــّـا سخـّـرات اللغات المحلية، الحية: الفرانساويين، الميريكانيين، النكليز، الكوريين الجنوبيين، الشنويين، السويديين، الألمانيين، الهولنديين، حتى السويسريين اللي عندهم ربعة ديال اللغات رسمية: الألمانية، الفرانساوية، الإطالية أو الرومانش. الرومانش، يلا ّه 000 50 نسمة اللي كيتكــلـــّــموا بيها ولكن لغة ضاربة، لغة الإبتكار أو الإختراع. أو سويسرا هي اللي كــتــــّــصدّر قائمة البلدان المبتكرة فى العالم بالقياس ألــْـعـدد السكان، كـتـجي من موراها سنغافورا، السويد، ألمانيا، فينلاندا، هولاندا، أما فرانسا كتحتل

المرتبة 14.

البحث العلمي المكتوب بلغة بسيطة، ساهلة هو اللي غادي يضمن لينا الرفاهية، الإزدهار الإقتصادي أو فرص الشغل، لأن الإبتكار والبحث العلمي ضروري يتــّـرجم فى صناعة منتوجات جديدة قابلة للمنافسة، المنظومة التربوية هي اللي كــتــوفر الظروف الملائمة، المهارات والخبرات الازمة باش يمكن لينا نسخروها فى إطار التعامل مع التكنولوجيا، أمــّا الدولة أو المجتمع كيسهروا فقط على توفير الشروط أوتحديد القيم.

ما عندناش فى المملكة ثروات معدنية تذكر، بحال دول الخليج ولا ّ حكــّام جارتنا الجزائر اللي مـجوّعين شعبهم بالعاني أو فـرّقوه بالبارود أو القرطاس ألــْــجوج طبقـات: طبقة عـندها وجبات الأكل كــْـبر من الشهـية، أو طبقة عندها شهـيـة كـبر من وجبات الأكل، لذلك ضروري نركـزوا على تعليم راقي، عصري  كيـدفعنا نفــكـــّروا بطريقة فـردية، مستقلة، نبتاكروا ماشي نحــفظوا بحال ماكنات ما كيجري فى عروقها لا دم ولا روح، لأن الجديد ديما كــيــتــــّـولد فى البكى أو اللي فى العمق كيضمن لينا الرفاهية، أمــّا يد العاملة الرخيصة فقط، ما عمــّرها تكون كافية، لأن المستـثمر الأجنبي اللي غادي إجي عندنا، ما غاديش يبغي غير العضلات ولكن حتى اللي كيـعرف يحسب حتى “لــَـثلاثة”، قاري شي ما تيـســّر أو ما كـيـعـرفـش غير يـقبط التــّسابيح.

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )
  1. Merci professeur

    une très belle analyse

    pleine de bon sens et de sagesse

    Je connais cet

    homme,un grand intellectuel et penseur, plein de bonté et d’amour

    pour son pays, ses ouvrages sont à lire

    on peut visionner son intervention télévisée

Comments are closed.