خرج بعض أعضاء جماعة «الدعوة والتبليغ» عن المألوف في عمليات نشر دعوتها بإقليم قلعة السراغنة، إذ كشفت مصادر حقوقية أن 15 عضوا ينتمون إلى الجماعة نفسها أرهبوا تلميذات إعدادية الليمون، باعتراض سبيلهن يوم الجمعة الماضي، ودعوتهن بطريقة ترهيبية إلى ارتداء الحجاب ، أو يكون مصيرهن العقاب في الدنيا والآخرة.
وقال حسن زعطن، أحد أعضاء جمعية مركز حقوق الناس، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إن الأمر يتعلق ب15 عضوا انقسموا إلى ثلاث مجموعات الأولى تلف رؤوسها بلثام أحمر والثانية بالأخضر والثالثة بالأبيض، مضيفا أن المجموعات الثلاث انقسمت أمام إعدادية الليمون وانتظرت إلى حين خروج التلاميذ في الساعة السادسة مساء قبل أن يعترضوا سبيل تلميذات تتراوح أعمارهن ما بين 13 و15 سنة، ودعوتهن بطريقة مخيفة إلى ارتداء الحجاب وترديد عبارات تخويفية من مصير السافرات اللواتي لا يرتدين الحجاب.
وزاد الحقوقي نفسه أن المجموعات استخدمت ألفاظا «تهديدية»، ما حذا ببعض التلميذات إلى تركهم والانصراف إلى حال سبيلهن وهن يشعرن بخوف بسبب الأسلوب غير المعهود في أعضاء جماعة «الدعوة والتبليغ»، في حين واصلت المجموعات مسيرتها باتجاه حيين سكنيين، قبل أن يتوزع أعضاؤها على أزقة حي «الهناء 1» و»الهناء 2» لاعتراض سبيل أي امرأة أو فتاة تخرج من البيت ودعوتها إلى ارتداء الحجاب، أو يكون مصيرها العقاب في الدنيا والآخرة، ما استغربه سكان الحيين، واعتبروه أسلوبا مستهجنا في الدعوة.
وكان الأعضاء أنفسهم جابوا مجموعة من الجماعات القروية آخرها جماعة بني عامر قبل أن يحلوا بقلعة السراغنة لمواصلة دعوتهم، وقدموا أنفسهم على أنهم ينتمون إلى جماعة «الدعوة والتبليغ» التي يوجد مقرها بالدار البيضاء.
وقال الفاعل الحقوقي نفسه إن جمعيته أجرت اتصالات هاتفية بالسلطات الأمنية للمدينة، «طبعا اتصلنا بهم لأننا لن نسمح بأن تتحول المدارس إلى مكان للدعوة، خاصة أن سن تلاميذ الإعداديات لا يتجاوز 15 سنة، وأغلبهم لا يستوعب مضامين الخطاب الديني الترهيبي، لذلك طالبنا السلطات الأمنية بحماية التلاميذ من مثل هذه الممارسات، وحماية الحقل الديني المنظم ببلادنا».
يشار إلى أن جمعية «الدعوة والتبليغ» دأبت على تنظيم جولات في الجماعات القروية على وجه الخصوص لتعليم المواطنين في المساجد كيفية الوضوء والصلاة بطريقة صحيحة وغيرها من العبادات بطريقة سلمية.
ض. ز
