الرئيسية للنساء فقط تارودانت:مسنة تعنف ابنها أمام الهيئة القضائية وتكشف بأنه شاهد زور

تارودانت:مسنة تعنف ابنها أمام الهيئة القضائية وتكشف بأنه شاهد زور

كتبه كتب في 26 فبراير 2013 - 16:49

بينما كان الشاهد يدلي بشهادته حول معاينته الاعتداء الذي تعرض له أحد المشتكين، قامت الأم من الكراسي الخلفية بابتدائية تارودانت يوم الجمعة، مخترقة الصفوف لتصل أمام قفص الاتهام، وأمسكت بخناق ابنها الشاهد،  وصارت تعنفه مرددة “ما حشمتيش آ المسخوط تكذب على ذاك لي خلقك”. اضطر القاضي إلى توقيفها مستعينا بالأعوان، واستفسرها عن ردة فعلها تلك معتقدا أنها من أقرباء المشتكى به، غير أن المفاجأة كانت من العيار الثقيل، فقد ردت هذه السيدة” هذا أسيد القاضي، راه ولدي، جا باش يشهد بالزور لصالح المشتكي”.

كانت الأمرو تسير عادية بالقاعة رقم 1 ، غلى أن نودي على ملف عدد 123/ 13 تقدم المشتكي والمشتكى به، والشاهد، وسرعان ما صرفه الرئيس غلى خارج القاعة، وشرع في الاستماع إلى الطرفين حول التعنيف والضرب والجرح المرفوق بشهادة طبية تثبت العجز الذي تعرض له المشتكي، الأول يثبت واقعة الاعتداء والثاني ينفيها جملة وتفصيلا، وفي المرحلة الثانية من التقاضي نادى رئيس الهيئة على الشاهد فدخل القاعة وهو يسرع الخطى.

“اسمك واسم باك وأمك، فين تزدتي…هز يديك وقول اقسم بالله العظيم حتتى نقول غير الحق..” اسئلة اعتيادية مر عليها الشاهد مرور الكرام، ليشرع في سرد تفاصيل شهاته حول معاينته لواقعة الاعتداء على المشتكي.

وقبل أن ” يغرق الشقف ” للمتهم، خرجت امرأة مسنة تشرف على الستين من العمر، من بين الصفوف مسرعة لا تلوي على شئ، فتقضت على الشاهد من الخلف وأمسكت بخناقه، وبدأت تمخض رأسه مثل قربة الللبن، وتسأله كيف تتجرئ على أن تشهد بالزورن ألا تخشى الليه يا مسخوط الوالدين. لم يدري كيف جاءت غلى المحكمة لتكون شاهدة على زور شهادته.

بعد تخليص الابن من قبضة أمه، الرئيس ترك  الشاهد المتهم بالزور، جانبا ليسألها مبديا اهتماما بردة فعلها وسألها، وما دليلك بكون شهادته مزورة، وانه اختلقها اختلاقا . لتجيب على الفور وعينيها مركزة نحو الهيأة القضائية ” كان معايا هذاك النهار، ولم يعاين اي اعتداء” الأم التفت بسرعة نحو الابن صاحب الشهادة المفبركة لتعطي لكلامها مصداقية ” ياك كنتي معايا هذاك النهار كيف درتي حتى شفتي بأن هذا هو ضرب لي هذا” في إشارة إلى المشتكي والمشتكى به الماثلين أمام العدالة”.

سكت الابن ولم ينبس ببنت شفة، فسألها من جديد رئيس الجلسة، وعلاش جيتي حتى للمحكمة باش ” تشنقي عليه” لترد خفت على مسخوط الوالدين من عذاب جهنم، تايشهد بالزور. كانت الأم تتحدث بصرامة وقلق في الوقت الذي قابل الحضور حديثها  وردة فعلها بالضحك، نالت التصفيق من الحضور، واشاد بها المحامون الحاضرون.

استطاعت المرأة المسنة أن تنقذ مظلوما من السجن النافذ، وأن تخلق طريفة نادرة أمام الهيئة القضائية بابتداية تارودانت، فبفضل رباطة جأشها، تراجع ابنها عن شهادته التي شرع في ترديدها على الهيئة القضائية، كما تراجع عن شهادته واقواله التي أدلى بها لدى الضابطة القضائية ضد المشتكي به المتهم بالضرب والجرح، ليقر بأنه اتفق مع المشتكي بأن يختلق هذه الشهادة.

رئيس الجلسة بعدما تبين له أن المشتكي، يرغب في الزج بالمتهم قضى ببرائته، ولم يعر اهتماما لا إلى شهادة ابن المسنة، ولا إلى الشهادة الطبية التي منحته 22 يوما من العجز. فقد فكت المعاناة عن القاضي، ويسرت العسر عن المتهم، ونابت عن محامي الطرفي الادعاء.

سوس بلوس

مشاركة