الرئيسية مجتمع تافراوت : شح السماء يهدد شجرة أركان

تافراوت : شح السماء يهدد شجرة أركان

كتبه كتب في 26 فبراير 2013 - 11:42

“اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحيي بلد الميت” هكذا انطلقت الأصوات مرددة الدعاء بمجرد ما ارتفع به صوت المأموم, فور انتهاء صلاة الجمعة الأخيرة بمسجد تافراوت القريب من مقر بلدية المدينة. كانوا يتتبعون أخبار الأحوال الجوية من خلال النشرات الاخبارية, وبدون نوعا من الحسرة لأن الغيمة لم تشمل أجواءهم. ورغم دلك نلا يفتؤون يرددون على الأسماع أن باب الرحمة مازال مفتوحا, لعل الأمطار المتأخرة تحمل لهم بصيص أمل ينعش أشجارهم ” الساحرة” لتجود بغلة وفيرة.

انتهت الصلاة, وانتهى المأموم, لتظل الحسرة في النفوس. كانت الوجوه ترنو الى الاستجابة, لعل سحبا مهملة بالغيث تهطل على المجال الشاسع لتراب البلدية, فتسقي زراعات السكان المنتشرة بالدواوير المتفرقة بين جبال الأطلس الصغير, وتحيي خضرة الأرض, فتسيل  المياه جداول تسر الناظرين الدين يقصدون تافروات من أجل اكتشاف أشكالها التضاريسية المتنوعة.

“راه الشجرة خاصها الما…”, جواب تردد على لسان شابة, مازالت الابتسامة التي تطبع على شفتيها توحي بالأمل, رغم الحسرة التي تطبع نفوس المزارعين والتجار.

كانت المناسبة تفاوض بين بعض زوار المدينة الصغيرة القابعة بين صخور جبال الأطلس الصغير خلال نهاية الأسبوع, وبائعة مستخلصات الشجرة “الساحرة” التي يعتبرها التفراوتيون “كنزهم الدي لا يفنى”.

شحت الأمطار وتأخر سقوطها, فتأثرت الكثير من زراعات الفلاحين الصغار بتافراوات الأطلس, والدواوير المحيطة بها, المتمسكين بالأرض على قلة مساحتها الصالحة للزراعة. وتأثرت الكثير من السواقي والوديان المنشرة في تافروات عموما. الأمر الدي أثر كثيرا على الشجرة “المعمرة” التي ضعف منتوجها من ثمار حبات الأركان, المتعددة الاستعمال.

وحسب “حنان” وهي شابة في مقتبل العمر, التي تحتفظ بالكثير من سمات وأخلاق فتيات الأمازيغ بالمنطقة. وهي الشابة التي تسير المحل التجاري الدي يعرض الكثير من مستخلصات شجرة الأركان, والدي تملكه  الأسرة بكل الهمة والنشاط المطلوبين. فان “شح السماء ساهم في ارتفاع الأسعار” لدلك ف

“عبرة” (حوالي اثني عشر كلغ من الأركان) وصل سعرها الى ستمائة درهم, الأمر الدي جعل ثمن اللتر الواحد من زيت الأركان يصل بدوره الى مائتين وثلاثين درهما” . في الوقت الدي كان سعر الكمية نفسها _ حسب البائعة نفسها_ لايتجاوز مائتين وخمسين درهما لكل اثني عشر كلغ من حبات الأركان الناضجة. وهو ما جعل الاقبال على زيت الأركان “يعرف بعض التراجع” بعد ارتفاع الثمن.

وتدكر “حنان” أن شح الأمطار ساهم في أن تصل “العبرة” من الأركان خلال بعض المواسم الحافة الى ألف ومائتي درهم (سنة 2010(

الأمر الدي انعكس بدوره على سعر اللتر الواحد من زيت الأركان, الدي وصل الى الى ثلاثمائة وخميس درهما, في غياب الجودة المرجوة.

ورغم شح الأمطار وقلة المنتوج, لازالت حبات الأركان التي تنتجها الشجرة “الساحرة” مدللة بين أيدي سكان تافراوت, بترع نساؤها في اعدادها وتهييئها زيتا صافيا. ومنتوجات تجميلية. وكدلك خليطا للتغدية, عندما يمزج طحين اللوز بزيت الأركان, ليستهلك الزبون مزيجا يعرفه المغاربة باسم “أملو”. فهل يجىد المغرمون بهده المنوجات ضالتهم عند زيارة تافراوت؟…

رشيد قبول

مشاركة