الرئيسية مجتمع مناقشة موقع الطفل في برامج التنمية خلال ندوة بأكادير

مناقشة موقع الطفل في برامج التنمية خلال ندوة بأكادير

كتبه كتب في 14 فبراير 2013 - 11:13

انطلقت مساء اليوم الأربعاء 13 فبراير 2013 بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير فعاليات ندوة علمية حول موضوع “موقع الطفل في برامج التنمية” والتي نظمها المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات تحت شعار “الطفل ركيزة التنمية ورهان المستقبل”.

وحضر هذا النشاط عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الأستاذ محمد لطيفي رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والانتاج التربوي، وعن نيابة وزارة الشباب والرياضة باكادير السيد أحمد أسكساي مدير دار الشباب الحي الحسني بأكادير، وعن جامعة ابن زهر الدكتور أحمد ليسيكي أستاذ علم النفس الاجتماعي ورئيس شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير، وعن مركز حماية الطفولة فتيات السيد فؤاد واعلي مدير المؤسسة، وعن إذاعة MFM السيدة كريمة الحراثي صحفية ومقدمة برنامج راديو موند، كما شهدت الندوة مشاركة كل من الكاتبة العامة لجمعية تزنين لمساعدة الأطفال المتخلى عنهم بأكادير السيدة أنيسة العبداوي، والسيدة فاطمة الزهراء الحجي رئيسة الجمعية الخيرية لدار الطالبة بأمسكرود، والسيدة لمياء فاريدي المحامية والفاعلة الجمعوية عن اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بأكادير.

افتتحت الجلسة بكلمة باسم المنتدى المغربي للتنمية والثقافة حوار الحضارات تناول من خلالها السيد ابراهم الرامي نائب الرئيس ومدير البرمجة والتخطيط ظروف تأسيس هذا الاطار الجمعوي وأهدافه واستراتيجية عمله فضلا عن مجموع من الأنشطة الثقافية والتنموية التي نظمها خلال السنوات الثلاث  الماضية.

وفي معرض مداخلته أشاد الأستاذ احمد أسكساي بالأدوار التي تضطلع بها النوادي التي خلقتها وزارة الشباب والرياضة لفائدة الطفولة والشباب، وهي أدوار تربوية، تنشيطية تساهم في صقل مواهب الطفل، وتنظيم وقته وابعاده عن الانحراف. أما الدكتور أحمد ليسيكي فتحدث عن مفاهيم وأساليب التنشئة الاجتماعية في حياة الطفل مذكرا أن هذا الأخير أضحى موضوع اهتمامات الأسرة، والمجتمع المدني، والباحثين أيضا خصوصا بعد هبوب رياح العولمة التي جعلت الأسرة المغربية تتحول بشكل سريع وما لذلك من تأثير على تنشئة وبناء الطفل. ويبقى الأسلوب التبادلي والتشاركي من أساليب التنشئة الأكثر نجاعة حيث يجعل من الأسرة مجموعة من الشركاء يقوم كل واحد بدوره.

ولم تتردد الأستاذة والمحامية لمياء فاريدي في التذكير بالأوراش الكبرى التي تعرفها المؤسسة القضائية بالمغرب. كما أشارت إلى أن الطفل يحضى أيضا باهتمام القضاء من خلال مصادقة المغرب على ترسانة قانونية تهم حماية الطفل سواء تعلق الأمر بالمواثيق الدولية أو مايتعلق بالبيت الداخلي المغربي خصوصا مدونة الأسرة التي تهتم بحماية حياة الطفل، وهويته، وصحته، ودينه، وتعلمه وتكوينه. بيد ان التنزيل الحقيقي لمختلف القوانين لازال متعثرا ويحتاج إلى إرادة وشجاعة قويتين.

كان عرض مركز حماية الطفولة للفتيات بأكادير فرصة لتعريف الحاضرين الذين تجاوز عددهم  المئة بالمجهودات التي يبذلها الطاقم الساهر على إدارة المؤسسة. فقد أعطى مديرها السيد فؤاد واعلي احصائيات مهمة تتعلق بظروف التحاق النزيلات بالمؤسسة، حيث أن 89% من النزيلات في وضعية صعبة الشيء الذي يأخذنا إلى التساؤل عن مسؤولية الدولة حيال هذا الملف الشائك. كما أن المؤسسة ومن خلال شراكات مختلفة استطاعت أن تجني ثمار مجهوداتها والتي أعطت نسبا مهمة في الادماج داخل المجتمع، والأمر يتعلق بتكوينات مهنية مكنت النزيلات من ولوج سوق الشغل.

أما السيدة أنيسة العبداوي فقد قدمت تجربة جمعية تزنين، وهي تجربة تخفي مجهودات جبارة تتظافر من أجل النقص من حدة جملة المشاكل التي تعترض سبيل هذه الجمعية خصوصا المتعلقة منها بتأهيل الموارد البشرية اللازمة لملازمة مجموعة من الأطفال والرضع من ذوي الاحتياجات الخاصة من جهة، ومن جهة أخرى مجموعة من الأطفال الذين بلغوا سن الرشد إلا أن إعاقتهم تحول دون اندماجهم في سوق الشغل مثلا.

المداخلة السادسة للأستاذ محمد لطيفي تناولت محور التربية على التنمية المستدامة في المنظومة التربوية، كما تناولت مجهودات الدولة في الارتقاء بالتعليم العمومي حيث تطورت أساليب التقويم والامتحانات وكذلك الايقاعات الزمنية بجميع الأوساط فضلا عن استعمال التكنولوجيا الحديثة وتفعيل أدوار الحياة المدرسية مع اعطاء العملية التعليمية التعلمية نفسا جديدا تراعى فيه الفروق الفردية ويرتقى فيه بالوسط المدرسي لأداء المهام المنوطة به. أما البرنامج الاستعجالي فقد عرف اخفاقات همت النقص الحاد في البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية، وتفعيل أدوار المجالس داخل المؤسسات، والتكوين المستمر…

إذا كانت الفتاة القروية قد عانت الأمرين، وانقطعت عن الدراسة لبعد منزلها عن الثانوية الاعدادية فإن تأسيس الجمعية الخيرية لدار الطالبة بأمسكرود على سبيل المثال أعاد الفرحة للنفوس كما أعاد الطفلة لقاعة الدرس. فقد قدمت السيدة فاطمة الزهراء الحجي عرض تجربة الجمعية الخيرية التي ترأسها بأمسكرود والتي تأوي وتطعم تلميذات وافدات من مختلف الدواوير المنتمية للحوض المكون من سبع مجموعات مدرسية. الجمعية استطاعت عقد شراكات مع مؤسسسات حكومية وغير حكومية كما تقوم بأنشطة مختلفة تعطي نفسا جديدا للحياة داخل دار الطالبة.

آخر مداخلة كانت للصحفية كريمة الحراثي التي أطلعت الحاضرين على أهمية برامج الأطفال في فسح مساحات للنقاش الحر والتعبير عن همومه وآلامه. فإذاعة MFM ومن خلال ساعتين في الأسبوع تستطيع التواصل مع الأطفال على الصعيد الوطني ببرنامج يوجه الفكرة والذاكرة والخيال ويفتح ذهن الطفل على العديد من المسائل الحياتية، وينمّي معارفه، ويقدم له معلومات عامة وما إلى ذلك.

وبعد أن قدمت جميع المداخلات فتح المجال أمام الحاضرين لطرح تساؤلاتهم وابداء آرائهم. تساؤلات لها أكثر من دلالة وتحمل توصيات لأكثر من جهة. ورفعت أشغال الندوة العلمية على الساعة السابعة مساء.

تجدر الاشارة إلى أن هذه الندوة هي الرابعة من نوعها ضمن سلسلة الندوات والموائد المستديرة التي ينظمها المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات تحت شعار “لنتواصل”.

رشيد زكي

رئيس المنتدى المغربي للتنمية والثقافة وحوار الحضارات

مشاركة