استمعت عناصر الأمن بالدائرة الأمنية الثامنة بدرب الكبير بالبيضاء إلى مشعوذ أوقفته بعد شكايات قدمتها ضده نساء من المدينة ذاتها، أكدن فيها أنه استغل ثقتهن ويأسهن للحصول منهن على الملايين، دفعن بعضها له عن طواعية، واستولى على مجوهرات وأغراض الميسورات منهن من بيوتهن، بعد أن طلب منهن زيارتها لتخليصهن من السحر.
وقالت إحدى الضحايا إنها لجأت إلى الدائرة الأمنية لتقديم شكاية ضد المشعوذ قبل أن تفاجأ بوجود أخريات للغرض نفسه بعد أن اكتشفت أن المشعوذ المعروف باسم «طوطو» خدعهن وباعهن «مخ ضبع» مزورا، إذ أوهمهن أنه حصل لهن على المادة التي يعتقد الكثيرون أنها تفتح أبواب الفرص الجيدة، وباعهن إياها بمبالغ طائلة.
وأكدت الضحية أنها كانت تعاني مرضا عضويا في الكبد لم تستطع الفحوصات الطبية اكتشافه مبكرا، وظلت تعاني صداعا في الرأس، قبل أن تؤكد لها صديقات أنها أعراض سحر، وأن المشعوذ «طوطو» سيخلصها منه، مضيفة أنها طرقت بابه وصرفت عدة ملايين دون أن ينتهي الصداع، ليطلب منها أن يزور بيتها ويكتشف المكان الذي وضع فيه السحر.
وسجلت الضحية أنها سمحت للمشعوذ بدخول بيتها، ليطلب منها البقاء في المطبخ ويجول وحده في البيت، مؤكدا أن عفاريته تساعده على البحث عن المكان الذي وضع فيه السحر وأنه يفجر أنواعا من البخور في بيتها لاكتشافه، إلا أنه استولى على مجوهرات بقيمة 10 ملايين، قبل أن يبدأ في تهديدها بمده بمبالغ أخرى أو يفضحها وسط أصدقائها والطبقة الميسورة التي تنتمي إليها.
وكانت الضحية وجهت، عبر محاميها، إنذارا إلى المشعوذ ليكف عن تهديدها عبر الهاتف، خاصة أنها اكتشفت سرقاته، كما وضعت حدا لمعاناتها الصحية بعد تشخيص مرضها وإزالة الورم الذي سبب لها الصداع، لكن، تضيف الضحية، لم يأبه المشعوذ إلى مضمون الإنذار وواصل تهديداته، مؤكدا أنه ذو نفوذ وأن له علاقات مع نافذين يضمنون له الحماية، ما جعلها تلجأ إلى الأمن. وقالت الضحية إنها تعرفت في بيت المشعوذ على نساء من طبقات ميسورة وحاصلات على شهادات عليا يقصدن المشعوذ من أجل الحصول على «مخ الضبع» مقابل أموال طائلة، إلا أنهن يكتشفن أنه خدعهن، ويمنعهن خوفهن من افتضاح أمرهن من تقديم شكايات ضده.
ضحى زين الدين
