الرئيسية اراء ومواقف ويلات الإسلاميين.. مع الحكم!!

ويلات الإسلاميين.. مع الحكم!!

كتبه كتب في 10 فبراير 2013 - 23:49

ويلات الإسلاميين مع الحكم لم تتوالى، منذ اعتلائهم للكراسي، و نبال الأسهم تصوب إليهم،     و حراك الشارع لم  يتوقف، و انتقادات المعارضة التي تسعى لسحب البساط الأحمر من تحت أقدام حكام ما بعد الثورات مستمرة، والجدل الدائم بين الإيديولوجيات  الذي طفا فوق السطح بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم، و الخلاف حول طبيعة الدولة مدنية أو دينية أو عسكرية، و غيرها من الصراعات التي لاتخدم لا البلاد و لا المواطن العادي الساعي وراء قوت يومه   والباحث عن شغل وصحة و تعليم وقضاء نزيه ومَسكن ومسِكينة. بل تخدم بالأساس الطبقات المتناطحة على السلطة، الساعية وراء الإمساك بزمام الأمور، ثم اللف و الدوران على مطالب المواطنين، والدس على المبادئ التي يزعمون أنهم متشبثون بها مهما كان، وتعلو المصلحة الذاتية على كل سنوات الضياع في النضال من أجل ملء  و تكديس أموال الشعب في البنوك و الخزائن بأسماء مستعارة، و اقتناء أفخر ملذات الحياة، و العيش في أفخم الفنادق والمنازل، هكذا يرى أغلب المناضلين مستقبلهم مع السياسية في حال نجحوا في الوصول إلى سدة الحكم.

 لكن هل الاتهامات الموجهة للأحزاب الإسلامية في دول الربيع العربي  من قبيل بسط نفوذ على كل دواليب الدولة حقيقة أم مجرد دعاية؟ الهدف منها هو الإطاحة  أو إعاقة حكم الإخوان، و العمل على تدني شعبية هذه الأحزاب، حتى يتسنى للعلمانيين أو العسكريين العودة إلى مراكز القرار، ما يقع في مصر من احتجاجات و تظاهرات وتخريب للدولة، وما يقع في تونس   و آخرها اغتيال أحد المناضلين اليساريين، يبدو جليا  أن المتضرر الأكبر من هذه العمليات هي الدولة نفسها، و الأحزاب الحاكمة و الرابح هم أصحاب الفتنة.

 صحيح أن الثورات لم تكن لا هي يسارية و لاهي إسلامية على الأقل ظاهريا، وهذا من بين أسباب النجاح حيث شاركت فيها كل أطياف الشعب بدون انتماءات سياسية محددة، لكن الانتخابات الرئاسية و التشريعية، أفرزت حكومات إسلامية، و هذا كان منتظرا بحكم أن هذه الأحزاب عاشت مآسي كثيرة، من اعتقالات و تعسفات وإهانات في حقهم، أي أن وضعيتهم كانت أقرب إلى الطبقة المتضررة من حكم الأنظمة السابقة، بغض النظر عن المبادئ الإسلامية التي تتبناه هذه الأحزاب، إذا وصول الإسلاميين إلى الحكم كان بدافع التعاطف الكبير معهم  من طرف الشعوب إضافة إلى قوة تنظيمهم و قربها من نبض الشارع من خلال العمل الجمعوي و غيره.

 لكن وصول الإسلاميين إلى السلطة، رافقه إحساس بخيبة أمل من طرف الليبراليين و اليساريين وفلول الأنظمة السابقة و غيرهم، وربما من الأخطاء التي وقعت فيها الأحزاب الإسلامية، هي انشغالهم بالحكم، و نسيانهم أو تناسيهم تقديم للمحاكمة المتورطين في الأنظمة السابقة، من سياسيين و رجال الأعمال و عساكر و أرباب  مؤسسات وقناصة وغيرهم الذين تبث في حقهم أنهم أكلوا مال اليتيم و قهروا المسكين وشردوا وقتلوا وسجنوا بدون وجه حق حتى كل من قال لا في عهدهم. ولهذا كان من الضروري أن تكون فترة ما بعد الثورات هي فترة المساءلة  والمحاسبة، بعد ذالك يمكن الشروع في عملية البناء الديمقراطي.

 كانت الثورات العربية تطالب بالديمقراطية، و الأخيرة أفرزت أحزاب إسلامية، و لهذا كان من الواجب على الديمقراطيين احترام نتائج صناديق الاقتراع، لأن إسقاط أو التفكير بالإطاحة بالإسلاميين من الحكم بعد فترة وجيزة، سيجعل البلاد العربية تعيش في دوامة الفوضى و عدم الاستقرار. أصبحت السلطة في البلاد العربية بعد عقود من الفساد أشبه ما تكون ببيضة محفوفة بالشوك، إن أمسكت بها تألمت و إن تركتها سقطت ستتألم أكثر.

رشيد أيت الطاهر

مشاركة