الرئيسية حوارات د.أحمد صابر : التلاقح الإسباني الباعمراني أحدث تغييرا جذريا خبا وهجه بعد الاستقلال

د.أحمد صابر : التلاقح الإسباني الباعمراني أحدث تغييرا جذريا خبا وهجه بعد الاستقلال

كتبه كتب في 16 يناير 2012 - 00:27

يتحدث الدكتور أحمد صابر عميد كلية الآداب بابن زهر في هذا الحوار عن الأطماع الأجنبية التي أحاطت بمنطقة أيت باعمران، ليصل سنة 1935 التي تمكن خلالها الإسبان من فرض حمايتهم على المنطقة،  ويرى في إحداث عمالة بسيدي  إفني انطلاقة جديدة لاستعادة المدينة شعلتها المنطفئة، وفي نقطة ثانية يعرج الباحث، على مرحلة تراوحت بين التعايش والصدام الباعمراني الإسباني، تساكن وفورة وصلت القمة خلال ستينيات القرن الماضي، ويختم أحمد صابر كلامه بالحديث عن لحظة الجلاء سنة 1969 ، وما تلاها من ” انطفاء” للشعلة الثقافية التي أفرزتها 24 سنة من التواجد الباعمراني تحت ظل ثقافة إيبرية وافدة متطورة، وعرض في معرض جوابه عن مرحلة ما عبد الاستقلال لما خيم على سيدي إفني من إحساس بالتهميش، ويدعو أحمد صابر في ختام حديثه، إلى ضرورة جلوس كل الفاعلين بالمنطقة حول طاولة حوار واحدة من أجل تنمية المنطقة اعتمادا على مؤهلاتها المتعددة، واستعادة كل الأشياء الجميلة التي أفرزها التلاقح الباعمراني، خصوصا أن كل المقومات متوفرة الآن بعدما أصبحت لحاضرة ايت باعمران عمالة خاصة بها.

 

نود أستاذ أن ترصدوا لنا بإيجاز ملامح لحظة ما قبل الدخول الإسباني لأراضي أيت باعمران وقيام حاضرة سيدي إفني

الحديث عن سيدي إفني لا يستقيم إلا في إطار الحديث عن منطقة أيت باعمران، الإثنان يتداخلان بشكل عضوي، يمكن الحديث بشكل شمولي عن ثلاث لحظات أساسية في تاريخ المنطقة، لحظة 1935، شكلت الدخول الفعلي للاستعمار الإسباني، وسنة الجلاء الناهئي التي صادفت سنة 1969 ، وإلى جانبهما، اللحظة الحالية 2010 التي جاءت بتقطيع إداري جديد ارتقة إثره سيدي إفني ليصبح عمالة لحاضرة أيت باعمران.

إن تواجد الإستعمار الإسباني بسيدي إفني لم يأت من فراغ، لقد جاء في إطار تقسيم شمال أفريقيا مثل قطعة حلوى على القوى الغربية العظمى مثل إسبانيا وفرنسا، وألمانيا، إن منطقة سيدي إفني آلت للاحتلال الإسباني على اعتبار موقعها الجغرافي المحايث للجزر الخالدات، والمفتوح على الواجهة البحرية بين الطرفين. وينغي هنا التأكيد أن  دخول المستعمر واستحكامه بالمنطقة بما يملكه من قوة وتقدم، لا يعني انتفاء المقاومة خلال هذه الفترة. فالباعمرانيو طوال مدة الحماية المفروضة عليهم لم ينزلوا قط أيديهم، فظلت بالقبائل المجاورة جيوب مقاومة تتحين الفرصة لإظهار عصيانها ورفضها لهذا التواجد الأجنبي فوق ترابها. ويحتفظ تاريخ أيت باعمران بعدة أسماء ظلت ترفض هذا الاستعمار وتقاوم وجوده، إلى جانب أسماء تعايشت مع الواقع المفروض وتراوحت مواقفها بين التعايش والرفض.

لكن التواجد الإسباني غير جذريا نمط عيش الباعمرانيين فكانت حاضرة سيدي إفني تضاهي حتى مدينة أكادير قبل حدوث ” انتكاسة” ما بعد الاستقلال.

+ عندما نتحدث عن الاستعمار، نتحدث كذلك عن ثقافة ولغة القوي المحتل، فقد تلاقحت الثقافة الإسبانية مع التقاليد المحلية، ومع اللغة الأمازيغية، والعربية والحسانية السائدة بمناطق أيت باعمران، إن دخول الثقافة الوافدة أحدث تغيرات جذرية، فقد ازدهرت التجارة عبر البحر بين سيدي إفني والجزر الخالدات، كما توفقت إسبانيا في خلق نوعا من الرفاه في العيش، وفرص شغل جديدة، كما رسخت ثقافة حديثة مغايرة بين الباعمرانيين. لقد احدث التلاقح الثنائي نمطا جديدا من الوعي داخل المجتمع الباعمراني، عرف حراكا اقتصاديا وثقافيا، بعدما ظل متساكنا على شكل قرى وقبائل. حدث التلاقع والتفاعل من الجانبين، فبين سنة 1935 و 1969 عاشت جيل من الإسبانيين إلى جوار الباعمرانيين، وولدت أجيال من الإسبانيين  بسيي إفني وأيت باعمران مازالت تحن لزيارة مسقط رأسها حيث عاشت ذكريات الطفولة، في نفس الوقت كثير من العائلات بسيد إفني هاجرت نحو الجزر الخالدات وشبه الجزيرة الإيبرية قصد العمل والاستقرار، عاش الطرفان لحظات تساكن رغم وجود نشاط جيوب المقاومة، وأثمر الانصهار الثنائي  مستوى مغايرا من العيش والوعي يختلف بالتدريج كلما توجهنا نحو مدينة تيزنيت. فقيم الحضارة الإسبانية تفاعلت بشكل عيمق مع الثقافة المحلية وصلت حد أن عائلات باعمرانية مازالت تتحدث لغة مزدوجة رغم أنها لم تتمدرس، ولم تتعلم الإسبانية.

و كيف وقع هذا الانقلاب على الإسبانيين رغم هذا التلاقح الجميل المرفق بمستوى عيش مخالف عما سبق؟

 ما وقع في المغرب لا يختلف، عما عاشته سيدي إفني، فقد طرح مشكل الهوية والوطنية بشكل متزايد، كما ازداد الوعي بخصوص ما يكتسيه الاحتلال من خطر على الهوية المغربية، كان الإسبان مستحكمين بسيدي إفني غير أن شرارة المقاومة انطلقت من طرف قبائل أيت باعمران ضد الإسباني مثلما قادتها هذه القبائل ضد المحتل الفرنسي في الاطراف الشمالية.

– لكن فرحة الاستقلال تقوضت في اليوم الأول من جلاء لآخر جندي إسباين عن سيدي إفني ؟ 

ما حدث لم يكن في مستوى انتظارات ساكنة سيدي إفني، شهدت المدينة نوعا من التهميش الاقتصادي، لم تهيئ البدائل الاقتصادية قصد الاستمرار في مستوى العيش الذي ألفته الساكنة، انطفأت الشعلة التي

خلقها التلاقح الباعمراني الإسباني، فحدثت هجرات نحو جزر الكناري، ونحو المدن المغربية الداخلية. والسؤال المطروح الآن كيف يمكن استعادة انتعاشة سيدي إفني على ضوء المستجدات الحالية، وهنا أتحدث عن اللحظة الثالثة التي انطلقت بإحداث جلالة الملك لعمالة سيدي إفني ايت باعمران. هناك حاليا إرادة للنهوض بسدي إفني بعد انطفاء شعلة ما قبل الاستقلال. المدينة تعيش اليوم على وقع الانتظار من أجل خلق فرص الشغل، وتأهيل حاضرة الباعمرانيين. فبعد إحداث عمالة بالإقليم كل فرص النهوض موجودة،لاسيما أن المدينة تتوفر على ميناء أخذ الطريق نحو التأهيل، وتضم مناطق أيت باعمران الصبار كمنتوج مستقبلي يمكن استثماره في مجال متنوعة تهم التغذية والتجميل، فوزارة الفلاحة منكبة حاليا على إجراء عدة بحوث  من أجل تطوير هذا المنتوج، وهنا أعود لأقول إن كل مقومات استعادة الطفرة التي عرفتها المدينة ممكنة الآن بعد إحداث العمالة، فقط لو يجلس كل الفرقاء المعنيين بالتنمية من سلطات ومنتخبين ومجتمع مدني على مائدة واحدة لمناقشة ما ينبغي أن يكون الآن ، أقول هذا ليس من باب توجيه المعنيين.

سوس بلوس

 

مشاركة
تعليقات الزوار ( 1120 )
  1. tahiyat ta9dir li dduktur sabir 3ala hadihi alafkar wattassawwurat.natamanna marratan ukhra an yatahaddata lana in amkan 3an attawajud alhahi bi ayt ba3mran li anna basmate ihahan layumkinu ighfaluha fi ayt baamran 9abla listi3mar.wabihi ili3lam wassalam ❓

Comments are closed.