الرئيسية عدالة اعتقال صاحب سكوب مراكشي الذي ينشر صور جنسية للفتيات

اعتقال صاحب سكوب مراكشي الذي ينشر صور جنسية للفتيات

كتبه كتب في 25 يناير 2013 - 10:39

انتهت حرب الكر والفر، التي أشهرها شاب من هواة الانترنيت في وجه المصالح الامنية بمراكش، وقبلهم في وجه بعض الاسر المراكشية، التي زج ببناتها في شرنقة الفضيحة ب”القراقش”،(انتهت) باعتقال المتورط وإحالته على العدالة. الطالب المزداد سنة 1987، ظل يتخذ من منطقة دوار العسكر وبالضبط حي المسيرة الثانية، قلعة حصينة لتوجيه سهام تشهيره بعشرات الفتيات، أغلبهن تلميذات قاصرات، لازلن يعشن مرحة اكتشاف الذات.

منجنيقات الصفحة الفايسبوكية التي اختار لها المعني اسم «سكوب مراكش»، ظلت نيرانها تهز أركان بيوت بكاملها، وتقض مضجع عائلات وأسر دون رادع أو وازع.

ارتفاع وتيرة التشهير، وبروز أصوات منددة ومستنكرة، أحرج المصالح الأمنية بمراكش، وأظهرها في موقع العاجز عن حماية أعراض وسمعة الناس، وبالتالي الرفع من وتيرة التحقيقات والترصدات، مع تسخير كل إمكانات مختبر التحليل التقني لمحاربة الجريمة الالكترونية المحدث مؤخرا، لاقتناص بعض المعلومات التي من شأنها “رفع الغمة على الضحايا من البنات”.

العجز طيلة أشهر عن الوصول لهوية المتورط، شكل منشطات رفعت من قوة التحدي لديه، وأصبح يحذو حذو موقع “ويكيليكس” الشهير، عبر الإعلان بطريقة لا تخلو من عناد وتحد عن تواريخ معينة لنشر صور فضائحية جديدة لبعض ضحاياه اللواتي يحددهن بالاسم والعنوان الشخصي.

المعلومات المتوفرة تؤكد أن تحقيق هذه الغاية، تطلب دعما محمودا من بعض  قراصنة الانترنيت( هاكرز)، الذين نجحوا في استغلال بعض الاخطاء التقنية التي وقع فيها صاحب الصفحة الفايسبوكية، والتسلل إلى رابطه عبر البريد الاكتروني المسخر لاقتناص صور الضحايا.

خطوة كانت بمثابة بداية نهاية نزع قناع “زورو” عن الشاب المتورط، وإخراجه من غياهب الهوية المجهولة لتسليط الضوء على شخصه ومكان تواجده.

شرع تقنيو المصالح الأمنية، في تعقب نشاط الشاب المتورط، عبر تسخير وسيلة” جايو لوكاليزاسيون”، لتثبيت موقعه الجغرافي، مع محاولة دراسة شخصيته لتحديد مستواه الاجتماعي، وكل ما يتعلق بخصوصية شخصيته وتركيبتها النفسية والثقافية، في أفق تحديد هويته ووضع حد لنشاطه.

تعقب عناوين الحواسيب المستخدمة، عبر  نافذة ال (إ.ب)، كانت بدورها تقنية تم اعتمادها لترصد تحركات صاحب الصفحة ومجمل تحركاته وتنقلاته، أثناء إبحاره وتنقله في عالم الانترنيت، ما مكن من تحديد المحيط الجغرافي الذي يتحرك ضمنه، أثناء زرعه لبذور التشهير والفضيحة.

اختيار الشاب محمد، لاستغلال الصفحة الاجتماعية “الفايسبوك”، لممارسة نشاطه المستفز، كان عن سبق إصرار وترصد، لتأكده من أن مجمل نشاطها يخضع للقوانين ومساطر بلاد العم سام، وبالتالي استحالة توقيفها محليا، خصوصا مع غياب قوة ضغط من المبحرين الرافضين  لنشاط الصفحة واكتفاؤهم بالتعبير عن آيات رفضهم بالمقاهي والنوادي الخاصة، دون أخذ المبادرة وتنظيم حملة اتجاه موقع الصفحة المركزي، الذي يمنح حق الاعتراض على كل ما من شأنه المس بمعتقدات  وعادات وتقاليد الشعوب والأمم.

تقنية البلوتوت والجهل بطرق استخدام الوسائل التقنية من حواسيب وهواتف متطورة لدى العديد من القاصرات، ظل يشكل المصدر الأساسي لتزويد الصفحة بقائمة الصور والفيديوهات الخليعة، حيث يتم الترصد بالهواتف داخل لمقاهي والنوادي، والتي يغفل أصحابها عن اقفال خدمة “البلوتوت”، ومن ثمة اقتناص لقطات كان من المفترض ان تظل حكرا على اصحابها، ونشر غسيلها على مراى ومسمع من رواد الشبكة العنكبوتية.

أغلب الضحايا من فتيات المؤسسات التعليمية، اللواتي لازلن يعشن مرحلة اكتشاف الذات، تم استغلال سذاجتهن وجهلن بطرق استخدام وسائل التقنية الجديدة، وتم التغرير بهن لاختطاف صور حميمية تفنن من خلالها في استعراض محاسنهن، والتصريح بممتلكاتهن الجسدية، وبالتالي وجدن أنفسهن عالقات في شباك التشهير والانتقام، حين تم نشر هذه الصور مصحوبة بالاسماء والعناوين الشخصية وكذا مؤسساتهن التعليمية، ما أدخل العديد من الأسر المراكشية دوامة جحيم الخوف من  امتدادات سيف هذه السلوكات، لرقاب فلذات اكبادهن.

اعتقال المتورط، لم يمنع من استمرار صفحته الفايسبوكية في التواجد على الشبكة العنكبوتية بالنظر لارتباطها العضوي بالموقع الاجتماعي الفايسبوك، الذي تحكمه  مساطير وضوابط النظام الامريكي الصارم.

اسماعيل احريملة

مشاركة