الرئيسية الصحة إنزكان : متشرد يتخذ من بوابة مؤسسة بنكية مأوى له

إنزكان : متشرد يتخذ من بوابة مؤسسة بنكية مأوى له

كتبه كتب في 24 يناير 2013 - 11:51

اتخذ متشرد من بوابة وكالة بنكية ملاذا له مند شهور، هناك ألقت به الأقدار بجوار تلك المؤسسة المالية التي تخرج وتدخل من بوابتها يوميا القناطر المقنطرة من الأموال، بينما يبقى هو صفر اليدين. فقد الصحة والمال والدفء الأسري، واتخذ من بوابة البنك ملاذا أبديا له مند شهور، حيث يأكل مما يناوله الجيران والمارة، وحيث يقضي حاجته بين ملابسه.

عمره حوالي الثامنة والثلاثين، مع ذلك  وهنت عظامه ولم يعد بمقدوره السير والتجول بمدينة إنزكان. دخل في نوم طويل ودائم، يفترش إسفنجة تبدو نظيفة، بينما يخفي جسمه وسط دفءغطاءين من النوع الجيد مكنه منهما أحد المحسنين، فلا يتمكن حتى المجاورون للمؤسسة البنكية من تفرس ملامح وجهه.

يؤكد فاعل جمعوي، أنه بادر بإخبار المصالح المعنية، من أجل العناية به، وعوض أن تقوم بمبادرة إنسانية تجاهه قامت بتجريده من الأغطية التي يختفي تحتها مند شهور. وفي زيارة له خلال عشية أول أمس كان وفيا لقاعدته: هادئ في نومة شبه أبدية لا يتحرك. وبعد نزع “الكاشة” عن وجهه، فتح عينيه، منزعجا.

بعد السؤال عن أحواله، وحاجته من الغذاء والماء اكتفى بالرد بجملة قصيرة” سير فحالك”، وعند الإصرار بتكرار السؤال، رد بنفس العبارة، فكان لزاما الاستجابة لمطلبه. لا يعرف الجيران عن المتشرد أي شيئ بسبب لغة الصمت التي ركبها مند  أن لجئ إلى  بوابة ” البانكة” مطرودا من حاشية  بيت حيث كان ملجؤه السابق.

” إكس ابن إكس ” هي صفة هذا المتشرد، تجهل الوجهة التي جاء منها أول مرة، الظروف التي حكمت عليه بأن يقضي بقية حياته واضعا أطرافه على ” بونجة “، مختفيا من الشمس والبرودة، ونظرات الناس غطائين.

مدينة إنزكان تعج بمثل هذه الحالات، حكمت صروف الزمان عليها أن تكون ملاذا للمتشردين والمرضى النفسيين، والمتسولين، واللصوص والفارين من العدالة، وكل الذين تقطعت بهم سبل الحياة، فرغم المجهودات المبدولة من قبل مجموعة من المؤسسات تبقى هذه المدينة في حاجة كبيرة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية.

تضم المدينة سجنين، ومستشفى للأمراض العقلية، ومحطة طرقية، ثلاثي يجود على المدينة يوميا بعشرات من أمثال” إكس بن إكس”. يقذف مستفى الأمراض العقلية والنفسية، مثل هذه الحالات بعدما يتخلص منها، بدعوى أنه قدم لها ما تيسر من العلاج، كما يلقي سجن إنزكان وأيت ملول بمجموعة من المفرج عنهم الذين لا يجدون عن إنزكان بديلا، فيعيشون على هامش اسواقها المكتضة.كما تقدم للمدينة  الحافلات القادمة إلى محطة إنزكان الطرقية يوميا مجموعة إضافية ممن لا مأوى لهم، يجدون في المحطة والأسواق والجوطية، والهوامش ملاذا حيث يعيشون فرادى وجماعات.

المتشردون بإنزكان يكونون جماعات، يستيقضون بالليل عندما يلوذ الناس إلى مساكنهم، هم من يحكم عندما تغظ السلطة طرفها، وينام القانون، يشكل المتشردون مجتمعا ليليا لديهم زعيمهم الذي يرفعون له الشكوى، يجند أتبعه ويصدر القصاص بمزاجيته، وما أن تشرق شمس يوم جديد حتى يختفي مجتمع الليل تاركا الشوارع والضوضاء لمجتمع النهار.

سوس بلوس , الأحداث المغربية

مشاركة