الرئيسية عدالة الحبس النافذ لبنت البرنوصي المتابعة بالسكر العلني والسرقة والخيانة الزوجية

الحبس النافذ لبنت البرنوصي المتابعة بالسكر العلني والسرقة والخيانة الزوجية

كتبه كتب في 18 يناير 2013 - 11:30

احتالت على عنصر من المين بعد أن رفصت المرأة التي تكفلها دلها على أمها الحقيقية، وبعد أن أيقنت أنها بدون أب شرعي، أصبحت خديجة تختزل هويتها في «بنت البرنوصي» الحي الشعبي البيضاوي الذي وجد به «دار الخيرية» التي نشأت وترعرعت بها ولم تغادرها إلا بعد إتمام دراستها في السنة الثانية من الثانوية الإعدادية، وإن كانت تختزل هويتها في حي البرنوصي فهي تعتبر نفسها ضحية وضع اجتماعي صعب تقبله في غياب الأم الحقيقية، ومن ثم انتقلت إلى مدينة مراكش لممارسة البغاء، وبعد أن توطدت علاقتها بشاب مكناسي تزوجت منه وأنجبت منه ابنتين لكن تعنيفها بشكل مستمر جعلها تغادر بيت الزوجية نحو مدينة أكادير بحثا عن الأجانب لممارسة البغاء، ولم تكن تتردد في سرقة أي أجنبي غافل كما هو الشأن بكرواتي من قوات المينورسو، والذي احتالت عليه وسلبته مبلغا ماليا كبيرا، لكن القضاء كان لها بالمرصاد حيث ستقضي لأول مرة عقوبة حبسية بسجن أيت ملول .

لم تكن مسعودة تستطيع إخفاء الحقيقة عن خديجة إلى الأبد، وحينما تبين لها أن الوقت حان للبوح بالحقيقة، فاجأتها بالخبر الصاعقة «أنا ماشي ميمتك أنا غير ربيتك، نهار غلبتني المصارف ديتك الخيرية تم تقدري تقراي وتضمني المستقبل ديالك» نزل الخبر كالصاعقة على خديجة، إذ لم تستسغه ولم تتقبله وظل سؤال يؤرقها باستمرار حتى وهي نائمة في دار الخيرية: «إذا لم تكن مسعودة والدتي فمن تكون أمي إذن ؟ هي لاتتسائل عن والدها لأنها أيقنت من وثائق إدارة الخيرية أنها من أب مجهول، وحتى وإن  قبلت بهذا الأمرعلى مضض فإنها لم تكن مستعدة لتقبل كونها من أم في حكم المجهول، لم تستسغ أيضا رفض مسعودة باستمرار دلها على أمها الحقيقية، وقررت الرحيل إلى حيث لن ترى مرة أخرى وجه هذه العجوز التي تعتقد أنها تخفي عنها اسم ومكان وجود والدتها الحقيقية .

السفر نحو المجهول
حين حلت خديجة بمراكش للبحث عن عمل تستطيع به ضمان العيش الكريم كانت تخفي أوراق الهوية حتى عن من تطلب منهم تشغيلها من أرباب العمل، وتخفيها أيضا عن غيرهم، وتختزل السؤال عن الهوية في كونها «بنت البرنوصي» ، استعصى عليها إيجاد عمل شريف واستسلمت لنزوات الذئاب البشرية التي تتحرش بها كل مساء في ساحة جامع الفنا والداوديات ودوار العسكر وغيرها، وبدأت ترافقهم إلى الشقق المظلمة حيث فقدت شرفها وبكارتها، لكنها تعرفت على شاب مكناسي تزوج بها بعد علاقة غرامية استمرت عدة شهور، عاشت معه بمدينة مكناس لبعض السنوات وحينما اقتضى عمله أن ينتقل إلى مدينة بنجرير عاشت معه أيضا بعاصمة صخور الرحامنه، لم يكن الشاب المكناسي مثالا للأب الحنون بل كان يقسو على زوجته وابنته الكبرى، حتى إن بنت البرنوصي أحست بأن الحنان الذي بحثت عنه في حضن الزوج، والذي حرمت منه في مرحلة طفولتها نتيجة اليتم لم يوفره لها أيضا هذا الزوج القاسي، فقررت أن تضحي بابنتيها وتغادر بيت الزوجية هذه المرة نحو مدينة اكادير بحثا عن زبناء اللذة من الأجانب .

ليالي أكادير «الجميلة»
في علب أكادير وملاهيها الليلية لم تكن بنت البرنوصي ترضخ لكل الباحثين عن الجنس وقضاء الليالي الماجنة، بل كانت تنتقي منهم الأجانب وخاصة الأوروبيين، تعرفت في البداية على أجنبي وفر لها سكنا بعمارات فال أومليل مقابل ممارسة الجنس معها متى شاء ودون أن يحرمها من أن تستقبل من تشاء من أجانب آخرين لممارسة الجنس بالشقة ذاتها، وانفصلت عن هذا الأجنبي بعد أن سرقت له مبلغا ماليا مهما، وبقيت متشردة ودون سكن قار بعاصمة سوس، ومع ذلك فقد وضع أجنبي آخر من جنسية فرنسية شقته رهن إشارتها لتستقدم إليها زبناء اللذة مقابل 400 درهم عن كل زبون، وحدث أن تعرفت على أجنبي من جنسية كرواتية بأحد الملاهي الليلية وعاقرت معه الخمر إلى حدود الواحدة صباحا ثم اقترحت عليه مرافقتها إلى شقة الفرنسي، وبوصولهما إلى زنقة المعرض طلبت من الأجنبي شراء قارورة مشروب غازي وحينما اتجه لأحد المحلات لاقتنائها طلبت من سائق الطاكسي أن يلوذ بالفرار وكذلك فعل، حيث فرا هاربين وبحوزتها محفظة الأجنبي التي تحتوي مبالغ مالية مهمة من العملتين الأجنبية والمغربية، ووثائقه الشخصية بما فيها رخصة سياقة خاصة بالمينورسو وبطاقة الجندية وغيرها، لم يجد الكرواتي بدا من تسجيل شكاية لدى مصالح الأمن بأكادير، والتي أنجزت برقية بحث في حق بنت البرنوصي التي غادرت نحو مدينة المحمدية حيث اكترت شقة للخلود إلى الراحة، وبعد أن نفذت كل النقوذ المسروقة من الضحية الكرواتي قررت العودة من جديد إلى مدينة أكادير علها تظفر بضحايا آخرين من طينة الفرنسي والكرواتي وغيرهما ممن سلبت أموالهم لكنها هذه المرة سقطت في فخ الشرطة، وبعد تنقيطها تبين أنها موضوع برقية بحث لفائدة عائلتها حيث غادرت بيت الزوجية مهملة زوجها وابنتيها، وبعد البحث معها اعترفت بكل المنسوب إليها وتم تقديمها إلى وكيل الملك لدى ابتدائية أكادير الذي تابعها بتهم السكر العلني والسرقة والخيانة الزوجية وأدينت من أجل هذه الأفعال بثمانية أشهر حبسا نافذا وغرامة قدرها 500 درهم .

عبد الواحد رشيد
مشاركة