الرئيسية حوارات خادمة البيضاء عادت من الموت لتحكي : هكذا أغتصبت وأهان يوميا، وقتلت العسكري الذي أنقذني

خادمة البيضاء عادت من الموت لتحكي : هكذا أغتصبت وأهان يوميا، وقتلت العسكري الذي أنقذني

كتبه كتب في 15 يناير 2013 - 22:24

بالنسبة لها الموت بدأ منذ أن ولدت، أما الانتحار فليست هذه المحاولة الأولى التي تجربه، وقد سبق لها وأن قطعت وريد يدها!
هناك بتيسة في الطريق إلى تاونات بدأ الموت البطيء والطريق إلى الانتحار التي جربتها في دوار معزول  في ضيافة عائلتها التي تقول أنها ظلت تنقلها من دار إلى دار ومن أسرة إلى أخرى.
بالكاد تفتح عينيها المحاطتين بألوان الطيف، كسر مزدوج في الذراع الأيمن، وخدوش في الجبهة والقدمين، أسنان مهشمة، وجسم نحيف يعطي الانطباع أن صاحبته لم تتجاوز 16 ربيعا.
لكن، الحقيقة شيء آخر: «اسمي نسمة النقاش وعمري 19 عاما، حاولت الانتحار لأنني سئمت من الحياة «عييت» والله.. منذ أن تعرضت للاغتصاب وعائلتي تعاملني كأي حشرة.. ينقلونني من دار إلى دار ويستغلون عرقي، أشك أحيانا أنني لست ابنتهم لأنهم تبرؤوا مني وأخبروني ذات يوم أنهم «غاديين يمشوا عند العدول باش يحيدوني من الحالة المدنية”  زرناها الأحد 13 يناير الجاري في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدار البيضاء.

لأول وهلة، يبدو حارس البوابة وشرطي يضع يده على المسدس، اللذين يحرسان بوابة الجناح الرابع، وكأنهما يحرسان الخادمة التي انتشر على الـ«يوتوب» شريط مرعب يصورها وهي تسقط من الطابق الخامس! لكن، سرعان ما يتبين أن أحد المتهمين بالمتاجرة في ملف المخدرات والمصاب بجروج بليغة في السجن، هو المعني بالحراسة المشددة.
السقوط إلى الهاوية
ما معنى السقوط من الطابق الخامس، نسمة النقّاش التي جربت الدمار الذي خلفته محاولتها الفاشلة تروي لـ«فبراير.كوم» جزءا من تفاصيل لحظة يأس يختلط فيه القنوط بالتهور:

“حينما سقطت على الأرض شعرت بوقع السقوط على رأسي، ولمدة يومين فقدت الوعي تماما، لم أستوعب أنني لازلت على قيد الحياة إلا بعد أن فتحت عيني لأعرف أنني في قسم الانعاش. أتذكر فقط أن حارس العمارة حاول أن ينقذني من سطح العمارة، لكنني دفعته بسرعة ورميت بنفسي.. وقد قيل لي إن شابا عسكريا سابقا حاول انقاذي وهو يمد لي يده، وأنه فارق الحياة رحمه الله، لكنني لا أذكر إلا أنني سقطت واعتقدت أنني فعلا فارقت الحياة وأنني أخيرا سأتخلص من معاناتي”

من الوريد إلى السطوح

منذ سنة 2007 ونسمة تشتغل خادمة في المنازل، تنقلها والدتها من دار إلى دار، ومن مدينة إلى أخرى، كما تروي نسمة. كلما ارتفع الأجر الذي يعرضه مشغلوها، كلما أجبرتها عائلتها على تغيير الوجهة.

سنة 2010 سيحدث ما سيعقّد أكثر حياة ابنة فلاح في منطقة تيسة الواقعة بين تاونات وفاس. لم يكن عمرها يربو عن الـ16 عاما، حينما غرر بها أحد الشباب الذي التقته في القطار فاغتصبها، ومنذ ذلك اليوم وعائلتها تعاملها بإهانة واحتقار دفعاها في البداية إلى محاولة الانتحار سنة 2010 بتمزيق إحدى عروق يدها وهي المحاولة التي كررتها الثلاثاء المنصرم عبر الارتماء من سطح عمارة بحي بوركون بالدار البيضاء.

حكايتها وسط صراخ المرضى لا تنتهي، وإن بصوت خافت وعينين تشتكي أنها لم تعد تبصر بهما جيدا منذ أن استعادت الحياة بعد انتقالها من قسم الإنعاش، إلى الجناح رقم 4 ، في انتظار إجراء عملية جراحية على كتفها، تقول بالحرف:

«كانوا يعاملونني وكأنني طفلة تبنوها بعد أن عثروا عليها في الشارع، فإخواني على الأقل أخذوهم إلى المدرسة». كانت والدتي قد اتصلت بي وبلغتني أنها ستأتي لتأخذني إلى بيت آخر، ليلتها (تقصد الليلة التي سبقت محاولة انتحارها) عاودتني كل الإهانات والسب الذي اتعرض له من طرف عائلتي واستغلالي من طرف عائلتي دون أن أحصل على درهم واحد…»قالوا ليا غادي نتبراو منك بالعدول وكيغوتوا عليا ويسيئون إلي ويجرحونني، ولا يسألون علي إلا لتحصيل الأجر الشهري…» أنا قررت أن أنتحر لأن عائلتي «كتلعب بيا في الديور.”

وأضافت: “حينما أخبرتني والدتي أنها ستأخذني إلى بيت آخر، تذكرت كل المرارة التي أعيشها يوميا مع عائلتي، ففكرت أن أضع حدا لحياتي.”

انتقلت من بيت زهور، إلى بيوت أسماء، وصولا إلى زينب ثم إيمان ومريم، عدد النساء اللواتي اشتغلت لديهن كثر ويتجاوزن عدد أصابع اليدين، وهن في مكناس وفاس والدار البيضاء.. وهذا تضيف  نسمة: «عييت والله حتا عييت، عييت من الخدمة بلا فلوس، أنا نخدم وامي وبا يتخلصوا عييت، وكيكذبوا عليا مازال…أنا لست حاملا، الاغتصاب الذي تعرضت له قديم، وقد حاولت أن أضع شكاية ضد من اغتصبني، لكن عائلتي رفضت

عن موقع فبراير.كوم

مشاركة