الرئيسية ثقافة وفن فنانون يبحثون عن مقعد في البرلمان

فنانون يبحثون عن مقعد في البرلمان

كتبه كتب في 12 نوفمبر 2011 - 23:05

فاطمة تباعمرانت، ياسين أحجام، مولاي أحمد العلوي، وجوه فنية معروفة  تدخل غمار الانتخابات التشريعية للخامس والعشرين من نونبر الجاري من أجل الفوز بمقعد تحت قبة البرلمان (مجلس النواب )، الحلم الذي لم يتحقق لنجوم آخرين سبقوهم في هذه التجربة من أمثال بادو الزاكي وسعيد عويطة ونسيمة الحر واقتصر التمثيل السياسي للرياضيين والفنانين على الحكومة من خلال استوزار نوال المتوكل لفترتين وثريا جبران التي شغلت منصب وزير ة الثقافة قبل بنسالم حميش. وفيما يلي آراء بعض المرشحين من الفنانين وآراء بعض زملائهم ممن سألناهم عن برنامجهم الانتخابي كمرشحين على سبيل الافتراض وذلك تعميقا وإغناء للنقاش مع استعادة لتجارب نجوم سبق لهم أن جربوا الانتخابات بدون أن يحصلوا على مقعد في البرلمان.

فاطمة تباعمرانت : الفن والثقافة الأمازيغية في غمار الانتخابات

يعتبر ترشح الرايسة فاطمة تابعمرانت ضمن لائحة نساء التجمع الوطني للأحرار ذا نهكة خاصة بالنظر إلى قيمة هاته الفنانة وفنها وأيضا لانشغالها بهم الفن والثقافة الأمازيغيين من خلال ما تبدع وأيضا من خلال عضوية المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبالتالي فإن فاطمة تابعمرانت لم تكن بعيدة عن السياسة بشكل عام، وهي إذ تدخل غمار الانتخابات، فهي تبحث كوجه نسائي وفني عن طريق من أجل تمثيل أوسع و أكثر فعالية من أجل تحقيق الكثير من المطالب والأولويات المتعددة الأوجه،وهي تمتلك حظوظا وافرة لأن تحصل على مقعد في مجلس النواب المقبل بحكم أنها من الأوائل ضمن اللائحة الوطنية لنساء حزب التجمع الوطني للأحرار.

أحجام : فنان بمصباح العدالة والتنمية

ياسين أحجام الممثل المغربي المعروف يطمح إلى أن يكون أول فنان مغربي يدخل قبة البرلمان (مجلس النواب) عقب الانتخابات التشريعية للخامس والعشرين من شهر نونبر. وذلك عبر المشاركة في الاستحقاق الانتخابي المقبل من خلال الترشح ضمن اللائحة الوطنية للشباب لحزب العدالة والتنمية، وقد اعتبر أحجام في تصريح لمجلة «أخبار النجوم» أن دخوله غمار الانتخبات تشريف للفنان المغربي وفرصةـ إذا ما حالفه التوفيق وتمت الأمور على أحسن مايرام ـ لدخول الممثل والفنان المغربي ككل ولأول مرة لقبة البرلمان (مجلس النواب) وهي الخطوة التي سوف تجعله حسب قول أحجام مساهما في صنع القرار السياسي في المغرب عكس ما كان عليه من قبل ينتظر أصحاب القرار أن يعطفوا ويتصدقوا عليه بمناقشة قضاياه والبت في الأمور التي تهمه، وفي هذا السياق لا ينسى أن يستحضر المسار الذي أخذته بطاقة الفنان التي تم توزيعها في مجلس النواب بدون أن تكون لها أي جدوى وبدون أن يتم تفعيل مقتضياتها.

وأوضح أحجام في نفس السياق أنه قبل أن يكون فنانا، هو مواطن مغربي يسعى إلى دخول عالم السياسة في محاولة لتمثيبل فئة ظلت مهمشة إلى الآن وهي فئة الفنانين والمثقفين بشكل عام و أيضا فئة الشباب ولذلك فترشيحه ودخوله البرلمان في حال تحققه سيكون تحت لافتة الدفاع عن هاتين الفئتين.

وبالنسبة لدخول الانتخابات والعمل السياسي من باب حزب العدالة والتنمية، فقد أوضح ياسين أحجام أن العدالة والتنمية هو حزب منفتح على الكفاءات والأطر وقد لقي من طرفه ومن طرف قياديه سواء أمينه العام أو الكاتب العام لشبيبته حسن الاستقبال وكامل  الترحاب به كفنان  وحتى من شبيبة الحزب التي صوتت بالإجماع على ترشح ياسين أحجام الممثل وأضاف أن الحزب قد أبان عن اهتمامه بالفن وقيم الحداثة وجعلها ضمن أجندته في المرحلة المقبلة والسعي  إلى ترسيخها في إطار عمله السياسي فيما يستقبل من شهور وسنوات.

ولم يفت ياسين أحجام التشديد على أن دخوله غمار العمل السياسي هو فرصة لتغيير العقلية التي كانت تنظر إلى الفنان كمجرد ديكور لتأثيت الساحة السياسية.

وأكد أنه إن وفق في تجربته هاته ودخل البرلمان، فسوف يسعى إلى التنسيق مع جميع الفعاليات الممثلة لقطاع الفن والثقافة في المغرب من أجل النهوض بهذا المجال وتطويره والرقي بمكانة العاملين فيه، ويعين من هذه الجهات الممثلة للقطاع كلا من الائتلاف المغربي للثقافة والفنون والنقابة الوطنية لمحترفي المسرح والتنسيقية الوطنية للفرق المسرحية وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي التي ينتمي إليها.

أحمد العلوي : من ألحان الموسيقى

إلى ألحان السياسة

أرجع مولاي أحمد العلوي نقيب نقابة المهن الموسيقية ترشحه كوكيل لائحة حزب التقدم والاشتراكية  في دائرة  الرباط شالة إلى عدة أسباب ومعطيات منها: التحول الواضح الذي تعرفه البلاد والمتمثل في الدستور الجديد الذي أتى بمستجدات ومعطيات قوية جدا من جملتها نصه على إحداث مجلس وطني للغات والثقافة المغربية ( الفصل الخامس ) وهو ما يعني بوضوح حسب قوله الاهتمام بالثقافة والمثقفين وبالإطار الثقافي العام وهو ما كان مفقودا من قبل.

ومن جانب آخر  يضيف العلوي «يتبين لنا أن مجموعة من حقوقنا كمبدعين وكفنانين، كانت مهضومة وأنه لا يمكن ضمانها إلا من خلال التمثيلية داخل البرلمان بحيث يكون للفنانين والمبدعين صوت منهم يدافع عنهم وعن حقوقهم إلى جانب حقوق الشباب وكل ما يصب في مصلحة المهمشين مستعيدا في هذا الباب النضالات التي خاضها الفنانون المغاربة في إطار تمثليتهم النقابية ( نقابة المهن الموسيقية) من أجل تحقيق العديد من المطالب وهي تجربة تؤكد أن الفنان لم يكن غائبا عن الاهتمام بالشأن العام ويمكن استثمارها في إطار خوض غمار المعترك الانتخابي والسياسي .

وعن اختياره الترشح باسم التقدم والاشتراكية قال العلوي، إن هذا الحزب أعطى إشارات واضحة من داخل المنظومة الحزبية والسياسية على الاهتمام بالثقافة والمثقفين …

وغير بعيد عن هذا السياق لم يفته التأكيد على أساسية دور الثقافة والفن ومساهمتهما في التنمية، وبالتالي فإنه من الضروري أن يكون في البرلمان من يمثل الفنانين والمثقفين من هيئتهم بدون أن يتم إغفال واقع البلاد وما يجري في قطاعات أخرى، وعلى سبيل الختم يعيد التأكيد على ما جاء به الدستور والخطوات الجريئة التي تم القيام بها مما يفرض على الفنانين وعلى المغاربة بصفة عامة أن يسايرو لهذه الجرأة متمنيا أن يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه حزب التقدم والاشتراكية ويحقق مع كافة المنتسبين  إليه أهدافه المسطرة و«ننهج سياسة منضبطة تصب في مصلحة بلادنا المحتاجة إلى التضامن، ونقف في وجه المشوشين والمستغلين و نعمل من أجل بناء مغرب جديد، مغرب الديمقراطية وتساوي الفرص والملكية الدستورية …».

ادريس الروخ : برنامج انتخابي

ببصمة اجتماعية

ادريس الروخ الممثل والمخرج يرى أنه لو كان مرشحا لانتخابات 25 نونبر لجعل من أولى أولويات برنامجه الانتخابي الجانب الاجتماعي للمواطن المغربي وذلك بتوفير الضروريات وتسهيل وتبسيط حياته مثل السكن اللائق والتعليم النافع والمثمر والصحة ذات الجودة التي تتكفل الدولة بتوفيرها وبتوفير مصاريفها وميزانيتها، ناهيك عن التأمين وتسهيل انخراطه واستفادته من منظمات الضمان والاحتياط الاجتماعي والأهم توفير شغل قار له حتى يعيش حياة كريمة، و هذا حسب الروخ لا يمكن أن يتم بدون تخليق للحياة الاجتماعية من محاربة الرشوة وتبسيط المساطر والمعاملات الإدارية وضمان حياة للمواطن بدون ذل وبدون حكرة … وبعد أن يشدد الروخ  على أهمية هذه الأمور، فإنه يعرج على أمور وقضايا أخرى يعتبرها لا تقل أهمية عن الأولى ويعني بذلك الثقافة والترفيه أي كل ما يخص الحياة الروحية، ولا يتوقف الروخ عند هذا الحد بل يواصل استعراض أولويات برنامجه الانتخابي المفترض بالتركيز على الحرية بشكل عام وحرية التعبير بشكل خاص  بدون خوف أو توجس ومن المسائل التي يشدد عليها جسر الهوة والتباعد بين المواطن والإدارة بشكل عام وبين القرية والمدينة.

وبخصوص علاقة الفنان بالأحزاب والسياسة يعتبر وبدون مواربة، أن المؤسسات الحزبية لا تفكر في إشراك الفنان في اتخاذ القرار بل تعتبره مجرد لوحة أو ديكور خاص بتأثيت وتزيين المناسبات خصوصا في مرحلة الانتخابات وهذا فهم قاصر  وتعامل خاطئ مع الفنان  ودوره في المجتمع  معتبرا أنه علينا أن نؤمن بأن رسالة الفنان لا تنحصر في التعبير الفني بل تتجاوزه إلى التفكير في المستقبل وفي آليات تطوير المجتمع والرقي به …

من جانب آخر، يوضح أنه لواستطاع أن يلج قبة البرلمان، فإن مطمحه هو العمل على المستوى التشريعي على خلق مؤسسات أكثر فعالية وأكثر خدمة للصالح العام …. وفي الأخير يرى أنه بعد الدستور الجديد الذي تم إقراره، وما تضمنه من تغييرات لا يمكن التراجع إلى الوراء و أنه يمكن للمغرب أن يحقق قفزة إلى الأمام و أن يظهر  بصورة البلد المنتج، المتواصل مع محيطه الذي يحقق عبر تضافر مجهود أبنائه ومؤسساته مما يمكن أن يوصلنا إلى ما يتمناه الجميع من تطور وتقدم ….

لطيفة أحرار : العلم والثقافة

ومحاربة الجهل

الممثلة لطيفة أحرار ترى أن أولى أولويات برنامجها الانتخابي لو كانت مرشحة للانتخابات هي محاربة الجهل والتشجيع على العلم والثقافة ومواجهة التطرف الذي يجد له مكانا في بعض أماكن التعليم التقليدي وبعض المساجد التي يستغلها بعض رجال الدين من أجل الدعوة لأفكار متطرفة. وتعتبر أن الصحة هي الأخرى من ضمن أولوياتها ناهيك عن الرياضة والثقافة من خلال جعلها ممارسة يومية وذات مردودية معنوية ومادية. وتضيف أن هذه الأمور وغيرها تجعل المواطن يعي ويحس بمواطنته … وفي سياق طرحها لما يمكن أن يكون عليه برنامجها الانتخابي المفترض لم تنس أن تعرج على السلطة التنفيذية التي تعني ما تعني من اسمها وفي السياق وضعت الأصبع على بعض مكامن الخلل من عمل كل قطاع وكل وزير باستقلال عن القطاع والوزير الآخر مع انعدام التواصل وهي النقيصة التي تطال حتى الأحزاب، موضحة أنه كان من الأجدر أن تقدم الحكومة حصيلتها قبل الانتقال إلى محطة الانتخابات …. من جانب آخر أوضحت أنه إذا كانت مرشحة فسوف تعمل على فتح باب الحوار مع المواطنين والإصغاء إليهم واحتياجاتهم  مشددة على ضرروة المساءلة للمنتخِب والمنتخَب، ولم تنس لطيفة أحرار أن تشير إلى مسألة عولمة التحديات والقضايا المطروحة، بحيث إن ما يقع في بلد معين لم تعد تداعياته مقتصرة عليه فقط، بل تطال حتى الدول الأخرى، من جهة أخرى لم يفتها أن تتمنى بأن تكون الأحزاب في مستوى موعد الخامس والعشرين من شهر نونبر كمالم يفتها أن تنبه إلى ضرورة أن يكون  ترشح بعض الممثلين أو الفنانين  باسم حزب معين عن اقتناع وألا يكون هؤلاء مجرد ديكور بل في حجم المسؤولية.

الزاكي، عويطة، نسيمة الحر …

نجوم جربوا الانتخابات

إذا تأكد أن هشام الكروج لن يدخل سباق انتخابات الخامس والعشرين من نونبر على رأس لائحة شباب التجمع الوطني للأحرار، فإن  سعيد عويطة البطل الأولمبي والعالمي ونجم نجوم ألعاب القوى العالمية في الثمانينيات سبق له أن خاض تجربة الانتخابات التشريعية مع حزب الاتحاد الاشتراكي يوم كان في المعارضة وذلك في دائرة المشور بالدار البيضاء، لكن نجومية عويطة الجارفة لم تعبد له الطريق للفوز بمقعد نيابي، حيث فاز بالدائزة عبد الرحمان آمالو وأقام الاتحاد الاشتراكي آنذاك الدنيا ولم يقعدها متهما الإدارة بقلب النتائج لصالح أمالو وعرفت القضية تطورات سياسية وقانونية، لكن في الأخير تم اعتماد فوز آمالو وبعد ذلك أقبر الملف أو نسي .

بادو الزاكي عميد المنتخب المغربي في مكسيكو 86  ونجم فريق الوداد  البيضاوي ومايوركا الإسباني  سبق له  هو الآخر أن خاض تجربة الانتخابات التشريعية تحت لافتة الحركة الديمقراطية الاجتماعية لكن هو الآخر لم يحالفه النجاح في هذه التجربة .

نسيمة الحر الوجه التلفزيوني المعروف هو الآخر، سبق لها أن دخلت غمار الانتخابات التشريعية تحت لافتة التجمع الوطني للأحرار بمدينة الدار البيضاء لكن نجوميتها لم تشفع لها للظفر بمقعد نيابي، وبالتالي تأكد بكثير من الأمثلة أن السياسة أو الانتخابات لها ناسها الذين يجيدون لعب اللعبة والتفوق فيها.

نجوم آخرون سبق لهم أن خاضوا غمار الانتخابات ولكن هذه المرة الجماعية من بين هؤلاء نذكر عزيز داودة المدير التقني الأسبق لألعاب القوى الذي ترشح في دائرة أكدال كلا منتمي، لكن وعلى عكس داودة، فإن اللاعب السابق للنادي المكناسي مصطفى بيدان استطاع أن يجتاز الانتخابات الجماعية بتفوق ويصبح مستشارا جماعيا باسم التجمع الوطني للأحرار.

وفي الانتخابات الجماعية الأخيرة لاعب آخر هو عبد المجيد اسحيتة ترشح ضمن لائحة حزب الأصالة والمعاصرة في دائرة البرنوصي، لكن لم يستطع أن يحظى بثقة الناخبين .

خارج المغرب وبالضبط في الديار الفرنسية خاض مروان الشماخ هو الآخر  تجربة انتخابية من باب استحقاق جهوي  وذلك ضمن لائحة «قوى الأكيتان»  ويبدو أن ترشحه كان من ورائه دعم الشماخ لهذه اللائحة نظرا لما يتمتع به من نجومية.

من النجوم العرب الذين خاضوا تجربة الانتخابات والتمثيل النيابي بعد اعتزالهم نذكر الحارس السابق للمنتخب المصري أحمد شوبير الذي تمكن من الحصول على مقعد في مجلس الشعب مرشحا عن الحزب الوطني الديمقراطي.

في دول أخرى لم  يقتصر اهتمام نجوم الكرة والرياضة عموما بالسياسة فقط على الانتخابات الجماعية أو الجهوية أو التشريعية بل تعداها إلى الانتخابات الرئاسية كما كان عليه حال النجم الليبيري جورج وياه الذي ترشح لرئاسة ليبيريا تحت ألوان الحزب من أجل التغيير الديمقراطي.

مشاركة