الرئيسية ثقافة وفن الجامع الكبير بتيزنيت…معلمة دينية وعلمية أنقذها القادة وقصدها العلماء  

الجامع الكبير بتيزنيت…معلمة دينية وعلمية أنقذها القادة وقصدها العلماء  

كتبه كتب في 17 أبريل 2023 - 16:00
أمينة المستاري
الجامع الكبير بتيزنيت…معلمة تاريخية قاومت الاندثار والعوامل الطبيعية، وشكلت موروثا ثقافيا وتاريخيا، ومركز من المراكز العلمية والدينية التي عرفتها سوس وانتشرت بكثرة في مدنها.
وللجامع المتواجد بإيدضلحة تاريخ عريق وحضي باهتمام القادة الذين تواتروا على المنطقة، فبعد أن تهدم وصومعته قام القائد سعيد الكيلولي بإعادة بنائه وتجديده، حيث أحاطه بجدار خارجي وقام بتسقيفه، لكن إنجلاء القائد، حال دون إتمام عملية الإصلاح.
وبمجيء القائد همو التيزنيتي، اهتم لحالة المسجد الذي كان يعتبر معلمة دينية مهمة لدى الساكنة، فأضاف سنة 1903 الصفين الثاني والثالث الموالي للقبلة، وفي سنة 1927 تم تبليط الصومعة المبنية بالتراب المدكوك.
عرف الجامع بالقرب من العين الزرقاء إشعاعا عمليا، فقد جذب مجموعة من العلماء الذي كانوا يلقون دروسهم فيه من قبيل الحسن بن الطيفور السموكني، محمد بن احمد الأغرابوي، أحمد بن الحسين الجراري…
وارتبطت شهرة الجامع بمحمد بن محمد بن الطيفور الأسغاركيسي، وعلى يده انتظمت الدراسة به، حتى أنه قام بتحبيس أغلب كتبه على خزانة الجامع وعددها بحوالي 400 كتاب، فأقبل الطلبة عليه من كل مكان، ينهلون من العلم، إلا أن الفترة الذهبية من تاريخ المسجد الكبير كانت بمجيء القاضي أوعمو، حيث عرف إقبالا على حلقات الدروس المنتظمة، حتى أصبح ينافس المدارس التقليدية المشهورة ببونعمان، أزريف…
ويؤكد الأستاذ بومزكو، أن الأستاذ محمد البازالجلاوي كان له دور مهم في تحسين طرق ومناهج تدريس مختلف العلوم منذ التحاقه بالجامع.
وقد أعيد فتح المدرسة العلمية العتيقة بالجامع من جديد بتنسيق ما بين المجلس العلمي المحلي ومندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بتيزنيت وجمعية رعاية المدرسة الحسنية العلمية العتيقة، هذه الأخيرة تحولت مع بداية الاستقلال إلى فرع لمعهد محمد الخامس بتارودانت ثم إلى مدرسة للتعليم الأصيل حتى سنة 1996.
وتفيد بعض المصادر أن حركة أحمد الهيبة ماء العينين قد انطلقت من ساحة الجامع الكبير، التي كانت بمثابة المنطلق لتحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي في الشمال والاسباني في الجنوب وأقصى الشمال، وتفيد الحكاية الشفاهية أن هذا القائد احمد الهيبة امتطى وركب جواده الأبيض منها، و كانت مبايعته من طرف قبائل ايت تزنيت وأحوازها.
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *