الرئيسية ثقافة وفن أسوار القلعة “المهدومة” التي تحصن بها البرتغال 267 سنة

أسوار القلعة “المهدومة” التي تحصن بها البرتغال 267 سنة

كتبه كتب في 7 أبريل 2023 - 18:30

أمينة المستاري

 

القلعة البرتغالية أو “مازغان”… هي قلعة بناها البرتغاليون خلال القرن 16م، بعد أن تعرفوا على موقعها وهو عبارة عن ميناء طبيعي عرف باسم “مازيغن” وقرروا الاستيلاء عليه، وبنائها على شكل حصن مربع حمل من طرف المهندسين البرتغاليين الأخوين فرانسيسكو ودييغو دي أرودا، المتميزين بتصاميمهما الهندسية، وأطلق عليه اسم ملك البرتغال مانويل الأول “الحصن المانويلي”.
وحسب المعطيات المتوفرة لدى المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة، فالقلعة البرتغالية تحيط بها أربعة أسوار عريضة بنيت بشكل يجعلها تتحمل المدفعية الثقيلة والضربات النارية القوية. تتقعر في منتصفها نحو الداخل، مما يمنح القلعة شكل نجمة رباعية الرؤوس.
وتتخلل الأسوار فتحات تخرج منها فوهات المدافع، بالإضافة إلى فتحات صغيرة أخرى وفتحات للرمي بالبنادق على غرار الواجهة الجانبية المشرفة على بقايا الخندق المائي.
وتتموقع على كل زاوية من الزوايا الأربع للقلعة برج ضخم، فسيح لكل منها اسما، فبرج “الملاك” يتموقع بالجهة الشرقية ويشرف على الميناء والخندق، وخضعت لأشغال الترميم التي امتدت من سنة 1994 إلى سنة 2000 ، وقامت اللجنة المكلفة بالترميم بإغلاق الممر السفلي الذي كان هواة السباحة من فوق السور يستعملونه للولوج إلى الحي البرتغالي.
أما برج “سان سيباستيان”  فيتواجد في الشمال، وقد تم ترميمه وفتح ممرات على السور بعد إزالة الأشواك والأحجار والأتربة المتراكمة، كما تم فتح الطابق السفلي المحاذي لمرسم الزبير والذي يتم الولوج إليه من الزقاق الموالي لباب البحر.
فيما يقع برج “سان أنطوان” غربا، المواجه لساحة أحفير والذي يتم الولوج إليه انطلاقا من باب “دوز”، فقد خضع بدوره للترميم، وأصبحت مرافقه السفلية التي تضم مجموعة من البيوت والقاعات المظلمة تتوفر على إضاءةإضافة إلى برج “سان إيسبري” جنوبا.
 ويبقى “برج الحاكم” فوق المدخل البري الرئيسي للقلعة قام البرتغاليين بهدمه قبل مغادرتهم مازغان سنة 1769م، قبل أن يعيد المغاربة بناء السور، ويظهر خلاله الاختلاف الواضح بين طريقة بنائه وبناء الأسوار الأصلية.
  وتتوفر الأبراج المذكورة على طابق أرضي يضم مستودعات محصنة وممرات، ويمكن الوصول إلى الأسوار عبر ” ممرات منحدرة، أحدها متواجد أسفل برج “سان إيسبري”، وممر آخر عند برج “سان أنطوان”، على يسار القلعة. أما الممر الثالث فيوجد على يمين باب البحر.
وكانت الممرات تخصص لمرور الجنود وأيضا لمرور عربات تحمل المدافع الثقيلة لنقلها إلى ممر المراقبة. أما الأبواب فأهمها البوابة الرئيسية المفتوحة على الواجهة البرية الأمامية للقلعة، وخضع لعدة ترميمات، به فتحتين متجاورتين تعلوهما نقيشة حجرية باللغة البرتغالية تؤرخ لتأسيس القلعة في عام 1541م.
أما المدخل الحالي ذي الفتحة الواحدة على يمين الباب الرئيسي الأصلي للقلعة، ويقود إلى الزنقة الرئيسية للقلعة، تم فتحه حوالي 1925م، وهناك باب البحر المفتوح في واجهة القلعة المطلة على البحر، ثم باب البقر المتواجد في السور الشمالي الغربي للقلعة، كان مخصصا لمرور الدواب، أقفل الباب خلال حصار السعديين سنة 1562م، ثم أعيد فتحه ويسمى الآن “باب دوز”.
يمكن القول أن البرتغاليين صمدوا داخل القلعة 267 سنة، قبل أن يتمكن السلطان سيدي محمد بن عبد الله القلعة، ليرغم البرتغاليين على مغادرة المدينة عبر باب البحر، هذه الأخيرة كانت تدخل منها البضائع، لكنهم فكروا في طريقة لتفجير القلعة، فتركوا وراءهم من يقوم بالمهمة، وهو شيخ قام بإشعال براميل البارود وفجر أسوارها، قبل أن تعرف القلعة بعد عقود عملية الإصلاح اعتبرت من طرف بعض المهتمين عملية جزئية تحتاج إلى المزيد من .الاهتمام.
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *