Ad Space
الرئيسية للنساء فقط أمازيغيات خالدات: خناتة بنت بكار المعافري…أول وزيرة مغربية وأمينة سر زوجها المولى اسماعيل

أمازيغيات خالدات: خناتة بنت بكار المعافري…أول وزيرة مغربية وأمينة سر زوجها المولى اسماعيل

كتبه كتب في 30 مارس 2023 - 21:18
أمينة المستاري
هن نساء عرف عنهن من علم ودين … بل منهن من برعن في الوعظ والأجب والشعر ونظم المحفوظات العربية والأمازيغية…ومنهن من أسسن مدارس عتيقة ومعاهد …
من الأسماء التي سطع نورها في حقبة من الزمن، وكان لها تأثير بالغ السيدة خناثة بنت الشيخ بكار بن علي بن عبد الله المغافري، زوجة السلطان مولاي اسماعيل التي أطلق عليها لقب ” أم الملوك العلويين” فهي والدة السلطان المولى عبدالله، وجدة السلطان سيدي محمد بن عبدالله.
كان للسيدة خناتة حضورا وازنا، فقد عرفت بالتدين والمعرفة واهتهمامها بالحديث ورجاله، فهي المحبة للعلم والعلماء، احسنت القراءات السبع، كانت فقيهة وسياسية امازيغية، اعتبرت اول امراة تتولى الوزارة في المغرب وكانت مستشارة لزوجها، فقد كانت محل ثقة زوجها السلطان المولى اسماعيل، ومكنتها رجاحة عقلها من أن تصبح امينة سره، فقد كان يكلفها بكتابة الرسائل السرية ولا يعهد بها إلى كتابه، وقصدها بعض من يستحيون من الوقوف على أبواب الملوك لتشفع لهم عندهم.
وعن زواجها بالسلطان، جاء في بعض المؤلفات أن السلطان المولى إسماعيل قام بغزو صحراء السوس سنة 1089هــ فلما وصل  إلى آقـا وطاطا وتيشيت وشنكيط وتخوم السودان هرعت إليه الوفود الممثلة للقبائل من أهل الساحل والقبلة ومن دليم وبربوش والمغافرة وودي ومطاع وجرار، وقبائل معقل لتقديم فروض الطاعة له، وكان من بين الوافدين الشيخ بكار المغفري، والد السيدة خناتة، وقام بإهداء ابنته التي عرفت بجمالها وأدبها وعلمها، وأنجبت السلطان المولى عبدالله، علما ان ام السلطان المولى اسماعيل “للا مباركة” كانت تتحدر من المنطقة أيضا.
وجاء في المؤلفات التي تطرقت لسيرة خناتة أنها ذهبت الى الحج سنة 1143 هـ واصطحبت معها حفيدها السلطان سيدي محمد بن عبدالله، الذي لم يكن قد وصل سن البلوغ بعد.
بعد وفاة المولى اسماعيل، تعرضت السيدة خناتة للمضايقات في عهد أبو الحسن الأعرج، بعد الصراع الذي وقع على العرش من طرف أبناء المولى اسماعيل، فقد نفيت وسجنت وسلبها اموالها وتمت مطاردتها بمعية حفيدها، بعد أن عزل ابنها عبد الله. وهي التي عرفت بدورها السياسي حيث لعبت دورا اساسيا في تثبيت اتفاقية السلام والتجارة التي وقعت بمكناس بين الإيالة الشريفة وبريطانيا العظمى، وتذكر بعض المصادر التاريخية ان جيش الودايا كان درعا سياسيا واجتماعيا لمكانة خناتة داخل نظم الدولة قبل وبعد وفاة المولى اسماعيل، كما عرفت عند الإنكيز باسم “كوينتا”، حيث تحتفظ ببعض المتاحف مخطوطة هي عبارة عن رسالة وجهتها غلى سكان مدينة وجدة تطمئنهم بخصوص جيرانهم الاتراك بالمغرب الأوسط. السيدة خناتة مثال للمرأة المغربية التي خرجت من دائرة الحريم ولعبت دورا سياسيا مهما في فترة من فترات حكم السلطان المولى اسماعيل حين حظيت بمكانة مهمة على خلاف باقي زوجاته.
توفيت السيدة خناتة في 6 جمادى الأولى سنة 1155 هـ ، ودفنت بروضة الأشراف بالمدينة البيضاء فاس الجديد.
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.