الرئيسية مجتمع أسر من سوس : آل بودلال… قيدوم هوارة الذي ورث لبناته الفلاحة والبرلمان

أسر من سوس : آل بودلال… قيدوم هوارة الذي ورث لبناته الفلاحة والبرلمان

كتبه كتب في 30 مارس 2023 - 18:22

أمينة المستاري

 

 بزغت بسوس ماسة أسماء أسر وعائلات كبرى تقسم إلى عائلات دينية، عائلات علمية، عائلات ذات نفوذ اقتصادي أو سياسي…ومن هذه العائلات من جمع بين العلم والتجارة والسياسة، أو بين السياسة والنفوذ الاقتصادي والنسب الشريف.

ولا يكاد يختلف اثنان على اسمين برزا منذ عقود في الساحة السياسية والاقتصادية بتارودانت أو “هوارة”: آل قيوح وآل بودلال  بوهدود... مسار سياسي واحد، رغم اختلاف الاتجاه السياسي، لكن هذه المرة بشكل آخر يغلب عليه “نون النسوة”…

 قيادي سياسي أسس أسرة ذات نفوذ اقتصادي وسياسي، ذاع صيتها في الجهة ككل…إنه “محمد بوهدود بودلال “، الأب لثلاثة بنات وابن واحد، وابن المنطقة الذي ارتبط اسمه بحزب الحمامة منذ عقود، وسارت بناته وابنه على الدرب.

محمد بودلال البالغ 78 سنة، بدأ مكافحا منذ صغره، فهو ابن جماعة الكفيفات بتارودانت، فقد والده في وقت مبكر، فتكفل به عمه ورعاه، وكان سندا له في مهامه الفلاحية، ليحصل بعدها على دبلوم فلاحي ويأخذ بزمام الامور فيما بعد. عايش المستعمر الفرمنسي ويتحدث بفرنسية أنيقة.

بدأ بودلال، الشاب الطموح، رحلة البحث عن إثبات الذات بالميدان الفلاحي الذي برع فيه، كما وجد في الميدان السياسي مبتغاه، ليرتبط اسمه بحزب الحمامة، ارتباط جعله يحصل على مقعد برلماني منذ سنة 1977، وظل نحافظا على مقعده البرلماني لـ 7 ولايات تشريعية.

لعقود من الزمن وولايات عديدة، حافظ بودلال على مكانته السياسية في المنطقة، في غياب منافس حقيقي على الواجهة السياسية، حيث بسط نفوذه على كل تراب الإقليم وأصبح يتحكم في كل صغيرة وكبيرة، بالاعتماد على سلطته وانتمائه السياسي حيث كان آنذاك لحزب الحمامة منافسيين أقوياء.

ظل على نفس المنوال إلى أن حلت استحقاقات 1997، انتخب فيها أول رئيس عن مجلس جهة سوس ماسة درعة مابين 1997و 2003، و رئيسا لمجلس جماعة سبت الكفيفات القروية و رئيسا المجلس البلدي لأولاد تايمة سابقا.

بودلال طور تقنيات الفلاحة بالضيعات، كما وسع مجال الاشتغال الى جانب مسؤولياته البرلمانية والجماعية، فأصبح من كبار الفلاحين بالمغرب قضى بودلال 10 سنوات رئيسا للغرفة الفلاحية لإقليم تارودانت، وترأس عدة جمعيات مهنية منها، وترأس فرع جمعية منتجي الحوامض بسوس، كما شغل منصب الرئيس لسنوات لجمعية الحبوب بالجنوب، وتعاونية الحبوب بالجنوب.

وكما يقال “كل فتاة بأبيها معجبة”…فأسرة بودلال المكونة من ثلاث فتيات وابن واحد، لم تبقى بعيدة عن الشأن السياسي، احتكت أمينة بودلال، الأم لطفلين، بوالدها منذ ريعان شبابها، رافقته في رحلاته وتنقلاته، و”شربت الصنعة” كما يقال، فخبرت مجال السياسية وجالست السياسيين رفقة والدها، فوصبحت لها دراية، فخاضت غمار الانتخابات لتتولى رئاسة جماعة الكفيفات القروية لولايتين، وتكون أول أمرأة تدير شؤون جماعة قروية أغلب أعضائها من الرجال، وبنفس اللون السياسي لوالدها، تحولت إلى قيادية بالجهة، وأبانت عن علو كعبها داخل مجتمع محافظ، اقتحمت المجال من بابه الواسع بعد أن كانت مهتمة بالجانب الاجتماعي والجمعوي فقط .

مسار الأب القيادي أثار حب استطلاع ورغبة نادية، الابنة الثانية لبودلال، وتمكنت أن تشغل منصب منسق إقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بتارودانت الجنوبية، لأول مرة في المغرب، فبعد أن كانت مهامها تقتصر على تسيير شركة العائلة، بعدما حصلت على شهادة الدراسات العليا في التسيير، وشهادة في الصناعة الفلاحية بمونريال، لتجد نفسها تنساق إلى نفس الطريق الذي سار عليه الأب والأخت وشقيقها، المستشار البرلماني السابق. دخلت بدورها غمار الانتخابات الأخيرة، لتحصل على رئاسة جماعة أولاد تايمة، وتسحب البساط من تحت أرجل عبد الصمد قيوح الذي كان يطمح لرئاسة مجلس عاصمة هوارة، ولم تقف شقيقتهما مليكة بعيدا عن الضوء، فدخلت بدورها عالم السياسة.

أسرة “سياسية، فلاحية” بامتياز، تقودها بعد والدهن، نساء و”حمامات” تجمعيات، زاوجن بين مهامهن الأسرية والاقتصادية والسياسية، لتنضاف الأسرة إلى أسر سوسية سطع نورها في المجال السياسية والاقتصاد بهوارة أهم منطقة فلاحية بسوس.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *