الرئيسية اراء ومواقف سناء بوحاميدي: لندرب مجتمعنا على كيفية الاستعداد لمواجهة الظواهر الطبيعية

سناء بوحاميدي: لندرب مجتمعنا على كيفية الاستعداد لمواجهة الظواهر الطبيعية

كتبه كتب في 9 فبراير 2023 - 12:30

ذ.سناء بوحاميدي

عندما دعيت لتأطير دورة تدريبية تطوعية بملتقى شباب الخير، بدورته الثالثة سنة 2019 بأنزا اكادير، احترت بداية في اختيار موضوع الورشة، وقتها لم يكن هناك أي مؤشرات لمتغيرات مجتمعية.

لم نسمع بعد عن الوباء (كوفيد 19) لكن الهمني الله سبحانه وتعالى لاختيار هذا الموضوع، وجهزته عرضا اكاديميا علميا بتفاصيل دقيقة تحدثت فيه عن كوارث طبيعية قد تفاجئ المجتمع في اي لحظة، تضطرنا إلى مواكبة تغيرات قد تكون صعبة على البالغين الكبار آباء وأولياء الامور، فكيف بالأطفال الذين تقل خبرتهم ويكون استعدادهم لمواكبة المتغيرات أصعب؟.

سبحت في ظواهر عدة من الزلازل والبراكين إلى الأوبئة والحروب، وتحدثت عن ظواهر مختلفة كالهجرة السرية، التفكك الاسري… ظواهر اجتماعية ومتغيرات قد تطرق باب أي شخص دون سابق إنذار، ومدى قابلية واستعداد أي شخص للتعايش وتقبل المتغيرات، والاستمرار بالتشبت بالبقاء وحماية المحيط الأسري والمجتمع.

ولأجل الاستعداد لكل طارئ قدمت مقترحات حلول، وخطط استعجالية وكيفية ترتيب الاولويات، وتقديرها وكيفية برمجة الأمور عند التصادم بمتغيرات غير محسوبة، وطرق ضبط النفس والتركيز والتفكير بحلول قد تضطرنا لاتخاذ قرارات مصيرية في مواقف ما لم نحسب حسابها، لكن ترتيب الأولويات يجعلنا أمام اختيارات يجب أن تتخذ بمنطق العقل السليم… كل هذا جهزته بداية بنماذج إحصائية وبيانات وتقارير دولية ودراسات علمية وتحليل اجتماعي وسيكولوجي وتفاصيل بحثية أكادييمية، وطبعا لأن الفكرة لم أستنسخها من أحد وكانت بأعماقي فكرة تبليغ العلم صدقة جارية، وعمل تطوعي بكل جزئياته حتى التنظيمية والترتيبية واللوجيستيكية، فقد قدمت ما بوسعي طمعا في أن يجعل الله ذلك بالميزان المقبول عنده فيشهد ربي أنني عندما بدأت بمجال التدريب نيتي كانت ولا تزال بنيل الثواب والأجر ممن جعلت عملي في سبيله عز وجل، وزكاة للعلم لا غير.

وصلت للدورة التدريبية فوجدت الفئة المستهدفة متنوعة وأغلب الحاضرات أمهات يصعب تأطير الدورة بمنهج أكاديمي بحضورهن، فارتجلت وظهرت موهبتي على الخشبة لأحدثهم بالدارجة وأبسط الموضوع بأسلوب تفاعلت معه أغلب الأمهات والحاضرين والحاضرات وحتى أطفالهم المرافقين لهم بالملتقى.

خلاصة القول

اليوم نسمع عن كوارث حقيقية بهذا العالم بين حروب وزلازل وموجات برد صاقع وغيره الكثير، فماذا أعددنا لذلك ؟
دعوتي لكل المدربين المتطوعين وأخص بالذكر المتطوعين لا تجار الكلام (الذين يبيعون كلامهم من دجالين باسم التدريب) من خلال ما يقع في تركيا وسوريا، لنتوكل على الله وفي سبيل الله، لنبلغ رسائل إيجابية بطرق وأساليب علمية لتعليم وتدريب جميع مكونات المجتمع للإستعداد لأي ظاهرة وأي آفة، بأسلوب يصل ويعلم ويلمس واقع مجتمعاتنا، ويجعل كل بيت فيه من يعرف كيف يتصرف عند المتغيرات؟ كيف يسعف مصاب؟ كيف يحمي نفسه وأسرته من كوارث اذا قدرها الله ولم يكن لنا إلا معايشتها بحسن التصرف؟ لنكن برسالاتنا سببا في نشر المعرفة والعلم وندفع بالمجتمع للتوازن وتغليب المنطق والعقل، لننشر الخير بالعطاء والتطوع والايجابية والعمل في سبيل الله ونزكي علمنا وعملنا بما ينفع الناس.
هذه رسالتي لمن يقرأ واشهد الله وملائكته والناس انني بلغت ما اومن به وما احمله من محبة للبشرية وللناس كافة اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *