الرئيسية تمازيغت على غرار عملية اغتيال ” لونيس معتوب ” بالجزائري، إرهابيون بمالي يختطفون مغني مجموعة تيناريوين

على غرار عملية اغتيال ” لونيس معتوب ” بالجزائري، إرهابيون بمالي يختطفون مغني مجموعة تيناريوين

كتبه كتب في 7 يناير 2013 - 11:09

بعد أن هدموا الأضرحة والمآثر التاريخية بكيدال وغاو شمال مالي، أيدي جماعة أنصار الدين الإرهابية تصل إلى مغني مجموعة  تيناريوين الشهيرة  لدفاعه بالفيتارة عن شعب الأزواد وثوراره، لذلك فهي عملية أشبه بما حدث للمغني الجزائري «لونيس معطوب» الذي اغتالته الجماعات الإرهابية بالجزائر.

 موقع  الكتروني مالي كشف أن المستهدف الجديد من طرف الجماعة الإرهابية هو «عبد الله أغ لميدا» المعروف ب «أنتيداو»، والذي ذكر المصدر ذاته أنه تم إيقافه بمسقط رأسه «تاسيليت» من طرف عناصر جماعة أنصار الدين التي تحالفت مع جماعات الإرهاب والقاعدة في المغرب الإسلامي بشمال مالي بدعم من عناصر الإستخبارات الجزائرية.

 العديد من النشطاء والحقوقيين من أبناء الشعب الأزوادي استنكروا ما تعرض له مغني الفرقة الثائرة بمالي، عبر صفحات الفايسبوك سموها «كلنا محمد أحمد»المعروف ب «محمد تيناروين»، وطالبوا الحكومات والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالنظر في حالة محمد تيناروين واطلاق سراحه.

نشأت مجموعة تيناروين التي خرج أعضاؤها من رحم المقاومة و الثورة وهم الذين حملو السلاح سنة 1990 في وجه الجيش المالي اليوم وإن كانو قد تركو السلاح فذالك ليس بالضرورة أنهم تخلو عن نضالهم من أجل تحرير الشعب التارغي الأمازيغي

 لكن نضالهم لازال مستمرا اليوم عبر مزج كلمات و ترانيم أمازيغية ترغية بالحان وموسيقى كونية لينتجو أغان بروح ثورية.  نصوصهم الشعرية المغناة هي نداءات متكررة من أجل الثورة و معركة تحرير الشعب الأمازيغي  تيناروين هي الرمز الحي للجيل التارغي ( أمازيغ الصحراء الكبرى) الذين تجرأو على حمل السلاح للدفاع عن كرامتهم أمام الأنظمة المالية و النيجيرية هذه الدول التي خلقت من طرف الاستعمار الفرنسي كمثيلتها دويلات شمال إفريقيا التي و إن رسمت حدودا بينها فلا شرعية لها لدى سكان الصحراء مارست ومنذ وجودها سياسة إقصاء و تهميش و حگرة على الشعب التارگي بدأت مجموعة تيناروين منذ تسعينيات القرن الماضي لكن الصورة  التي نحتت أسطورة تيناروين بامتياز  حسب Francis Dordor هي صورة أحد أعضائها المؤسسين Keddu Ag Hossad و هو  في طريقه للاغارة على موقع عسكري مالي في منطقة Menaka قرب الحدود النيجيرية حاملا بندقية كلاشنيكوف في يده وعلى ضهره تتدلى قيثارته .هذه الغارة في 30يونيو 1990 ستشكل فيما بعد شرارة الانتفاضة الطواگية والتي ستستمر 3 سنوات و ستخلف آلاف الضحايا . فالتوارگ المصابين في حريتهم وهم المسافرون دوما عبر فيافي لاتعترف بحدود قرروا الدفاع عن أعراضهم و حريتهم هكذا فقد خاضو ثورثين في وجه الأنظمة العسكرية بالمنطقة  الأولى سنة 1963 و الثانية في سنة1990  و آخرها ثورة Agbahanga 2007 هذه الثوراث الشعبية حقق بها التوارگ مكاسب هامة فقد أعقب كل ثورة توقيع اتفاقيات سلام مع هذه الأنضمة لكن ذالك لا يعني أن المشاكل التي يعاني منها الشعب  التارغي قد تم حلها بصفة نهائية فحريتهم مهددة باستمرار. في المقدمة التي كتبها Andy Morgan للكتيب المرفق لأسطوانة المجموعةالمشهورة Amassakol  يقول׃ “الشبان التوارگ الذين هربو من الفقر و المعاناة في بلادهم ليطلبو اللجوء في بلدان أخرى .اختارو آلة الگيتار الالكتريكي  لأن قوة صوته تحمل رسالتهم بعيدا بعيدا ولأن أوثاره تتحدث بصدق عن ألمهم  وتعبر عن القمع الذي طالهم هم و شعبهم القابع في سبات سرمدي و العالم يتقدم بثبات حولهم “.

 تيناروين في منطقة Kidal أوقدو شرارة ثورة الكيثار عشرين عاما بعد ذالك لاتزال رسالتهم تتردد وصداها يمتد الى أماكن بعيدة عن الصحراء التي كانت مهدها و منشأها. كما أن لمعانات الشعب التاركي يوميات متجددة فألمهم ومعاناتهم مستمرة٬فهم كغيرهم من الشعوب يعانون مما فرضه عليهم  الاستعمار ومما حرمهم منه. فالمستعمر دائما هنا بأسماء متعددة وتحت ذرائع مختلفة لكنه هو هو هدفه الوحيد تدجين الشعب الأمازيغي ومحو هويته وقد عمل أعضاء المجموعة في صوغ صرختهم  /رسالتهم في قالب فني مهدا الى أرواح شهداء التوارگ. في ألبومهم الثاني المعنون ب Amassakol يتحف أعضاء المجموعة جمهورهم بروائع من قصائدهم الثورية مصحوبة بألحان محملة بعبق الصحراء. ومن السمات الأساسية التي وسمت هذا الألبوم هي هيمنة تيمتا المعاناة /الألم و حضورهما بقوة في أغانيه لكن ذالك ليس اعتباطيا بل لذلك ما يبرره فالمتحدث عنه هو معاناة و آلام شعب بأكمله .

 ففي قطعة (Chatma (Mes sœurs تتوجه المجموعة الى النساء التارگيات لكي يقمن  بالمناداة على كل الرجال الأحرار.  كلمات هذه الأغنية تذكر بالسنوات الفضيعة التي عاش التوارگ محنتها ٬ ففي سنوات التسعينيات قادت الحكومتان المالية و النيجيرية حرب إبادة همجية  في بلاد التوارگ فكانت الحصيلة  مجازر رهيبة لم تسلم منها منها قطعان الماشية التي أبيدت لحرمان التوارگ من مصدر عيشهم الوحيد٬ و لا الأبار التي سممت مياهها  كما أعدم الشيوخ و الأطفال و النساء .كلمات الأغنية تتحدث عن تلك النار الخفية التي تستعر في و جدان كل فرد تارگي  نار الحرقة و الألم ٬ الألم الذي ذاقه إخوتهم و تجرعو مرارته .فطالبو من نساء التوارك المناداة على إخوتهم لتجمع كبير للكفاح وليحترق كل أعداء الشعب الأمازيغي بنيران الثورة و الألم .

 أما في قطعة (Amassakoul n Ténéré (le voyageur du désert فتعقد تيناروين  مقارنة بين المسافر في الصحراء أو ساكن الصحراء البسيط وبين هؤلاء الذين وان كانو مجتمعين يدا في يد و تتلاقى و تتقاطع طرقهم٬ فانهم يعيشون في عزلة فردية عن بعضهم البعض عكس مسافر الصحراء الذي هو و ان كان وحيدا فهو في علاقة وطيدة مع كل ما يشكل فضاء الصحراء .

 بينما قطعة Arwan تيناروين جائت لتؤسس لقواعد أسلوب الجاز التارگي٬ ألحان موسيقى الجاز محملة بكلمات ذات دلالة رمزية  قوية معبرة عن معاناة إنسان الصحراء.

 في قطعة  Oualahila ar Tesninam نجد  نداء قويا  من أجل الثورة  نداء من أجل اليقظة و الخروج من حالة السبات نداء من أجل السعي الى التغيير و الحركة و الخروج من حالة الركون و التسليم بالأمر الواقع .

 وفي فعل نضالي آخر دأبت مجموعة تيناروين على اصطحاب تارگي آخر في جولاتها الفنية انه Issa DICKO الذي يقدم ندوات حول الثقافة الأمازيغية التارگية وكتابتها العريقة تيفناغ. وسيلة أخرى اعتمدتها المجموعة  للتعريف بالشعب الأمازيغي و قضية التوارگ.  مسيرة تيناروين وجولاتهم الفنية هي من بين أساليب النضال الأمازيغي للمطالبة بحقوقهم المشروعة في أرض أجدادهم  .

سوس بلوس / سعيد باها

مشاركة